اختتم الفنان التشكيلي عبدالرحمن السليمان معرضه «حفريات في الحضور والغياب» في الرياض بعد أن استمر قرابة الأسبوعين قدم فيها 70 لوحة تشكيلية بحضور عدد من الدبلوماسيين والملحقين الثقافيين والفنانين التشكيليين ورجال الإعلام، والمهتمين. قدم السليمان لوحات تشكيلية مفعمة بفضاء اللون مبسطة ومختزلة بشكل ترميزي إضافة إلى احترافيته في توزيع الفراغ على اللوحة، تجد لمساته على اللوحة دليلا على وعيه الثقافي البصري وثقافته المتعمقة النابعة من خبرته الطويلة في عالم النقد، ألوان وخطوط ومساحات وفراغات تشكل إرثا شعبيا بأسلوب ترميزي عصري ميزه عن غيره من أقرانه، ولعل المتأمل في أعمال السليمان يجد أحيانا ذلك العبث المقصود من الفنان بانسياب اللون على المساحه لإعطائه أكثر حرية، وتسيد اللون الأسود المشهد في أعماله بجمال خاص وبمدلول فني وفكري يختلف من لوحة إلى أخرى حسب نسب السيادة في اللوحة، أعمال السليمان هي امتداد طبيعي للذاكرة الشعبية الزخرفية المليئة بالأشكال التي تجدها تارة أعلى اللوحة وتارة أخرى تجد جزءا منها ظاهرا والآخر في عالم الغيبيات ليضع المتلقي في حيرة وتفسير مختلف، إنه العمل المختلف الذي يقترن فيه ثقافة الفنان بخبرته الطويلة بعمق روحاني وتوزيع هندسي لمساحاته على اللوحة، معرض استثنائي من فنان استثنائي احترم فنه ووظفه لإبداعاته ليتخطى الواقع ولتبقى أعماله شاهدة على حقبة فنية أسهم فيها بشكل كبير في تشكيل المشهد التشكيلي السعودي.