يتوقع بنك مورجان ستانلي، الذي يملك أكبر شركة للوساطة المالية في العالم، عودة عمليات الاكتتاب العام الأولي التي ستزيد قيمتها على مليار دولار في الخليج العربي، بعد الاندفاع في قيم الأصول وأسواق الأسهم. في مقابلة أجريت في مقر مورجان ستانلي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا في دبي، قال كلاوس فرويليك، رئيس المصرفية الاستثمارية في البنك: «نتوقع أن نشهد ما بين ملياري دولار إلى 3 مليارات دولار، وأكثر من الاكتتابات العامة الأولية في النصف الثاني من هذا العام في منطقة الخليج العربي. هذه نهضة لسوق الاكتتابات العامة الأولية في المنطقة.» لكنه امتنع عن القول إن كان البنك داخلاً في أية صفقات من هذا القبيل. وقد تجاوز مؤشر دبي المرجعي، الذي يعتبر أفضل مقياس لأداء الأسهم في العالم في عام 2014، حاجز 4 آلاف نقطة يوم أمس للمرة الأولى منذ 5 سنوات، على خلفية النمو الاقتصادي وارتفاع أسعار النفط، التي تدفع بالطلب على الأصول في المنطقة إلى الأعلى. وقد جمعت قطر للبترول 3.2 مليار ريال قطري (879 مليون دولار) في الشهر الماضي نتيجة بيع أسهم في وحدة المسيعيد للكيماويات، في حين أن شركة داماك العقارية في دبي حصلت على 384 مليون دولار في ديسمبر من خلال بيع إيصالات الإيداع العالمية في لندن. وفي الوقت الحاضر تعود الهيئات المرتبطة بالحكومة والشركات العائلية الكبيرة إلى أسواق الأسهم بعد فترة ركود دامت 5 سنوات، وفقاً لما يقوله فرويليك. وقال: إنه يتم في الوقت الحاضر إنعاش بعض الصفقات القديمة بسبب تحسن ظروف التداول وتحسن الشهية نحو المخاطرة. وقال: «إن التقييمات والتقلب هي في وضع جيد في الوقت الحاضر، وبالتالي نمر الآن في وضع طيب لتحقيق أفضل النتائج. ونحن في الواقع في هذه المرحلة منذ حوالي عام في هذه المنطقة، لكن الناس أخذوا في النهاية يدركون هذا ويريدون القيام بشيء ما حيال ذلك.» ارتفاع مؤشر دبي إلى الضعف في السنة الماضية ارتفع مؤشر سوق دبي المالي إلى أكثر من الضعف، حيث تفوق في أدائه على جميع المقاييس المرجعية في أكبر 50 سوق عالمية للأسهم على أساس الدولار، وهو ما دفع بالتقييمات إلى مستوى قريب من أعلى معدل لها منذ 5 سنوات، وفقاً لبيانات من تجميع بلومبيرج. وارتفعت الأسهم في دبي بنسبة 1 بالمائة يوم أمس، وبذلك فإنها رفعت من مكاسب هذا العام لتصل إلى 18 بالمائة. جدير بالذكر أن قيمة الاكتتابات العامة الأولية في بلدان الخليج العربي بلغت 1.1 مليار دولار في السنة الماضية، مقارنة مع مجموع 15.4 مليار دلار في عام 2007 قبل وقوع الأزمة المالية، وفقاً لبيانات من تجميع بلومبيرج. وفي نوفمبر 2007 جمعت شركة دبي العالمية للموانئ، وهي وحدة من دبي العالمية، 4.96 مليار دولار، والذي كان أكبر عملية للاكتتاب العام الأولي في الشرق الأوسط. وقد بلغت نسبة الاكتتاب 15 ضعفاً، وكانت آخر عملية تزيد على مليار دولار في دولة الإمارات. ومنذ ذلك الحين، كانت أكبر عمليات للاكتتاب العام تتم في السعودية، حيث لا يستطيع المستثمرون الأجانب الاستثمار بصورة مباشرة. وفي يوليو 2008 جمعت شركة التعدين العربية السعودية (المعروفة باسم معادن) 2.47 مليار دولار بعد بيع حصة بنسبة 50 بالمائة إلى الجمهور السعودي. كما أن زين السعودية أكملت عملية بيع للأسهم بقيمة 1.9 مليار دولار في فبراير 2008، وفقاً لبيانات من تجميع بلومبيرج. قطر للبترول طرحت قطر للبترول وحدة المسيعيد للكيماويات في أكبر عملية بيع للأسهم في قطر منذ أن جمعت فودافون قطر 928 مليون دولار في 2009، وفقاً لبيانات من تجميع بلومبيرج. وكان بيع أسهم داماك هو أول اكتتاب عام أولي في دبي منذ انهيار سوق العقارت في 2008، وتبعه بعد ذلك في لندن إدراج مجموعة مستشفيات النور (شركة الرعاية الصحية التي مقرها أبو ظبي) في يونيو ثم مستشفى المركز الطبي الجديد في 2012. قال فرويليك: «غالباً الشركات الساعية لطرح أسهمها في اكتتاب عام أولي تفكر في البداية في الذهاب إلى الخارج للحصول على الاعتراف الدولي وإمكانية المزيد من المرونة في التسعير. لكن الناس أيضاً مدركون تماماً لمنشأ هذه الشركات، وهو ما يعني أن كثيراً من الشركات تسعى لإدراج مزدوج.»