طالب القائمون على المعرض الثاني للسمنة في ختام فعالياته في الطائف، أول من أمس، بضرورة توعية صغار السن وذويهم بأخطار السمنة، ومحاولة القضاء عليها بالاهتمام بغذاء النشء، لاسيما وأن الإحصاءات الرسمية تؤكد وجود أكثر من ثلاثة ملايين شخص في السعودية يعانون من داء السمنة. وقدّم المعرض الذي نظمته صحة الطائف بعنوان «مجتمع صحي خالي من السمنة»، الاستشارات الطبية والتعليمات الغذائية السليمة لأكثر من 500 زائر توافدوا عليه طيلة تنظيمه على مدى أربعة أيام، مع التركيز على صغار السن، كونهم يشكلون أكثر من 60 في المئة من المصابين بالسمنة، إذ كانت تقاس لهم العلامات الحيوية داخل المعرض، وتقدم لهم الاستشارة، وفي حال استدعى الأمر يتم توجيه الحالة إلى المستشفى المعني بها، لفتح الملف الطبي، ومتابعتها بصفة مستمرة. وأوضحت عضو إدارة التوعية الصحية في صحة الطائف الدكتورة سحر إسماعيل ل«الحياة» أن نسبة مرتفعة من الأطفال ممن تقل أعمارهم عن الخمس سنوات يعانون من زيادة الوزن والسمنة، التي تعتبر زيادة في محتوى الدهون عن المعدل الطبيعي، نتيجة أسباب عدة، منها: تناول طعام يزيد على حاجة الجسم، يرافقه نقص استهلاك الطاقة الداخلة إليه، جراء إهمال الرياضة اليومية، ما يؤدي إلى خلل في ميزان الطاقة في الجسم، وبالتالي زيادة الوزن. وترى الدكتورة إسماعيل أن «الإشكالية تكمن في زيادة كميات الطعام وتشبعها بعدد وافر من السعرات الحرارية، لاحتوائها نسبة كبيرة من الدهون والسكريات، في مقابل انعدام المجهود الجسماني الذي يمارسه البدين». وقالت: «أصبحت السمنة وزيادة الوزن مشكلة، ولم يعد أحد بمنأى عنها، وهي تهدد الرجال والنساء والأطفال والبالغين ولاتزال في ازدياد». وأشارت إلى أن للبيئة تأثيراً قوياً على زيادة الوزن، «فالأسواق تزدحم بكل أصناف الطعام، منها الجاهز للأكل بمجرد تسخينه، ومنها وجبات المطاعم السريعة، والمشروبات الغازية التي أصبحت في متناول الجميع، وكثيراً من هذه الأصناف يحتوي على سعرات حرارية كبيرة، مضيفة «أن أساليب الدعاية لبعض هذه الأصناف تحمل في طياتها تضليلاً وخداعاً متعمداً للمستهلك». وختمت بالإشارة إلى أن للوراثة دوراً في حدوث السمنة، من خلال تأثير الجينات على الجسم في كيفية حرق السعرات الحرارية لتوليد الطاقة أو لتخزين الدهون.