قالت السلطة الفلسطينية: انها ستتجه الى مجلس الامن الدولي للمطالبة بوضع حد للاحتلال الاسرائيلي، وفي حال رفضت امريكا خطة الرئيس محمود عباس، فإن القيادة الفلسطينية متجهة الى صياغة مشروع قرار لعرضه على مجلس الامن للمطالبة بوضع حد للاحتلال. وحملت وزارة الخارجية الفلسطينية الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن انتهاك المسجد الاقصى وتداعياته، وتعتبرها بمثابة دعوات إسرائيلية مدروسة وممنهجة لإدخال المنطقة في حرب دينية. من جهته، هاجم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رافضي الخدمة في الجيش الإسرائيلي متهما إياهم باتخاذ هذا الموقف لأغراض سياسية. هجوم نتنياهو واعتبر نتنياهو أن رفض الخدمة العسكرية في إسرائيل مرفوض على جميع أشكاله ويستحق الإدانة الكاملة. وجاء هجوم نتنياهو ردا على رسالة وقعها 43 من ضباط الاحتياط في الجيش الإسرائيلي أعلنوا فيها رفضهم الخدمة في "وحدة التنصت 8200"، بعد أن ربطوا موقفهم برفضهم استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية. وأعلن نتنياهو في مؤتمر الفضاء الإلكتروني الرابع الذي عقد في جامعة تل أبيب رفضه لما أسماه "استخدام هذا الأمر (رفض الخدمة) للأغراض السياسية، كما نرفض إطلاق الاتهامات الفارغة كما شهدنا مؤخرا". ودافع نتنياهو عن جيش الاحتلال قائلا: "الجيش الإسرائيلي، على جميع وحداته، هو أكثر جيوش العالم أخلاقا، وهو يؤدي على أكمل وجه المهام التي نكلفه بها من أجل حماية أمن المواطنين الإسرائيليين". وأضاف: "بناء على معرفتي الطويلة بجنود الوحدة 8200، أعلم أن التشهيرات العديمة الأساس التي أطلقت مؤخرا لن تضر بالعمل الهام للغاية الذي يقومون به من أجل أمن إسرائيل، وأقول لهم من هذا المكان: استمروا". إلى مجلس الأمن واعلن الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينة ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس سيجتمع الجمعة المقبل بالرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في باريس، بينما يستعد لمطالبة المجتمع الدولي بتحديد موعد لإنهاء الاحتلال الاسرائيلي. وقال ابو ردينة في تصريح: ان عباس سيعرج على باريس خلال توجهه إلى نيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة لإطلاع الرئيس الفرنسي على خطته السياسية "التي اصبحت خطة عربية للتقدم بمشروع قرار في مجلس الأمن الدولي لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للاراضي الفلسطينيةالمحتلة منذ العام 1967، ودعوة إسرائيل للانسحاب منها فورا". واضاف ابو ردينة: ان الرئيس عباس سيطالب نظيره الفرنسي باعتراف فرنسابفلسطين كمرحلة اولى لتشجع دول اوروبية اخرى كي تحذو حذوها، فضلا عن الحصول على تأييد خطته السياسية للتقدم بمشروع قرار في مجلس الأمن لإنهاء الاحتلال للأراضي المحتلة منذ العام 1967 ودعوة إسرائيل للانسحاب منها فورا، مشيراً الى ان عباس يسعى إلى حشد الدعم الدولي لخطته السياسية التي سيطرحها خلال مشاركته في اعمال الأممالمتحدة وأعمال الجمعية العامة التي سيتم افتتاح دورتها في الرابع والعشرين من أيلول (سبتمبر). بدوره، قال وزير الخارجية الدكتور رياض المالكي: "سنتوجه الى مجلس الامن الآن، ليس كما كان في العام 2011 و2012، بل سنذهب لنقول انه آن الاوان لاتخاذ موقف واضح من الاحتلال، ولا بد من وضع حد للاحتلال بعد ان وصلت الامور الى طريق مسدود". فالدول الاوروبية اصبحت اكثر قناعة بهذا المنطق والرئيس عباس يريد ان يبدأ بجولة تعريجية على فرنسا قبيل توجهه الى الاممالمتحدة؛ وذلك لأن فرنسا اكثر العواصم الاوروبية تفهما للواقع الفلسطيني. وكشف المالكي ان وزير الخارجية الامريكي جون كيري طلب وقتا للرد عليها وحتى الآن لم يصدر تعليقا، وقال: نحن نرى ضرورة ان يكون هناك رد امريكي قبيل افتتاح أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في 24 الشهر الحالي. واوضح انه وفي حال رفضت امريكا خطة عباس، فإن القيادة الفلسطينية متجهة الى صياغة مشروع قرار لعرضه على مجلس الامن للمطالبة بوضع حد للاحتلال، خاصة وان الاجتماع الوزاري العربي في 7/9 اتخذ قرارات مهمة تدعم التوجه الفلسطيني الى مجلس الامن، وقال: ان اللغة التي سوف يصاغ بها مشروع القرار هي لغة امريكية اعتمادا على رسالة التطمينات التي ارسلها كيري الى القيادة الفلسطينية قبيل انطلاق المفاوضات الماضية، كذلك على نتائج مشاوراتنا مع الدول العربية والاجنبية، وفي حال استخدمت امريكا الفيتو في مجلس الامن فإن رسالتها لم تكن جدية وتكون قد اعترضت على نفس اللغة. اقتحام الأقصى واقتحمت مجموعة من المستوطنين بينهم قيادات جمعية العاد الاستيطانية المسجد الأقصى المبارك فجر امس. وقالت مؤسسة الاقصى للوقف والتراث في بيان لها الاثنين: إن 36 مستوطنا اقتحموا المسجد الاقصى المبارك من باب المغاربة، فيما اقتحم بعد ذلك خمسة عشر عنصرا من المخابرات الإسرائيلية وقاموا بجولة في أنحاء متفرقة من المسجد، فيما اعتقلت قوات الاحتلال شابا يدعى محمد النتشة من القدس حاول التصدي لمستوطنيْن اثنين قاما باقتحام المسجد الأقصى ومرافقه. وأوضحت أن جموع المصلين المتواجدين في الأقصى من أهل القدس والداخل الفلسطيني تصدوا لانتهاكات المستوطنين. وحذرت مؤسسة الأقصى من تصاعد اعتداءات الاحتلال على الأقصى والمصلين فيه، وتكرار مشاهد تشديد الحصار عليه، خاصة في ظل اقتراب موسم الأعياد اليهودية. بدورها، ادانت وزارة الخارجية استمرار سلطات الاحتلال في تنظيم وتشجيع اقتحامات المستوطنين والجنود للمسجد الأقصى المبارك، كما حدث في اليومين الماضيين بزعامة الإرهابي العنصري موشيه فيغلين، وحذرت من التعامل مع التقسيم الزماني الحاصل للمسجد الأقصى المبارك كأمر واقع مسلم به، ومقدمة للوصول إلى تقسيمه المكاني، وحملت الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن هذه الانتهاكات وتداعياتها، وتعتبرها بمثابة دعوات إسرائيلية مدروسة وممنهجة لادخال المنطقة في الحرب الدينية والطائفية، ومحاولة مكشوفة من قبل الحكومة الإسرائيلية لإخفاء احتلالها الاستيطاني لدولة فلسطين، ولتغيير طابع الصراع الدائر في فلسطين من صراع يخوضه شعب مُحتل، يطالب بحقه في تقرير المصير أسوة بشعوب المعمورة إلى صراع ديني. إعمار غزة من جهته، حمل رئيس وزراء حكومة الوفاق الفلسطينية رامي الحمد الله امس إسرائيل مسؤولية تردي الأوضاع في قطاع غزة. ودعا الحمد الله في بيان صحفي الدول المانحة إلى تقديم المزيد من المساعدات الإنسانية اللازمة لصالح قطاع غزة والتدخل للسماح بدخول مواد البناء إليه من أجل البدء بإعماره. وذكر البيان أن الحمد الله ترأس الاجتماع الخاص بمنتدى التنمية المحلية، الذي يمهد لمؤتمر الدول المانحة في نيويورك يوم 22 الجاري، بحضور عدد من سفراء وقناصل الدول المانحة، وممثلين عن البنك الدولي وصندوق النقد الدولي. وقال الحمد الله خلال الاجتماع الذي عقد في رام الله: إن "الأولوية الآن أمام الحكومة الفلسطينية هي تقديم الدعم الكامل لقطاع غزة بالرغم من التحديات الاقتصادية التي تواجهها، وهذا ما سيركز عليه التقرير الفلسطيني في مؤتمر المانحين". وشدد الحمد الله على ضرورة التزام الدول المانحة بتقديم المساعدات المالية لدعم خزينة الحكومة الفلسطينية لكي تستطيع الوفاء بالتزاماتها تجاه المواطنين في جميع المحافظاتالفلسطينية. يأتي ذلك فيما أكد نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق أن السلطة الفلسطينية "تلقت أموالا تمكنها من البدء بخطوات إعادة الإعمار دون انتظار مؤتمر المانحين". وقال أبو مرزوق خلال ندوة له في مدينة غزة: "وصل للسلطة والحكومة أموال كثيرة تستطيع أن تبدأ خطوات إعمار غزة ولا تنتظر مؤتمر المانحين الشهر المقبل". واعتبر أبو مرزوق وفق ما نقلت عنه مواقع إلكترونية مقربة من حركة حماس أن تأخر إعمار غزة لا مبرر له، وأن على حكومة الوفاق أن تبدأ بالإعمار "لأنه على رأس مهامها التي توافقنا عليها". وطالب أبو مرزوق الحكومة أن تدير الضفة الغربيةوغزة على قدر من المساواة والعدالة، وأن تقوم بالمسؤوليات التي أنيطت بها، وأولها إعادة الاعمار ووحدة المؤسسات الفلسطينية.