قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في لقاء مغلق مع أعضاء حزبه أمس إن السلام تهديد لإسرائيل وإنه "لن يسمح للعالم بإملاء شروط علينا", موضحا أن"السلام لن يتحقق إلا بالمفاوضات بين الطرفين، وكل سبيل آخر لن يؤدي إلا إلى ضعضعة الاستقرار"، فيما دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي، لوقف الانتهاكات الإسرائيلية في القدس، وبحث الانتهاكات المتكررة للمستوطنين بحق الأقصى المبارك، وقام رئيس البلدية الإسرائيلية للقدس نير بركات أمس باقتحام المسجد الأقصى. لا دولة بلا تسوية وأضاف رئيس الوزراء الإسرائيلي "إسرائيل لن توافق على دولة فلسطينية من دون تسوية سلمية حقيقية يعترف بها كالدولة القومية للشعب اليهودي، وتتضمن ترتيبات أمنية محددة وبعيدة المدى على الأرض، في إطارها تتمكن من الدفاع عن نفسها بقواها الذاتية". وسخر نتنياهو من أقوال منتقديه فقال: "ثمة من يقترحون علي ترسيم خريطة (لتقسيم البلاد) وبعد ذلك البحث في الترتيبات الامنية، وسيكون كل شيء على ما يرام. وأنا أسأل– أكان على ما يرام بعد أن خرجنا من غزة وبعد أن خرجنا من لبنان؟ أنا أسأل سؤال بسيط– ما المعنى من ترسيم حدود إذا لم نكن نعرف أي دولة سنحصل عليها من الطرف الآخر لهذه الحدود؟ مثل غزة؟ أنا أعرف بأن هذه الأسئلة لا تشغل بال بعض الجهات في الأسرة الدولية". البناء في القدس وعن البناء في القدسالمحتلة قال نتنياهو: "إن قالوا لليهود لا تسكنوا في القدس؟ فلماذا؟ لأن هذا سيسخن الأجواء؟ هناك من لا يوجد توقيت مريح له لبناء المنازل في القدس أو في أجزاء أخرى من بلادنا، ولو كان الأمر منوطا بهم، ما كنا بنينا بيتا واحدا في ال 65 عاما. وأضاف: يوجد إجماع واسع من الجمهور حول حقنا في البناء في الاحياء اليهودية في القدس وفي الكتل الاستيطانية في المناطق. كل حكومات إسرائيل في الخمسين سنة الاخيرة فعلت ذلك, وإن العنف الذي يُمارس ضدنا في القدس ليس نتيجة البناء, فهذا الإرهاب يأتي بسبب رغبة أعدائنا في ألّا نكون هنا على الإطلاق، في أي مكان، ولهذا فإن البناء هو الرد الطبيعي والحاسم". رئيس عصابة في المقابل, قال النائب الفلسطيني محمد بركة، رئيس الجبهة الديمقراطية رداً عليه: إن نتنياهو يتصرف كرئيس عصابة وأزعر الحارة، يسعى وراء كل ما من شأنه أن يفجّر الأوضاع، ويبث الخوف في نفوس الجمهور، وكأن السلام هو التهديد الأكبر الذي تواجهه إسرائيل. وأضاف في جلسة لمناقشة خطاب نتنياهو بافتتاح الدورة الشتوية للكنيست، وعدة اقتراحات لحجب الثقة عن الحكومة،: إن نتنياهو وقف هنا وألقى خطابا تضمن العدوان الأخير على غزة، ولاحظت أن ما ورد في ذلك الخطاب لم يكن جديدا، بل هذا ما كرره في خطاباته الأخيرة منذ العدوان، وهذا ما يظهر في بروتوكولات الكنيست، من بث للأكاذيب واختلاق للذرائع والتبريرات، لذلك العدوان، الذي خلّف مئات آلاف الضحايا من شهداء ومصابين، ومن فقدوا بيوتهم وأملاكهم. وتابع بركة قائلا، إن كل هذا كان تحت عنوان واحد: بث الرعب في نفوس الجمهور، وكأن السلام هو الخطر الذي يهدد إسرائيل، وكأن الحوار والمحادثات هي أمر رهيب بالنسبة لإسرائيل، وليس الحروب وسفك الدماء، وضرب الأسس الديمقراطية، ونشر الفقر، فالسلام هو الجمرة الخطيرة التي يلوح بها نتنياهو أمام كل مواطن مهددا بها، ورئيس وزراء كهذا لا يمكن أن يكون رئيس وزراء، بل هو في أفضل الأحوال رئيس عصابة، وأزعر حارة منفلت يهدد الناس، فليس في جعبته سوى التهديد والترهيب تجاه الجمهور وتجاه المنطقة، يهدد بالجمرة من ناحية، ويهدد بجيشه من ناحية أخرى. وهنا قاطع النائب المتطرف المستوطن دافيد روتم قائلا، "لم يكن أبرياء من بين هؤلاء"، فرد عليه النائب بركة قائلا، "أغلق فمك، فحينما يجري الحديث عن أطفال وأطفال رضّع، وأنت تبرر قتلهم، عليك أن تغلق فمك". مجلس الأمن من جهته, طلب الرئيس الفلسطيني محمود عباس عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي، لوقف الانتهاكات الإسرائيلية في القدس، وبحث الانتهاكات المتكررة للمستوطنين بحق الأقصى المبارك، والموجة الجديدة للاستيطان في الأرض الفلسطينية. وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة في تصريحات صحفية، إن الرئيس طلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لبحث وقف هذه الاعتداءات الخطيرة التي تقوم بها إسرائيل ضد القدس، والانتهاكات ضد المقدسات خاصة في المسجد الأقصى المبارك. وأضاف "سنطالب مجلس الأمن بالعمل على الوقف الفوري للموجة الجديدة للاستيطان التي أقرتها الحكومة الإسرائيلية"، مشيرا إلى أن هذه الموجة تشكّل تهديدا خطيرة للعملية السلمية برمتها. وعلى صعيد آخر، أكد أبو ردينة أن المشاورات مستمرة من أجل الحصول على القرار من مجلس الأمن بإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس الشريف على حدود عام 1967 وفق سقف زمني محدد. وتقدّمت الأردن بطلب رسمي لمجلس الأمن الليلة الماضية بناء على طلب من السلطة الفلسطينية لعقد جلسة طارئة لبحث الأوضاع في القدسالشرقية وسط انتقادات أمريكية وأوروبية للحكومة الإسرائيلية على قرار البناء الاستيطاني الجديد. و جاء الطلب الرسمي الأردني بصفتها عضو في مجلس الأمن بعد الرسالة التي وجهها رياض منصور مندوب فلسطين في الأممالمتحدة والتي طالب فيها بعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لبحث عمليات الاستيطان في القدسالشرقية والأوضاع في المدينة حيث قدم مندوب الأردن طلبا لرئيس مجلس الأمن الحالي ممثل الأرجنتين. اقتحام الأقصى من جهتها, أدانت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث بشدة اقتحام رئيس بلدية القدسالمحتلة نير بركات للمسجد الأقصى صباح أمس وقالت إن الاقتحام لا يمنح صاحبه الشرعية في اعتبار المسجد الأقصى جزءاً من نفوذ بلدية الاحتلال في القدس ولا تزال إسلامية المسجد الأزلية. وقال الناطق بلسان البلدية الإسرائيلية: إن الهدف من الزيارة هو الاطلاع على التحديات التي تواجهها الشرطة في المكان على حد قوله. وأوضحت المؤسسة في بيان لها أن بركات اقتحم المسجد برفقة عضو الكنيست موشي يوجيف وسلكا ما يسمى ب "مسار المستوطنين" الذي يبدأ من باب المغاربة باتجاه المسجد القبلي ومن ثم منطقة المصلى المرواني انتهاء بالجهة الشمالية الشرقية للمسجد ومن ثم الخروج من باب السلسلة ولفتت إلى أن عملية الاقتحام قُوبلت برفض كبير من المصلين في المسجد الأقصى الذين أطلقوا التكبيرات والشعارات التي تؤكّد حق المسلمين وحدهم فيه. وفي حديث له لوسائل إعلام محلية قال مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني: إن اقتحام بركات كان بشكل مفاجئ، ومن دون التنسيق مع دائرة الأوقاف الاسلامية وبالقوة وتحت حماية الشرطة، مشيرا إلى أنه أول رئيس بلدية يقتحم المسجد الأقصى.