قليل منا من يكترث بأهمية أشياء صغيرة تحيط بنا وقد تكون هي الفارق في حياتنا، إلا أن كثيرين يعدونها أشياء ثانوية رغم أن فعلها لا يكاد يكون سوى حركة بسيطة بأيدينا.. وقد يتخاذل البعض عن إرشاد صغاره لعمل هذا الأمر رغم حبه الشديد لهم وأنه لا يتحمل أن يرى أحدهم مصابا بمكروه أو تشاكه شوكة.. ونرى حججا واهية مثل أن تقول الزوجة أشعر أن ذلك يخنقني ويكتم أنفاسي، فيما تجد موقف الأبناء وكأنه يمثل لهم قيدا لحريتهم.. وما يثير أنك تجد الرجل يخشى على ملابسه من الكرمشة ويتناسى ما للأمر من بالغ الأهمية على حياته وحياة أبنائه وكافة أسرته. الحديث عن «حزام الأمان» الذي لطالما وجدناه في مقدمة إرشادات المرور وبعضنا يخيل إليه أنه قيد يجب وضعه فقط أمام لجان المرور.. فقد يغيب عن الكثيرين أن جميع التعليمات المرورية وكافة ما تجده في الشوارع من لوحات ومحددات للسرعة والتوجيهات لحركة السير ومؤشرات مختلفة قد ينظر إليها القليل منا.. أقول إن كل ذلك وضع من أجلنا للحفاظ على أرواحنا ولأمان سيرنا ولتأمين ممتلكاتنا وليس إلا.. فقد يعتقد البعض أن رجل المرور أو الدوريات المرورية تقف لتترصد به ويخشى السير قربها، لكن ذلك معتقد خاطئ بكافة معانيه فهم لخدمتنا فقط لا غير. ياسادة لقد أصبح استعمال حزام الأمان إلزاميا في معظم دول العالم من أجل توفير أكبر قدر ممكن من الحماية للركاب سواء في المقاعد الأمامية أو الخلفية.. فحسب الإحصائيات العالمية فإن استخدام حزام الأمان يقلل من معدل الوفيات في حوادث السير قرابة 50% أي أن احتمالية وفاة الأشخاص المستخدمين لأحزمة الأمان عند وقوع الحوادث الخطيرة تقل للنصف قياسا بالأشخاص غير المستخدمين للأحزمة، وتقل عدد الإصابات الخطيرة في حوادث السير إلى 68% في حال استخدام أحزمة الأمان.. وأن الأطفال الذين يستعملون أحزمة الأمان توفر لهم أعلى نسبة من الحماية للحد من إصابتهم ووفاتهم.. وأن معدل خطورة وفاة الركاب من الأطفال يزداد 12 ضعفا عند عدم استعمال أحزمة الأمان أو المقاعد الخاصة بهم. تلك القضية لا يمكن تجاهلها فنحن يوميا وأسرنا نتحرك في سياراتنا بكل اتجاه ولا ننكر الزحام في الشوارع الذي قد يحدث لا قدر الله اصطداما بين مركبتين أو مركبة مع جسم آخر فإن الأشخاص داخل المركبة سيندفعون بقوة تساوي نفس سرعة المركبة وقت الاصطدام ويتعرضون لنفس قوة الصدمة، وقوة الصدمة عند عدم استخدام حزام الأمان وعلى سرعة 50 كم / ساعة تعادل السقوط عن مبنى ارتفاعه (3) طوابق.. ما أتينا به وما لم نأتِ به لتقارير علمية يعرفها المتخصصون لما لها من الأهمية القصوى لوضع حزام الأمان، ما هي إلا تذكرة لتلك الإشكالية التي أهملها الكثيرون، ووجب أن تكون هناك وقفة مع أنفسنا ونسأل هل يكلفنا وضع الحزام شيئا أم أنه يوفر علينا الكثير من المتاعب ويمنع سرقة فرحتنا بما نملك من مال وبنين زينة الحياة الدنيا.. فانصحوا بعضكم البعض وفي المقدمة أنفسكم بالحرص على وضع أحزمة الأمان. [email protected]