بعيداً عن الإحصائيات المتتالية والأرقام المخيفة التي توضح بما لايدع مجالاً للشك خطورة عدم استخدام حزام الأمان في السيارات، ووسط مخاوف عديدة انتابت الجهات المسئولة عن المرور في المملكة من التهاون في عدم استخدامه، نظراً للخطورة المحدقة التي ينتج عن عدم التقيد بحزام الأمان، فالواقع يؤكد أن نسبة مستخدمي حزام الأمان قليلون للغاية مقارنة بالجهود التوعوية التي تقوم بها الجهات المختصة، كما يكشف الواقع أيضاً أن قطاعاً كبيراً من صغار السن من قائدي السيارات لا يلتزمون باستخدام حزام الأمان، ومن هنا فالكارثة تكون أشد خطراً. وتشير الأبحاث المرورية إلى إمكانية التقليل من الحوادث ومخاطر الصدمات باستخدام حزام الأمان، حيث أثبتت دراسات السلامة المرورية أن السائقين الذين يستخدمون حزام الأمان هم أقل عرضة للإصابة في الرأس والصدر، وهما من أخطر الإصابات الجسدية، وغالباً ما تنجم عنهما الإعاقة أو الوفاة، ويؤكد الخبراء أن حزام الأمان الذي لايمكن تصور سيارة بدونه اليوم، هو أهم عامل للسلامة في السيارة على الإطلاق. وعلمياً ومن التجارب ثبت أن استعمال حزام الأمان يقلل من معدل الوفيات بنسبة تتراوح بين 20- 50% في حين يساهم في التقليل من عدد الإصابات الخطيرة بنسبة تتراوح ما بين 50%- 68% وبالرغم من أن ركاب المقاعد الأمامية ملزمون قانونياً باستعمال حزام الأمان، إلا أن نسبة مستخدمي حزام الأمان في المملكة تقل عن 20 % . وجاء في الأبحاث حول خطورة عدم استخدام حزام الأمان أن التجارب أثبتت أن قوة التصادم على سرعة 30كم/ساعة تعادل السقوط من مبنى ارتفاعه 5.3م وأن قوة التصادم على سرعة 90كم/ ساعة تعادل السقوط من مبنى ارتفاعه 9.31م. وأثبتت الأبحاث أن كثيراً من الإصابات الناتجة عن حوادث الطرق تقع في مناطق قريبة لمسكن المصابين، فقد بلغ معدل نسبة المصابين داخل المدن والتي لا تزيد السرعة فيها عن 60كم/ساعة حوالي 80% من إجمالي عدد المصابين. ومن جانبها، فقد أولت الهيئة العربية السعودية للمواصفات والمقاييس موضوع حزام الأمان أهمية كبرى، فأصدرت عدداً من المواصفات القياسية السعودية في هذا المجال، ومنها على سبيل المثال. حيث نصت على أن تزود المقاعد الأمامية والجانبية بأحزمة أمان ثلاثية التثبيت، أما المقاعد الأخرى فتزود بأحزمة أمان ثلاثية أو ثنائية التثبيت، وقد التزمت بها جميع الشركات الصانعة التي تصدر إنتاجها إلى المملكة، كما أصدرت الهيئة مواصفتين قياسيتين هما : (السيارات طرق اختبار أحزمة الأمان - السيارات أحزمة الأمان ) وقد نصت هاتان المواصفتان على المتطلبات الفنية التي يجب توافرها في أحزمة الأمان من نواحي تحمل الشد ومقاومة الحريق، وتحمله للاستخدام الطويل وعدم التأثر بالأتربة وكفاءة الأداء عند التوقف المفاجئ إلى جانب الاختبارات اللازمة للتأكد من تحقيق هذه المتطلبات وقد تم الإلزام بهاتين المواصفتين القياسيتين اعتباراً من موديل عام 1990م ومن الأهمية بمكان الإشارة في هذا المقام إلى القرار السامي الذي أصدره مجلس الوزراء الموقر في جلسته التي عقدها يوم الإثنين 18 / 7 / 1418 ه الموافق 18 / 11 /1997م والقاضي بإلزام سائقي السيارات وركابها باستخدام حزام الأمان والمقاعد المخصصة للأطفال أثناء السير على الطرق بالمملكة للمساهمة في الحد من الحوادث المرورية، ومن المعروف أن الأطفال وكبار السن يشكلون الفئة الأسهل إصابة والأكثر ضرراً، ويرجع ذلك إلى ضعف تحمل العظام والأعضاء والأنسجة، ويقول الأطباء: إن نسبة رأس الطفل إلى جسده أكبر من نسبة رأس الكبير إلى جسده، إضافة إلى ضعف هيكله العظمي، وضعف عضلات الرقبة، وصغر حجم الحوض وهذه الاختلافات تقتضي وضع اعتبارات خاصة في وسائل التثبيت داخل السيارة ولذلك صممت لكل عمر وسيلة تثبيت خاصة تناسب العمر، وقوة احتمال الصدمة، فمن عمر الميلاد حتى ( 10 ) عشرة أشهر صمم مقعد على هيئة ‘' مهد ‘'يثبت بأحزمة الأمان العادية أو أحزمة وأشرطة خاصة وربما يستخدم شداد علوي إضافي في موضع مواجهة المؤخرة لحماية الظهر والرقبة، ومن الشهر العاشر حتى سن الرابعة يستخدم مقعد خاص يثبت في السيارة ويزود بأحزمة خاصة تتناسب مع جسم الطفل.