قامت مجموعة علي بابا برفع المبلغ الذي تسعى إليه في عملية الاكتتاب العام الأولي إلى 21.8 مليار دولار، حيث اقتربت خطوة أخرى من تحطيم الرقم القياسي العالمي لجمع رأس المال بعد أن أظهر المستثمرون اهتماماً قوياً بالأسهم. شركة التجارة الإلكترونية الأكبر في الصين تقوم الآن بطرح الأسهم مقابل 66 دولاراً إلى 68 دولاراً للسهم، وذلك وفقاً لطلبات تم إيداعها لدى الجهاز التنظيمي، مقارنة مع النطاق الأولي البالغ 60 دولاراً إلى 66 دولاراً. حيث تنوي الشركة وداعموها من بينهم ياهو طرح 320.1 مليون سهم. حتى بالسعر الأعلى، تقوم علي بابا بطرح الأسهم بضعف نسبة السعر إلى الأرباح التي تعتبر أقل من ما تحققه أقرانها شركات الإنترنت المطروحة للتداول العام. وقال شخصان من الأشخاص الذين حضروا الاجتماع، وطلبا عدم ذكر اسمهما لأن المعلومات كانت مغلقة أمام الصحافة، إن مؤسس شركة علي بابا، جاك ما، أخبر مستثمرين محتملين في هونج كونج أنه لن يسعى لتقييم مرتفع جداً. عملية الاكتتاب العام الأولي لشركة علي بابا يمكن أن تتفوق على عملية بيع البنك الزراعي الصيني المحدود البالغة أكثر من 22 مليار دولار في عام 2010 باعتبارها الأعلى في العالم. الحجم قد يزيد أكثر إذا قامت علي بابا بتسعير أسهمها بقيمة أعلى من النطاق، الأمر الذي بإمكانها القيام به بدون إيداعات تنظيمية إضافية، أو سيسمح للشركات الضامنة للاكتتاب ببيع المزيد من الأسهم للمساعدة على تلبية الطلب الزائد. وتُظهر بيانات جمعتها بلومبيرج، أن علي بابا تسعى الآن إلى قيمة سوقية تصل إلى 167.6 مليار دولار، أو حوالي 29 مرة ضعف تقديرات أربعة محللين للأرباح في العام حتى شهر آذار (مارس) من عام 2015. يتوقع أولئك المحللون أن يزيد صافي دخل علي بابا أكثر من 50% في هذه السنة المالية، عن الشهور الاثني عشر السابقة. شركة بايدو، أكبر محرك بحث في الصين، تتداول بنحو 34 مرة ضعف تقديرات أرباح هذا العام، في حين أن شركة تينسنت القابضة المحدودة، التي تعتبر الآن أكبر شركة إنترنت صينية مطروحة للتداول العام، تتداول بمقدار 37 ضعفاً. كما حققت أمازون دوت كوم أرباحاً أقرب إلى 133 مرة ضعف الأرباح المتوقعة لعام 2014. تُظهر بيانات جمعتها بلومبيرج، أن شركات الإنترنت والتجارة الإلكترونية في الصين التي تقوم بالتداول في هونج كونج ونيويورك حققت حالياً متوسط يبلغ 43 مرة ضعف الأرباح المتوقعة. وقال أشخاص مطلعون على المسألة في وقت سابق، إن علي بابا ومستشاريها قاموا بدارسة الطلبات خلال الأيام القليلة الماضية وذلك لاتخاذ قرار لأن هناك ما يكفي من الطلبات لدعم زيادة السعر. الشركة هي في الأسبوع الثاني من جولتها العالمية للاجتماع مع المستثمرين حيث تسعى لإقناع رؤوس الأموال لشراء حصة من أسهمها المطروحة. كما تنوي علي بابا تحديد سعر نهائي للأسهم في الثامن عشر من أيلول (سبتمبر)، مع بدء التداول في اليوم التالي. أثناء مأدبة غداء اليوم من سمك السلمون المُدخن، والدجاج المخبوز وبودينج المانجو في فندق ريتزكارلتون في هونج كونج، تعامل «ما» مع أسئلة المستثمرين حول هيكلة الشراكة في الشركة، وفلسفة الإدارة وكيف ستتمكن من الاحتفاظ بهوامش الربح وسط المنافسة المتزايدة، وذلك وفقاً لأشخاص حضروا الاجتماع. «ما» يسعى لتجنّب تكرار ما حدث في علي بابا دوت كوم، التي انخفضت إلى أقل من سعر عملية الاكتتاب الأولي بعد وقت قصير من إدراجها. وانتهى به الأمر بشطب الشركة من البورصة في عام 2012 بالسعر الذي طرحته في عملية الاكتتاب الأولي. وقال «ما» للصحفيين قبل مأدبة غداء المستثمرين، إن علي بابا تهدف إلى أن تكون شركة عالمية وتنوي توسيع أعمالها في أوروبا والولاياتالمتحدة وآسيا. كما سيلتقي المسؤولون التنفيذيون مع المستثمرين في سنغافورة ولندن قبل العودة إلى الولاياتالمتحدة، وذلك وفقاً لجدول أعمال حصلت عليه وكالة أنباء بلومبيرج. تُظهر بيانات جمعتها بلومبيرج، أن الشركة تسعى لطرح أسمهما بعد ارتفاع تقييمات أسهم شركات التكنولوجيا إلى أعلى مستوى منذ 4 أعوام ونصف. كما زاد مؤشر ناسداك المركب إلى أعلى مستوى منذ شهر آذار (مارس) عام 2000 في الثاني من أيلول (سبتمبر)، في حين أن مؤشر ستاندرد أند بورز 500 وصل إلى رقم قياسي جديد بعد ثلاثة أيام ومؤشر الأسهم الصينية في الولاياتالمتحدة كان يتداول بأعلى مستوياته تقريباً منذ ثلاثة أعوام. بنك يو بي إس، ودويتشه بانك، وبنك جولدمان ساكش، وجيه بي مورجان تشيس وشركاه، ومورجان ستانلي وسيتي جروب، تقوم جميعها بإدارة عملية الاكتتاب. كما تعمل روتشيلد كمستشار مستقل لعملية الاكتتاب العام الأولي لدى شركة علي بابا. وتنوي الشركة إدراج أسهمها في بورصة نيويورك تحت رمز بابا (BABA).