من المضحك المبكي أن نرى أن الذين يتكلمون باسم الجهاد والمجاهدين من تلكم الجماعة هم أبعد الناس عن أخلاقيات نبينا مع اليهود فما بالكم بمن هم من أهل القبلة. وقد شاهدت - كغيري - بعض المقاطع فاقشعر منها بدني.. من نحر وإحراق وصلب لأطفال وتفجير رؤوس وبعض الفنون الدموية الأخرى التي لا يمارسها إنسان سوي، بل وتنفر منها الإنسانية رافعةً مئزرها! فأتساءل: من أين خرجت هذه الأمراض النفسية؟ وأي غل في نفوس تجار الموت على الأحياء؟! هل للحال المحبط الذي يعيشه عالمنا العربي؟ أم هو ثأر بين طائفة وأخرى؟ فأجد أنه ليست هذه الظروف ساعدت وعززت نشأة فكرهم ودمويتهم فحسب، لكن السبب الرئيس يعود لكلمة قالها الأمير خالد الفيصل: "التعليم مختطف" نعم هو مختطف ومنذ عقود! البعض شنع على الوزير ونال من مراده خلف عبارته، لكن بنظرة واحدة على واقع "داعش" وجنسيات المنتمين لها سينقلب تشنيعهم إلى إيمان يقيني بأنه ما قال هذه الكلمة من فراغ! أكاد أقسم بأن غالبية الملتحقين بداعش سعوديون من أبناء هذه الأرض المباركة والمؤلم أن من يقاتلونهم كذلك كثير منهم سعوديون من أبناء أرض الحرمين الشريفين! هذا واقعنا فهل سيكذب الواقع علينا؟ الواقع على الأرض يدخل الشوكة في حلوق كل المكذبين للاختطاف الذي ذكره الأمير. وأقول: علينا تفحص مناهجنا (بمجهر رقابي صارم) لمعرفة كل ما قد تسبب في زرع نزعة العنف في عقول أبنائنا. ف "التعليم" اختار كلمة التربية قبل التعليم شعارا له. ولو تأملت في طفولتك قليلا لوجدت أن هناك عبارات قد قالها معلم لك مازالت محفورة في ذاكرتك، حتى صارت تستوطن عقلك الباطن فتحرك مشاعرك وتصنع ردات فعلك حيال أي أمر يطرأ، ولكي أقطع طريق المزايدين علي أقول: الإسلام الذي قامت عليه مناهجنا دين الحق، لكن كتاب الله قد سماه أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب - كرم الله وجهه - بأنه "حمال أوجه" أي تستطيع أن تضع آية منه خدمة لفكرة، وتستطيع بأخرى أن تنسف الفكرة نفسها، وقد قال عبارته تلك ردا على الخوارج الذين كفروه، نعم كفروا أول صبي يدخل الإسلام وباستخدام القرآن الكريم! في القرآن الكريم "ويل للمصلين" وفيه "ولا تقربوا الصلاة" وفيه كذا "وأقم الصلاة" فهل علمتم الآن أن المناهج وأخطاءها لا تتحملها الشريعة إنما تتحملها اللجان التي فهمت الشريعة بمنظورها، ووجهتها بما يخدم أفكارهم، فضاع أبناؤنا بين سكين داعش وشوكة من يقاتلونهم!!