أعلن نائب رئيس مجلس وزراء لبناني سابق اللواء عصام أبو جمرة أن تعطيل انتخابات الرئاسة اللبنانية لأسباب وصولية «يا بتنتخبوني يا ما منحضر»، «انا أو لا أحد»، جريمة سياسية كبرى مهينة ومشينة يجب أن يدفع فاتورتها المسؤول عنها, وأوضح أن اقتراح رئيس تكتل «التغيير والاصلاح» النائب ميشال عون انتخاب الرئيس من الشعب «معقول لكنه يحتاج الى دراسة»، قائلاً: «العماد عون كعادته عندما يتيقن من فشله يفجّر قنبلة» لكنها مع الأسف تأتي قنبلة صوتية. وعلق أبو جمرة في حوار خاص ل «اليوم» على تكاثر الخلايا الارهابية وطرق تحصين لبنان نفسه، مشدداً على «أنه لا حل سوى إعلان اغلاق الحدود مع سوريا والعمل لمد مفعول القرار 1701 ليطال كل الحدود مع سوريا والعمل لاعادة السوريين إلى بلادهم عبر المعابر الرسمية ومنع الدخول الى لبنان بدون فيزا قانونية حتى اشعار آخر». هنا نص الحوار: الرئاسة وأطماع عون بعد مرور ما يزيد على ثلاثة أشهر من شغور موقع الرئاسة الاولى، من يعيق الانتخاب ويعطل وصول الرئيس الجديد إلى قصر بعبدا؟ الدستور واضح وصريح في مواده 73و74و75، وهو يفرض على النواب حضور الجلسات لانتخاب الرئيس، والغياب الاجماعي للتعطيل لأي سبب سياسي محظور ومدان، لان تعطيل الانتخاب لاسباب وصولية «يا بتنتخبوني يا ما منحضر»، «انا او لا احد»، جريمة سياسية كبرى مهينة ومشينة يجب أن يدفع فاتورتها المسؤول عن هذا التعطيل. أحلام العماد ميشال عون بالوصول إلى بعبدا ستقود تيّاره إلى أين؟ طبيعي أن يحلم ويرغب ويعمل اعضاء التيار الوطني وخاصة نوابه لوصول العماد الى الرئاسة، الا ان الطريقة التي قاد العماد بها التيار بددت الاحلام ولم تسهل وصوله، اذ لم تحصّل 8 آذار 65 صوتاً والعماد لم يعمل بعد انتخابات 2009 لتأمين هذا العدد بالوفاق مع الكتل الاخرى. بل انقلب عليها وعزلها عن الحكم وهدد قياداتها وشهر بهم، ولم يظهر في حكومة له فيها 20 وزيراً القدرة على الحكم والتقدم بالبلد، فكان ان انعكست عليه بفشله بالوصول واهتزاز التيار بقيام مماحكات ضده. الانتخاب المباشر ما موقفك من اقتراح تكتل «التغيير والاصلاح» لتعديل الدستور اللبناني ليصبح انتخاب الرئيس من الشعب مباشرة، وهل الوقت يسمح بهذا الاقتراح؟ طرح رئيس تكتل «التغيير والاصلاح» النائب ميشال عون لناحية اقتراحه اجراء تعديل دستوري محدود لانتخاب رئيس الجمهورية من الشعب ليس في محله، انه تغيير للنظام لا الوقت ولا الظرف يسمحان بذلك. كان من المفترض أن يتم طرح هكذا موضوع هام في جلسات لجان الحوار، ومعالجته في ظل وجود رئيس للجمهورية، فنحن نعيش في نظام برلماني ليس سهلاً تحويله إلى نظام رئاسي، ان موضوع انتخاب رئيس جمهورية مباشرة من الشعب معقول لكنه يحتاج الى دراسة وبحث دستوري يطال صلاحيات ومسؤوليات كل السلطات الرئيسية في النظام، ومصلحة البلد تقتضي التعمق في درس هذا الاجراء كي يعلن الجميع مواقفهم واقتراحاتهم بموضوعية، لكن في ظل الظروف القائمة لا يمكن انجازه والسير فيه. وحبذا لو طرح هذا الموضوع منذ 6 أشهر، إلا ان العماد عون كعادته عندما يتيقن من فشله يفجّر قنبلة لكنها مع الأسف تأتي قنبلة صوتية. ما الأصلح.. اجراء الانتخابات الرئاسية أم النيابية أولاً؟ يجب كما ذكرت انتخاب رئيس الجمهورية أولا وبعدها اجراء الانتخابات النيابية في موعدها اذا كانت الظروف الأمنية تسمح، وهذا يؤخذ القرار به في حينه، والوقت أصبح ملحا وملزما لانتخاب الرئيس. محاسبة النواب بعدما مدّد المجلس النيابي لنسف سنة وسبعة أشهر، هل سيشهد تمديداً جديداً؟ الوكيل لا يمكن أن يجدد الوكالة لنفسه، هذا عمل غير دستوري قابل للطعن. لكن وللأسف نعيش أياما تسقط فيها كل الدساتير والقوانين في سبيل المصالح الشخصية. في حال عدم انتخاب الرئيس والنواب قبل نوفمبر لا حول ولا قوة. لكن على الشعب ان يحاسب في الانتخابات وان يصر على وضع نص في الدستور في المادة 73 منه، اعتبار من يتغيب عن جلسة انتخاب رئيس الجمهورية من دون اسباب مشروعة يعتبر مستقيلا. وسط ما يحدث في المنطقة وتكاثر الخلايا الارهابية، ما الحل كي يتمكن لبنان من تحصين نفسه؟ لقد حذرنا منذ بداية الأحداث في البلدان المجاورة بضرورة اقفال الحدود اللبنانية لمنع خروج ودخول المسلحين. وجاء اعلان بعبدا ليرسم خطة طريق للخلاص، لكن البعض المرتبط بالمحاور الخارجية لم يحترم هذا الاتفاق وراح كل لبنان يدفع الثمن. لا حل سوى إعلان اغلاق الحدود مع سوريا بالنار من الجيش والعمل لمد مفعول القرار 1701 ليطال كل الحدود مع سوريا والعمل من جهة اخرى لاعادة السوريين إلى بلادهم عبر المعابر الرسمية ومنع الدخول الى لبنان بدون فيزا قانونية حتى اشعار آخر. الوجود المسيحي هل أنت قلق على الوجود المسيحي في الشرق؟ لا شك أن ما قامت به المنظمات في العراقوسوريا بحق المسيحيين أثار القلق، لكن مسيحيي الشرق منذ أيام المسيح عانوا كثيرا ولم يتركوا ولا بد أن يستقر الوضع ويعود كل صاحب حق إلى وطنه. يحكى في الكواليس عن دعوة «التيار الوطني الحر» المسيحيين إلى حمل السلاح بالشراكة مع «حزب الله»، ما مدى صحة هذا الكلام؟ بدأت القرى المسيحية والمختلطة مع المسلمين في المناطق الحدودية بالعمل للدفاع الذاتي ضد أي خطر خارجي تنفيذا لقرار من الحكومة السابقة، والسلاح اقله الافرادي متوفر في منازل معظم اللبنانيين منذ 1958 والاحداث التي مرت بعدها على لبنان حتى الان .وكل ما يجري لهذه الناحية يتم بالتنسيق مع الجيش اللبناني. خلافات التيار العوني يشهد «الوطني الحر» خلافات داخلية لناحية تأجيل اعلان التيار كحزب، وآخرها نية الجنرال عون تسمية صهره وزير الخارجية جبران باسيل خلفاً له في رئاسة التيار، هل باسيل قادر على تحمل هذه المسؤولية أم أن هذا المركز سيقود التيار إلى التصدع والانشقاقات؟ ليست هي الحركة الاعتراضية الاولى التي تعرض لها التيار بسبب عدم موافقة معظم عناصره على تحويله من حزب إلى حالة عونية انتخابية بقيادة شخص لتنفذ الانتخابات النيابية فقط. ان اصرار الجنرال على عدم تنفيذ ما ورد في «وثيقة المسؤولية تقتضي» التي اعلنها الحكماء الاربعة عام 2010، وبقائه في شرنقة العائلة مستعيناً ببعض الوصوليين من خارج التيار هي أسباب بداية النهاية. ما مدلولات الرسالة التي وجهها نعيم عون (ابن شقيق الجنرال عون) عبر وسائل الإعلام، وهل تؤشر أن التصدع بدأ فعلياً داخل التيار؟ انه يكرر ما قام به ومن معه عام 2008 والنتيجة لن تكون أفضل من السابق. كان الأفضل لهم وللتيار اعلان الانضمام إلى الحركة التصحيحية والمطالبة بتطبيق وثيقة المسؤولية تقتضي. تردد أن ايران أبدت استعدادها لتدريب مقاتلين من التيار «الوطني الحر» في ايران، هل هذا ينسجم مع تاريخ التيار النضالي، وما مدى تأثير هذا الامر على الوضع المسيحي في لبنان ككل، وهل هو مؤشر لعودة لبنان إلى العام 1975؟ لقد اعترضت منذ سنوات على دخول الاحزاب ومنها التيار «الوطني الحر» بالمحاور الاقليمية؛ لان هذا سيجر الى التصادم بين اللبنانيين نتيجة للاختلاف والتصادم الاقليمي. وهذا ما نحن بصدده في التدخل بما يجري في سوريا وانتقاله الى داخل لبنان. أما بالنسبة لتدريب عناصر من التيار في ايران فاعتقد واؤكد أن الجيش اللبناني مدرب جيدا ولمن يرغب اتقان القتال والمشاركة بالدفاع عن لبنان من دون ارتهان للخارج، ما عليه إلا التطوع في الجيش. لبنان اليوم غيره في السبعينيات: فلا السنة تستطيع السيطرة بالقوة على الشيعة والمسيحيين والدروز ولا الشيعة تستطيع السيطرة بالقوة على السنة والمسيحيين ولا المسيحيين يستطيعون السيطرة على السنة والشيعة والدروز. لذلك «بتهز ما بتوقع» ويبقى الجيش حامي الوطن. الجيش اللبناني ينتشر في عرسال لمواجهة تداعيات تدخل حزب الله في سوريا