جميعنا نرغب في الحصول على قوام مثالي، والبعض يتبع حميه غذائية ويمارس تمارين رياضية تؤكد الرغبة الصادقة في خسارة الوزن الزائد، ومع ذلك يجد البعض صعوبة بالغة في تحقيق نتيجة إيجابية رغم الانضباط في الحمية والتمارين الرياضية، وتتنوع أسباب الفشل في تخفيض الوزن بين أسباب طبية أو نفسية لا تتعلق بزيادة التغذية أو قلة الحركة، وأسباب سلوكية تتعلق بعادات خاطئة ناشئة عن قلة الوعي وغياب المعلومة كتناول أغذية ذات محتوى عالٍ من السعرات الحرارية. في هذا الموضوع استعرض أهمية معرفة عدد السعرات الحرارية في وجباتنا الغذائية، وفي البداية أكرر المعلومة التي يعرفها الكل ويتجاهلها الكثير بأن الوجبات المنزلية تمتاز بانخفاض السعرات الحرارية مقارنة بالأطعمة الجاهزة المحتوية على عدد هائل من السعرات الحرارية ومعدلات مرتفعة من الدهون الضارة، ومراجعة سريعة لقوائم السعرات الحرارية المنتشرة في المواقع الطبية خير برهان على ما تواجهه أجسامنا من مخاطر طبية جراء تناول الوجبات الغذائية الجاهزة أو في المطاعم. في مجال التوعية الصحية لا يفوت خبراء التغذية والصحة العامة فرصة إلا حذروا من خطر زيادة عدد السعرات الحرارية التي نستهلكها في غذائنا، وشرحوا وسائل مواجهتها بالمزيد من الاهتمام بنمط الحياة التي نعيشها والابتعاد عن تناول الوجبات السريعة ومحاربة كافة أشكال قلة الحركة وممارسة الرياضة، إلا اننا لا نزال نميل إلى اتباع عادات خاطئة في التغذية وعدم الحرص على التمارين الرياضية وليس لدينا المعلومة الموثقة عن عدد السعرات الحرارية فيما نتناوله والنتيجة نزداد وزنا يوماً بعد يوم. إن الأمر المؤسف في هذا الجانب هو غياب المعلومة قسرا عن المستهلك فيما يتناوله من أطعمة ومشروبات معلبة أو في مطاعم الوجبات السريعة وغيرها، فلا توجد آلية لإلزام المصانع والمستوردين بوضع بيان على منتجاتهم يبين عدد السعرات الحرارية في المنتج، كما لا توجد لائحة تنظيمية تلزم المطاعم والمقاهي بتطبيق نظام عدد السعرات الحرارية على قوائم الطعام. إن الزام كافة المنتجين والمستوردين والمطاعم بوضع بيان على منتجاتهم يبين عدد السعرات الحرارية أصبح حاجة للمستهلك وحقا أصيلا من حقوقه وليس رفاهية، وهو نظام مطبق في عدد من دول العالم، ونحن في أمس الحاجة إليه في ظل تقارير تشير الى أن معدلات السمنة في المملكة من أعلاها في العالم، وقد ارتفعت بنسبة 30% خلال السنوات العشر الأخيرة. حفظنا الله وإياكم من السمنة وأمراضها.