في أول الميزان من كل عام، يتجدد اللقاء، وتهفو النفوس للذكرى العطرة، بتاريخ وأمجاد موحّد البلاد الملك عبدالعزيز -رحمه الله-. نذكر فيه أمنًا وارفًا أفاء الله به علينا بعد قرون من الخوف.. نذكر رخاءً ونعمة أنعم الله بها فنشكره لتدوم نعمته. في حوار مع طالبات إحدى المدارس بينبع، تحدّثت الطالبة عن الحبِّ الذي يجري في العروق، وتحدّثت عن حبٍّ ملك علّمنا كيف يكون الولاء والانتماء للوطن.. اسم عبدالله بن عبدالعزيز حُفر في قلوبنا، واختلط حبه بدمنا. هنا تتجسد معاني الحب الحقيقي، عندما تسمع كلمات صادقة بتلقائية متناهية، الوطن هو الأمان، هو الهواء الذي نتنفس، هو الروح التي نعيش بها، ونحن الجسد الذي يتحرك بهذه الروح. في يوم الوطن سعيد مَن عبّر عن حبّه بتحقيق إنجاز يسطّر في سجلات التاريخ. جميل ذلك المشهد الذي صوّر طالبًا من طلابنا حقق مركزًا متقدّمًا في مجال العلوم، وبالأخص في الفيزياء، فسجد شكرًا لله أن مَنَّ عليه بهذا الإنجاز العلمي. وذلك الحوار الهادف مع ابن الوطن البار المخترع مهند أبودية، رائد الاختراع في الوطن العربي، وحلمه أوشك أن يتحقق بعدد كبير من المخترعين، قائدهم سعودي برعاية مباركة من مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية. ويبقى اسم موحّد البلاد مرتبطًا بالإنجاز، ففي مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني هناك أيضًا شواهد حضارية وثقافية وفكرية اجتمعت من كل أنحاء الوطن، في تظاهرة جميلة عبر برامج تدريبية، وورش عمل ثقافية، ومعرض فني، وتصوير فوتوغرافي يتغنّى محبو الوطن عبر الريشة والصورة الجميلة؛ ليشاركوا في هذه الاحتفالية بالشراكة مع الهيئة الملكية بينبع. صورة أخرى مشرقة لأطفال وفتيات ينشدن بصوتٍ عذبٍ، ويتحدّثن عن حوار أتباع الأديان، ينشرن فكرة خادم الحرمين الشريفين عبر نشيد نداء المحبة، ليهتفن بصوتٍ واحدٍ شكرًا يا ملك. أنت الغالي يا وطن، سنكتب حروفك وننقشها على صخر، لن نقصر في حقك، وسنرفع اسمك عاليًا بإنجاز يليق بك يا أغلى وطن. ودام أبومتعب في حفظ الله ورعايته، ونحن -أبناءه وبناته- على العهد والوعد باقون. من أجمل أغاني الوطن... وطني الحبيب وهل أحب سواه؟! [email protected]