الوطن مضغة من القلب وشريان حياة ممتد يضرب عمقاً في نسيج ابنائه، الوطن روح انتماء وبناء عز وشموخ لافراده وبقعة من الارض لا نمك الا ان نضخ لها جذورا من الولاء والعطاء. عاش وطني تحديات متتالية قديمة ومعاصرة ما زادته الا تماسكا ولحمة، وفي يوم عرسه الاخضر نجدد بيعة الولاء والتماسك، في وقت تموج فيه الشعوب من حولنا يمنة ويسرة بزوابع سياسية واقتسامات حزبية وفرقة عصفت بابنائها وكبوة تستنفد طاقات وأزمنة من أعمار أجيالهم لتنهض من جديد. وطني الآن.. في اوجب الاوقات التي تنادي بالالتحام والتماسك تحت راية التوحيد، وفي ظل قيادة ولاة الامر نابذين تلك الرايات التي تحمل معاني التعصب والفرقة، الكل يحمل مسمى المواطنة والانتماء لكيان واحد. في وطني، الذي لا يشابهه في ناظري وطن نتقلب في نعم امن واستقرار وثبات ورغد عيش، نصبح ونمسي لا فاقدين ولا مفقودين لا يهز مضاجعنا دوي انفجار او صوت انهيار، يغادر صغارنا الى مدارسهم بطمأنينة محملين بأحلامهم الفتية، وتعود أسرابهم وفي جعبتهم قوت العلم والمعرفة.. في وطني تنطلق المآذن في اوقاتها بنداء الروح وتسري قوافل الملبين في سكينة وطمأنينة، لا يهمش الدين او تعلوه قوانين وضعية، وتتصدر عمارة بيوت الله ورغبات المحسنين وهبات الموسرين. في وطني مقدرات لا تساوى بثمن ومقدسات تهفو اليها أفئدة المسلمين وجباه المصلين في بقاع الارض وتتقدم اولويات التطوير والارتقاء. في يوم عرس وطني المخضب بخضرة الحياة ونمائها، ينبغي ان تكون لنا وقفة شكر وامتنان للبارئ، نظير نعمه وإفضاله وهو القائل جل في علاه (لئن شكرتم لأزيدنكم) شاكرين حامدين وبنعمائه مقرين مظهرين لحمتنا كابناء شعب واحد، وملتفين حول ولي امرنا داعين له بالسداد والخير. خاتمة: في وطني ما لا تتسع له الأبجدية.. او تحيط به المعاني... ادركه انا.. واغذيه في صغاري.