يفتتح الفنان القدير طه الصبان مساء يوم الثلاثاء القادم 16 سبتمبر المعرض الشخصي للفنان التشكيلي السوري منذر الشرابي (من مواليد حلب/ سوريا 1948م) والمقام تحت عنوان "لمسات" وذلك بصالة دآما آرت بمدينة جدة ويستمر لمدة عشرة أيام، وكان ل "الجسر الثقافي" حوار مع الفنان التشكيلي منذر الشرابي، رؤاه الفنية والإبداعية كشف خلالها ما تعنيه اللوحة له، وكيف يكتب نصوصه وقصائده باستخدام الالوان بدلا من الحروف الابجدية. ماهي الرؤى التي تحملها نصوصكم البصرية في معرضك القادم "لمسات" ؟ * كان الواقع ولا زال الحاضن الأول لكل إبداع إنساني، والطبيعة بسمائها وبحرها، بصحرائها وغاباتها، وبكل ما فيها من روعة وجمال، ملهم أساسي لعملية الخلق والإبداع. هذه مقولتي ورسالتي التي أردت ان أطرحها من خلال أعمالي التي سأعرضها في معرضي "لمسات"، فقد أردت من لمسات ريشتي أن تنقل المتلقي من صخب المدينة لتطوف به في رحاب المملكة، تنقله من مكان جميل إلى أجمل، تثير شهيته لزيارة هذه الأماكن والاستمتاع بجمال مناظرها الخلابة، وتثير شهية التشكيليين لتناولها في اعمالهم، فهي تستحق منهم كل الاهتمام والتقدير ماذا تعني اللوحة للفنان منذر الشرابي؟ * اللوحة عندي هي مساحة صدق أبوح من خلالها بما يجول في خاطري ووجداني، أعبر عن أحاسيسي، أطرح فيها آرائي الفكرية، والثقافية والبصرية. وماذا يعني لك اللون؟ * الألوان هي رفيقة دربي منذ بداية حياتي، هي أحرفي الهجائية التي أكتب بها نصوصي وقصائدي التي أعبر بها عن مكنوناتي الفكرية، وأرسل رسائلي التي استطيع عبرها الولوج إلى نفوس المتلقين، إنها أدواتي التعبيرية، فلكل لون دلالاته ورموزه. يعزو بعض النقاد والمتابعين لتجربتك الفنية بأن طغيان اللون في أعمالك يظل على حساب عناصر أخرى، ماهو ردكم؟ * مع احترامي لهذا الرأي فانني لا أرى ذلك صحيحا، فاللون عندي يخدم المضمون ويثري ما أطرحه من موضوعات تراثية وإنسانية تحمل مضامين فكرية وثقافية، هذا ما أكد عليه النقاد الذين تناولوا أعمالي في كتاباتهم النقدية وكذلك الزملاء الفنانون. ماهي السبل للارتقاء بالحوار بين اللوحة والمتلقي؟ * عندما تحترم اللوحة مشاعر وعقل المتلقي وتقدم له ما يثير اهتمامه، تدغدغ عواطفه وتلامس وجدانه الإنساني، عندها ينشأ بينه وبينها حوارية راقية تصل إلى حد الغزل والتغني بجمالها وروعتها. أما بالنسبة للمتلقي فعليه أن يعطي اللوحة حقها من المشاهدة والتأمل، والإنصات، والإدراك، لحسن الفهم والتعاطف الوجداني. وكيف نرتقي بفننا التشكيلي العربي المعاصر؟ * نرتقي عندما نبتعد عن التقليد الأعمى لفناني الغرب ونلتفت لتراثنا الغني ونشبع مخزوننا البصري والفكري به، فالحضارات بدأت من هنا، من بلادنا، من الشرق، وعلينا ان نبرز هويتنا في أعمالنا ونفخر بها ونعتز، فالفن الوافد هو عبارة عن نسمة أخرى قد تنعش الشجرة الأصلية، لكنها لا تدخل في صميم بنيتها أو عصارتها. كيف تنظرون إلى تجارب التشكيليين السعوديين في المحترف السعودي، وهل من تجارب معينة أثارت اهتمامك؟ * أنا أنظر الى تجاربهم نظرة احترام وتقدير وإعجاب، فقد استطاعوا بمثابرتهم واجتهادهم واحترامهم لفنهم اللحاق بمن بدأوا قبلهم من الدول الأخرى واحتلال مواقع متقدمة في الساحة التشكيلية العربية والعالمية بما تحمله أعمالهم من صدق في التعبير وإخلاص لتراثهم وتاريخهم واستخدامهم لتقنيات وأساليب معاصرة جعلتها في مصاف أعمال الفنانين العالميين، وقد أثار اهتمامي تجارب العديد من الفنانين الرواد والفنانين الشباب. أخيرا أود هنا ومن خلال صفحة "الجسر الثقافي" ان أعرب عن إعجابي الشديد بالحراك الذي تشهده الساحة التشكيلية في مدينة جدة والذي ستكون له نتائج مبهرة في المستقبل إن شاء الله. لوحة تصور علاقة الصيادين والبحر