الوطن هو البساط الذي نعيش فوقه وهو السماء التي تظلنا بصحوها وغيومها، والوطن هو هذه المساحة الحية التي تنبت لنا النبات وتربي لنا الدواجن والأنعام ونتنفس هواءها ونشرب من معين مائها ونستظل بظلالها، فمن حق الوطن علينا أن نكون ذوي وطنية وحميَّة نذب عنه ونعتز بشرفه ونرفع لواءه عالياً. والوطنية كلمة محدثة الإنشاء والتكوين، تقول عنها موسوعة الدكتور عبدالمنعم الحفني، الوطن من وطَن بالمكان أي أقام به واتخذه سكناً، ويقال موطنه كذا أي حيث كانت نشأته، والوطني الغيور على بلده يضحي في سبيله، ويحميه ويبذل من أجله دمه لأنه عنده يعني العِرض والشرف والعزة. والناس دأبت بالفطرة على أن يحموا مواطنهم، وحتى الطيور والحيوانات لها مواطن تدافع عنها ولحكمة فإن الكثير من الحيوان والطير لا يتناسل إذا انتزع من موطنه. وفي الوطن يرقد الموتى من الجدود وكل كائن مفطور على الانتساب لوطن فبدون الوطن فلا أصل ولا نسب فالوطن هو الجذور. والوطنية عاطفة للوطن نفسه، والبعض لا يتصور أن يطرد من أرضه أو أن يضطر للهجرة منها والبعض قد يذوى ويهرم إذا انتزع من قومه واعتزله أهل قريته أو بلده، ولكل وطن تاريخ يعتز به المواطن ولأهل الوطن لغة تجمعهم ووحدة اللغة ووحدة التاريخ هي ما يميز الوطن، والشعور الوطني وليد الروابط الاجتماعية والاشتراك في اللغة وفي التاريخ. وتقول الموسوعة العربية العالمية ان الوطنية تعبير قومي يعني حب الشخص وإخلاصه لوطنه ويشمل ذلك الانتماء إلى الأرض والناس والعادات والتقاليد والفخر بالتاريخ والتفاني في خدمة الوطن ويوحي هذا المصطلح بالشعور بالتوحد مع الأمة . وتقول عن هذه المفردة وجدت فكرة الوطنية خلال كل العصور وبين كل الشعوب والدليل على هذا هو ان الشعور العالمي موجود في آداب كثير من الأمم فكثير من الأعمال الأدبية البارزة تمجد إخلاص الناس لبلادهم واستعدادهم للموت دفاعاً عن حريتها وكرامتها وقد ساعدت الأناشيد الوطنية والشعارات على توحيد المواطنين في الدفاع عن بلادهم في أوقات الحروب. وتضيف الموسوعة: تسهم المدارس في تعميق الوطنية بخلق نوع من التقدير للذكريات والآمال والتقاليد فمن خلال دراسة التاريخ على سبيل المثال يتعلم كثير من الطلاب حب بلادهم ويقدرون أبطالها العظام، وتحافظ المنظمات الوطنية وتعمل على ترقية بعض الرموز الوطنية والفخر القومي مثل علم الوطن. من وقف على نهر التعليم في بلادنا سيرى أننا نقف على سلم قوي البنيان متين الأعمدة فهناك أكثر من مائة ألف من الشباب ذكوراً وإناثاً في جميع انحاء العالم ينهلون العلم في استراليا ونيوزيلندا وكوريا والصين شيء باهر للعيان وللأذهان وهنا في بلادنا عشرات الجامعات بكلياتها الأكاديمية تعطي العلم وتؤهل الشباب لخدمة أنفسهم وخدمة وطنهم إنه عهد والدنا الأشم البحر الخضم من العطاء والبذل والحرص على الوطن وأبنائه سيدي خادم الحرمين الشريفين أبو متعب، هذا الذي تربع على عرش المملكة وراح يبني في كل منطقة طرقاً وجسوراً وجامعات وووو .. حسنات هنا وهناك وكأنها الجبال الشوامخ تعلن عن نفسها بلسان الحال دون المقال. وعندما نتصفح دفاتر الوطن نراها مليئة مزدحمة بالإنجازات الضخمة ونرى أن لغة الأرقام هي التي تملأ السطور وأن شواهد البناء هي التي تبرز بين تلك السطور وان معالم النهضة ليست مجرد أمانٍ تداعب الخاطر بل هي حقائق تسر الناظر. إنها صروح النهضة التي يمكن مشاهدتها في كل جزء من هذا الوطن على اتساع رقعته وعلى تعدد تلك الصروح الشامخة وشمولها لكل احتياجات الوطن والمواطن. أينما اتجهت الأنظار فإنها سترى على مدى البصر ملامح الازدهار الذي تحقق وفق خطط تنموية طموحة هدفها الانتقال بالوطن إلى التقدم والازدهار وفي الوقت نفسه تعميق جذور المواطن وانتمائه لدينه ووطنه وامته وفتح مجالات الإبداع والتفوق أمامه ليساهم في صنع وازدهار الوطن ونموه مع الاحتفاظ بهويته المميزة وملامحه الواضحة الإيجابية. ذلك ما قاله الأستاذ خليل الفزيع. ويقوله كل منصف. باحث لغوي