حذر مختصون في الإطفاء وهندسة الوقاية من الحريق من سلوك بعض ربات البيوت اللاتي يرفضن اقتناء وسائل السلامة بحجة تشويه جماليات المنزل. مبينين أن نسبة من النساء في المجتمع المحلي ترفض إبقاء طفاية الحريق بشكلها التقليدي إلى جوار أثاث باهظ الثمن نتيجة للاعتقاد أن أنظمة السلامة سبب في تشويه المنظر العام والتعارض مع جماليات المنزل. وطالب رئيس جمعية مهندسي الوقاية من الحريق المهندس علي مختار على هامش المؤتمر الدولي الخامس الذي يقدم آخر أطروحاته اليوم الخميس في مدينة الخبر، الجهات المسؤولة بتشريع أنظمة للسلامة وإقرار قوانين تُلزم ملّاك المباني السكنية توفير وسائل سلامة في مخططات مبانيهم السكنية قبل مرحلة الإنشاء. منوها إلى أن هذا يتم من خلال اعتماد البلديات لشروط السلامة والوقاية من الحريق في المخططات الهندسية. مبينا أن تكلفة أنظمة السلامة من أصل قيمة المشروع العقاري تعد زهيدة وتتراوح بين 2% و 5% فقط. فيما قال عضو جمعية مهندسي الوقاية من الحريق السعودية المتخصص في علوم الإطفاء مزهر القحطاني إن بعض الدراسات العلمية تشير إلى تقليل كاشف الدخان لنسبة حدوث الوفاة جراء وقوع حوادث حريق بنسبة %50، مشيرا إلى أن المنشآت السكنية التابعة لبعض القطاعات التي تهتم بمنع الخسائر عبر تطبيقها معايير السلامة بجدية في السعودية تتبع إجراءات صارمة وهي بذلك متقدمة في مجال الوقاية من مخاطر الحريق مستشهدا بمباني شركة أرامكو السعودية التي تعد أنموذجا يستحق الاقتداء به -على حد وصفه-. مؤكدا أن تطبيق اشتراطات السلامة يحمي الإنسان أولا ويقلل من الخسائر وهو وسيلة ناجعة لتدارك الخطر قبل وقوعه بدلا من الاعتماد على معالجة النتيجة من خلال الاتكاء على قوة الدفاع المدني. مؤكدا على أن درهم وقاية خير من قنطار علاج. ويرى مهندسو السلامة أن قوانين إلزام ملاك المباني السكنية غير التابعة للهيئات الحكومية والصناعية من المسائل التي يجب التحرك السريع نحو إقرارها. لاسيما في ظل التوسع العمراني والزيادة السكانية. ويقول موردو أنظمة السلامة من الحريق ان قطاع الأفراد لا يهتم بأنظمة السلامة وتكاد تكون نسبة عملائهم من الأفراد معدومة عدا أولئك الذين عملوا في بيئات صناعية تؤمن بأهمية الوقاية من الحريق وهم ندرة في المجتمع السعودي. وأفادت زائرات لمعرض أنظمة السلامة المقام ضمن المؤتمر أن فكرة حدوث حريق تعد من الأفكار قليلة الورود في مخيلة كثير من النساء، ولأنها كذلك فإن الشعور بالحاجة لأنظمة السلامة ليس أمرا واردا بقوة في قرارات ربات البيوت. مشيرات إلى اعتقادهن أن بعض وسائل السلامة مثل كاشف الدخان سبب في حدوث الإزعاج نظرا للعادات السائدة في الخليج في تعطير المنازل بالأدخنة العطرية. من جانبه قال المتخصص في توريد أنظمة السلامة عمر بالطيور ان معدات الإطفاء الأولية بالنسبة للمنزل بمساحة 500م2 تقل عن 500 ريال، إلا أن رخص أسعار هذه الوسائل ليس من العوامل المعينة على رواجها رغم ارتفاع مستوى جودة الأنواع المعتمدة منها، مبينا أن أهم عامل يدفع الناس على اقتناء وسائل السلامة هو عامل الإلزام بموجب القانون، وهو ما يجعلها متوافرة في المباني التجارية والصناعية وفي السيارات الحديثة بسبب الاشتراطات الحكومية الملزمة. مبينا أنه لم يحصل منذ تاريخ إنشاء شركته التي انطلقت منذ نحو 25 عاما أن دخلت سيدة إلى معارض الشركة البالغ عددها 27 معرضا منتشرة في الأسواق السعودية، ولم يطلب ممن ليسوا ملزمين بموجب الأنظمة شراء طفايات أو كواشف أدخنة. مستدركا: لا ألوم المرأة ربة المنزل، بل ألوم الرجل المسؤول عن أسرته، مؤكدا أن من مخاطر الحريق حدوث الوفيات خلال ثلاث دقائق عند انتشار الأدخنة واستنشاقها من قبل المتواجدين. سيدة تستمع لشرح عن وسائل السلامة في معرض المؤتمر