يطلق مدير عام مؤسسة عكاظ للصحافة والنشر وليد قطان الأربعاء المقبل معرض الفنان التشكيلي زهير مليباري «رباعيات» في بيت التشكيليين في جدة. ويقدم مليباري في المعرض نحو 40 عملا تشكيليا تجمع بين الصورة البصرية والكلمة اللفظية في توافق بين اللوحة التشكيلية والشعر العربي. وضم المعرض تجريدا معاصرا بتشخيص تراثي وبيئي اشتق من بيئة وحضارة مكةالمكرمة على مر العصور، محققا توافقا وانسجاما بين الإصالة وحداثة توزيع اللون في اللوحة ليحتوي جماليات الواقع بمفرادتها وعناصرها ورموزها، معيدا ترتيب الأشكال بأسلوب واحد وبأكثر من اتجاه وذلك بتبسيط العناصر وأبعادها عن حقيقتها في الطبيعة، كما مزج تجاربه الفنية ورسوماته الواقعية عن بيئة مكة التي تنم عن عمل فنان متمكن من أدواته القوية ومفاهيمه الفنية الواسعة في مضمار الثقافة الفنية الحديثة فكانت أعماله غنية باللون والشكل والمضمون، بحيث يدهش المتلقي بقدرته على التحرك ضمن إطار اللوحة البيضاء الصافية لها معنى محدد وذلك من خلال رؤيته الفنية والفكرية، حيث كان يملؤها بنماذج من عناصر تراثية التي أثرت فيه كفنان عاش وترعرعر بين حواري مكة القديمة لها أثرها من أبواب ونوافذ وبيوت متناثرة، وهذه النماذج المتنوعة تضفي على العمل الفني مساحة جمالية وفكرية خاصة بتجربته الفنية في التشكيل السعودي ويتعامل معها بهاجس ضمن توليفة من الألوان الهادئة. حاول مليباري البحث والتحليق في سماء الحرية الفنية للبحث عن أساليب فنية جديدة تؤدي بصدق ووفاء لرؤيته الفكرية الجديدة في الفن والحياة لإيمانه أن العلاقة الديناميكية الكائنة ما بين العناصر التراثية المتنوعة وبين العنصر الإنساني هو ما يؤكد على مقدار ارتباط البشر الوثيق بالبيئة المحلية ويذكرنا بسحرها وجاذبيتها وجمالها الحي في حياتنا اليومية. وفي آخر تجارب الفنان دخل بأعماله الفنية إلى مفاهيم الفن الحديث ليؤكد لنا فهمه الواسع للفن ومدى قدرته الفنية في الأداء بأساليب جديدة فقدم أعمالا فنية ضمن مساحات لونية جديدة يتغنى فيها بتناغم لوني مع الشكل في اللوحة الجميلة ضمن أسلوب تجريدي غرافيكي يتنامى فيه اللون جماليا وتشكيليا في توليفة من ألوان قزحية ساطعة بالنور الظاهر خلف مساحاته اللونية الساحرة.