اعتاد كل بلد في العالم إحياء ذكرى تأسيسه كل عام، و يمثل 23 سبتمبر من كل عام اليوم التاريخي الأهم لدى جميع أبناء المملكة العربية السعودية. حيث يجسد هذا التاريخ الاحتفاء السنوي بذكرى توحيد وتأسيس هذا البلد العظيم على يدي المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه. يُعد الوطن الكيان المشترك لدى مواطنيه في الحب والبناء والمحافظة عليه والدفاع عنه، إنه الأرض التي ولدت عليها ويوجد فيها بيتك الصغير الذي تدافع عنه بكل ما تستطيع، من هنا يبدأ مفهوم الوطن، حيث يمثل الوطن بكل حدوده الجيو سياسية بيتك الكبير الذي تعشقه وتحميه وتجمعنا فيه بكل أطيافه قواسم مشتركة. البيت الكبير الذي يعمل له كل ساكنيه بكل جهد وإخلاص من البناء والتشييد وتعكس كل حبة رمل فيه أو لبنة معنى خاصاً لكل ساكنيه، فهو الجذور والتقاليد والانتماء لكل أجياله، بل هو أكثر من مجرد قطعة أرض نسكنها، إنه معان سامية وجليلة. لا يمكن تصور وطن بدون مواطنين فالشعور بالمواطنة يتلو الشعور بالوطن. وعليه فمن حق كل مواطن التعبير عن حبه وولائه لموطنه، ويمثل اليوم الوطني أفضل يوم يمكن له تجسيد ذلك العشق المتلازم من خلال المشاركة في أحد الأنشطة الاحتفالية في هذا اليوم. ويعد الشباب أكثر الفئات التي تتفاعل مع هذه الاحتفاليات الوطنية ولكن كيف يمكن لهذه التعابير ان تستمر وتشمل أكبر شريحة ممكنة ضمن مفهوم المسئولية الاجتماعية؟ ألم يحن الوقت بأن يصبح مفهوم اليوم الوطني مسئولية اجتماعية؟ إن هذا اليوم فرصة كبيرة من خلالها يحق لكل فرد أن يعبر عن شعوره المتمثل في ممارساته المنضبطة والمسئولة وبالتالي تبرز المسئولية الاجتماعية لدى الفرد أولاً للمحافظة على مكونات هذا البلد المعطاء ولجميع القطاعات العامة والخاصة ثانياً، لتتسابق في ابراز منجزاتها لهذا الوطن تعبيراً وحباً وولاءً. ومن الجميل أن يبرز حبنا وولاؤنا الحقيقي لوطننا من خلال منجزاتنا وتصرفاتنا. والمأمول أن يفعل هذا اليوم التاريخي لبلد بحجم المملكة العربية السعودية باحتفالات أكثر عمقاً وتعبيراً ومنها على سبيل المثال: أن يكون هناك استعراض عسكري يشارك فيه كافة القطاعات العسكرية على شرف قائد هذه المسيرة خادم الحرمين الشريفين اطال الله في عمره، ويصاحب ذلك أنشطة ثقافية واجتماعية، الخ... وأخيراً السؤال المطروح، هل يستحق هذا الوطن الغالي أن يكون هناك جائزة اليوم الوطني لأفضل قطاع عام لخدمة الوطن، وجائزة أخرى لأفضل قطاع خاص في خدمة الوطن وجائزة ثالثة لشاب مستقبل الوطن الواعد في خدمة الوطن، وجميعها للعام المنصرم؟ حفظ الله وطننا من كل مكروه وعشت وطني دوماً كبيراً وشامخاً. أستاذ اللغة الفرنسية والترجمة - عميد كلية اللغات والترجمة - جامعة الملك سعود