اندلع قتال عنيف امس بين قوات بشار الأسد وقوات اسلامية معارضة في هضبة الجولان السورية المحتلة، حيث سيطر مسلحو جبهة النصرة التابعة للقاعدة على معبر القنيطرة الذي كانت تديره الأممالمتحدة. ولم يتضح ما إذا كانت قوات الأسد نجحت في استعادة السيطرة على معبر القنيطرة من مقاتلي جهة النصرة. وأمكن سماع تبادل لاطلاق نيران الاسلحة الصغيرة، وانفجار قذائف مورتر من الجانب الاسرائيلي للجبهة في الهضبة الاستراتيجية ومشاهدة القوات التي تتبادل اطلاق النار بوضوح. وشاركت على الاقل دبابة واحدة من قوات الاسد في القتال ويمكن مشاهدة مقاتلي جبهة النصرة على بعد امتار قليلة من السياج. وتم انزال علم سوري كبير ظل يرفرف عدة أيام بين معبر القنيطرة والبلدة المهجورة وتعرض موقع للأمم المتحدة في المنطقة للقصف بقذائف مورتر ولكن يعتقد انه غير مأهول. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان، الذي يرصد الحرب الأهلية في سوريا: إن جبهة النصرة والمقاتلين المتحالفين معها يقاتلون القوات الحكومية قرب معبر القنيطرة وفي قرية الحميدية القريبة. وذكر المرصد الذي يقول إنه يجمع معلوماته من جميع اطراف النزاع ان هناك معلومات مؤكدة عن وقوع خسائر بين الجانبين. وقال رامي عبد الرحمن، مؤسس المرصد السوري في تصريحات لرويترز: ان جبهة النصرة تهدف على مايبدو "لانهاء اي وجود للنظام في المنطقة كما يبدو ان هدفها طرد المراقبين الدوليين." وأعلنت سلطات الاحتلال الاسرائيلي الاثنين، المنطقة المحاذية للسياج الحدودي مع سوريا في هضبة الجولان منطقة عسكرية مغلقة حفاظا على حياة المدنيين. والاحد قالت اسرائيل انها اسقطت طائرة بلا طيار انطلقت من سوريا ودخلت الاجواء التي تسيطر عليها اسرائيل فوق الجولان. ولم تتضح على الفور الجهة التي أطلقت الطائرة او طبيعة المهمة التي كانت تقوم بها في منطقة أحيانا ما يمتد فيها القتال الناجم عن الحرب الأهلية في سوريا إلى الأراضي الخاضعة لسيطرة إسرائيل. وذكر الجيش الاسرائيلي في بيان أن صاروخ باتريوت أسقط الطائرة قرب معبر القنيطرة مع سوريا. وتم احتجاز قوة من 44 فردا من قوات حفظ السلام من فيجي على الجانب السوري من مرتفعات الجولان على يد متشددين إسلاميين يوم الخميس. وقال قائد جيش فيجي الاحد: إن المفاوضات جارية للإفراج عنهم. وقالت الأممالمتحدة والسلطات في مانيلا: إن أكثر من 70 جنديا فلبينيا حاصرهم الإسلاميون في منطقة أخرى من الحدود هم الآن في أمان. واحتلت إسرائيل الجولان في حرب عام 1967 وعززت دفاعاتها في المنطقة منذ اندلاع الحرب الأهلية السورية قبل أكثر من ثلاثة أعوام. جبهة المليحة وفي دمشق دارت اشتباكات ظهر الإثنين، بين قوات الأسد وبين الجيش الحر وكتائب إسلامية، على الجبهة الشمالية لبلدة المليحة، وسط قصف مدفعي من إدارة الدفاع الجوي، كذلك استهدفت قوات النظام بثلاث صواريخ أرض – أرض، المنطقة الواقعة بين بلدتي زبدين وحتيتة الجرش في ريف دمشق، من مطار المزة العسكري. وفي السياق، شن الطيران الحربي أربع غارات فجرا، على مدينتي سقبا وكفربطنا، في ريف دمشق، ولم ترد أنباء عن إصابات. وفي منطقة القلمون، شهد الجبل الشرقي لمدينة الزبداني قصفاً بقذائف المدفعية، من مقار قوات النظام في تل هابيل، اقتصرت الأضرار فيه على المادية. بالمقابل استهدفت "جبهة النصرة" بقذائف الهاون عيار 120، مقرات قوات النظام في مدينة جرمانا بالغوطة الشرقية، فيما سقطت قذيفة هاون مجهولة المصدر على حي الشاغور بدمشق القديمة، ولم يسجل وقوع إصابات. استهداف ملجأ وفي شمال البلاد، سقط عشرون شخصاً وأصيب عشرات معظمهم نساء وأطفال، جراء قصف شنه النظام بالبراميل المتفجرة واستهدف ملجأ يختبئ فيه عشرات اللاجئين في بلدة الهبيط في ريف إدلب الجنوبي. وأوضح ناشطون أن أغلب القتلى من عائلات نازحة من ريف حماة الشمالي لجأت إلى بلدة الهبيط القريبة، مضيفين أن فرق الإنقاذ ما زالت تنتشل الجثث من تحت الأنقاض، وتواصل البحث عن أحياء. وفي ريف إدلب كذلك، قتل ثمانية أشخاص وجرح عشرات في مدينة خان شيخون، جراء سقوط صاروخ أرض-أرض أمس. كما استهدفت طائرات النظام بلدات سراقب وبنش وسرمدا بقصفٍ أدى إلى مقتل امرأة وطفلتها، وإصابة عشرات. وتبع ذلك قصف بالمدفعية الثقيلة على قرى وبلدات ريف إدلب. وفي ريف حماة، قتل طفلان وجرح عدد من المدنيين امس، إثر إلقاء الطيران المروحي براميل متفجرة على مدينة اللطامنة، كما قصفت قوات النظام بطيرانها مدينة كفرزيتا وقرية لحايا. وفي المقابل، قتل عدد من عناصر قوات النظام، جرّاء تفجير جبهة النصرة سيارة مفخخة عند حاجز آل زيدان قرب بلدة تل درة في ريف حماة الشرقي، كذلك قضى عدد آخر من العناصر الاحد، إثر تفجير كتائب إسلامية سيارة دفع رباعي كانوا يستقلونها في قرية معان بالريف الشرقي لحماة. وفي دير الزور قتل عنصر تابع لدولة البغدادي الأحد، متأثراً بجراح أصيب بها في وقت سابق، خلال قصف على حي الحويقة بدير الزور، وقالت وكالة سمارت للانباء: إنّ اشتباكات دارت بين "الدولة" وقوات النظام في حي الحويقة، منذ الاحد، ولا تزال مستمرة، بالتزامن مع قصف مدفعي وصاروخي وجوي على الحي. وسقطت ثلاثة صواريخ أرض – أرض على حي الحويقة، فجر امس، من مقرات قوات النظام في الجبل المطل على مدينة دير الزور، ما أسفر عن احتراق عدد من المنازل. في هذه الأثناء، ألقى الطيران المروحي براميل متفجرة على محيط مطار دير الزور العسكري.