تقف الشريعة الإسلامية الغراء بوضوح في إدانة الإرهاب الذي يرتكب ضد الإنسانية وكل الأفعال التي تؤدي إليه سواءً صدرت من الدول أو الجماعات أو الأفراد وجرائم إتلاف أموال الآخرين بدون سبب معقول ومقبول كما يحدث حاليا، وتعد في الشريعة الإسلامية من أخطر الجرائم التي تدخل في جرائم الفساد في الأرض التي لا يجوز ارتكابها حتى أثناء الحروب، فالإرهاب عمل إجرامي يبث الرعب والخوف والفوضى ويؤدي إلى خلق الاضطرابات في تصرفات الأفراد ومعاملاتهم وسلوكهم، ولخطورة هذه الجريمة ومرتكبها فالإرهاب تصرف خطير؛ لأنه يخل بالأمن الذي هو نعمة من نعم الله، الذي يجعل الإنسان يتمتع بإنسانيته ويشعر بالطمأنينة في المأكل والمشرب والملبس والمركب والمسكن، لذلك فإن من أهم أهداف ومقاصد الشريعة الإسلامية إشاعة الأمن والطمأنينة بين الناس. وبحكم أن الإرهاب والعنف والتطرف ضد تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف، فبالتالي موقف المملكة منذ تأسيسها على يد موحدها الملك عبدالعزيز يرحمه الله ثابت ضد هذه الظواهر المنحرفة، وتبذل المملكة قصارى جهدها لاستئصالها والحد منها وذلك على جميع المستويات الداخلية والاقليمية والدولية بهدف استتباب السلم والأمن وثمن عدد من المسؤولين دور المملكة في نبذ الارهاب والعنف والتطرف وأكدوا أن كلمة خادم الحرمين الشريفين على الصعيد الدولي فضحت الارهاب بأنواعه. ظاهرة خطيرة: وقال الناطق الاعلامي للمديرية العامة لحرس الحدود اللواء محمد بن سعد الغامدي: مما لا شك فيه أن الإرهاب ظاهرة خطيرة تفسد المجتمعات، وتؤرق أفرادها، وللمملكة دور رائد في التصدي للإرهاب، فقد جاءت المملكة في طليعة دول العالم التي تكافح الإرهاب وتتصدى له، انطلاقاً من التزامها الكامل بثوابتها، وقيمها وأحكام الشريعة الإسلامية. فالإسلام هو نقيض الإرهاب، وقد فرض في حق الإرهابيين أحكاماً مشددة وعقوبات رادعة لا مثيل لها في نظام العقوبات لأي دولة من دول العالم، وفي القرآن الكريم والسنة النبوية ما يؤكد صحة ما ذكر، وقد سبق ذكر بعضها، وأما الانطلاق للقضاء على الإرهاب من خلال ردود فعل معينة أو الاعتماد على القوة المنفلتة وجبروت السيطرة فلن يزيد الإرهاب إلا خطورة وانتشاراً، وتحتاج المعالجة الصحيحة للإرهاب إلى الكشف عن أسبابه، وسبر دوافعه ثم معالجتها بحكمة وعدل لقد سعى الإسلام منذ ظهوره إلى محاربة الإرهاب على مختلف صوره وتنوع طرقه فدكّ عروش الظالمين وحرر المستضعفين، وشرَّع تعليماته السامية وأوامره العادلة لتحقيق هذه الغاية والمملكة العربية السعودية جزء من هذا العالم وخلق من البشر يؤذيها ما يؤذيهم فلا ترضى الإرهاب منها أو عليها ولذلك فهي تسعى حثيثاً لقطع دابره واجتثاث جذوره إيماناً منها بهذا المبدأ ووقاية لمجتمعها من أخطار الإرهاب. فرض الوجود: وأكد مدير عام الشؤون الصحية بالمنطقة الشرقية الدكتور صالح بن محمد الصالحي أن العالم ابتلي في العقود الاخيرة بظهور جماعات متطرفة لا ترى خيارا امامها الا العنف لفرض وجودها ونشر افكارها المنحرفة السامة والتي لا تخضع لتشريعات الاديان السماوية ولا الى القيم الانسانية بل ترسخ العنف والقتل والتنكيل لإرهاب الشعوب وترويع الامنين ونشر الفوضى والذعر من اجل السيطرة عليها وعلى مكتسباتها. واذا يغلف بعض هذه الجماعات افكارهم بغلاف ديني اسلامي الا ان مضمونها ولبها هو ابعد ما يكون عن الدين الاسلامي الحنيف الذي يدعو الى التسامح والرحمة والدعوة بالتي هي احسن وهو الدين الوسط "وكذلك جعلناكم امة وسطا" «ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك» الاية والذي امر بطاعة ولي الامر وقرنها بطاعته وطاعة رسوله عليه افضل الصلاة والتسليم. تجربة رائدة: وفي نفس السياق ذكر مدير إدارة مرور المنطقة الشرقية اللواء عبدالرحمن بن محمد الشنبري أن المملكة لها دور كبير وبناء وهي صاحبة تجربة فريدة ورائدة في محاربة الإرهاب والفكر الضال والتصدي لهما وتجفيف منابعهما، واقتلاع جذورهما واتخاذ كافة التدابير والإجراءات اللازمة التي تحول دون الوقوع فيهما عبر أسس علمية وفكرية ممنهجة وعميقة تخاطب العقل والقلب معا كما أن دور المملكة في محاربة الإرهاب والفكر الضال لم يقتصر على الصعيد الداخلي فقط بل كان لها تحركات واسعة إقليمياً ودولياً وذلك من خلال المشاركة في المؤتمرات التي تعقد خارج المملكة والتي تؤكد من خلالها رفضها الشديد والقاطع للإرهاب بكافة صوره وأشكاله وألوانه أيًّا كان مصدره وانتماؤه وأهدافه. براءة الإسلام: وتحدث أمين عام اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات عبدالاله بن محمد الشريف أن ما تعلنه وزارة الداخلية بين الفينة والأخرى حول رصد وكشف تنظيم إرهابي خطط لاستهداف مواقع حكومية ومواطنين هي اعمال ارهابية والإسلام والإنسانية بريئة منها والحمدلله أن مكَّن رجال الأمن في بلادنا بيقظتهم وشجاعتهم وبسالتهم من التصدي لهؤلاء العابثين وذلك دليلٌ كبير على يقظة وحرص رجال الأمن وأنهم العين الساهرة في ظل القيادة الحكيمة، وأنَّ ما قامت به هذه الفئة الضالة هو عملٌ بغيض وشنيعٌ وأنهم أناسٌ وقع الشيطان على قلوبهم فأنساهم ذكر الله ولكن الله بالمرصاد لكل من يحاول المساس بأمن هذه البلاد قبلة المسلمين ومأوى أفئدتهم.ان هذه الفئة الضاله بأفعالها تظهر العداء للإسلام وأهله وتسعى لزعزعة أمنه متخذة من بعض الجهلة مطية ومستهدفة اضطراب الأمور والإضرار بمنهج العفو والصفح الذي عرف عن قادة هذه البلاد وقربهم من رعيتهم ساعية لزعزعة هذا النسيج النقي بأبشع الأعمال وأنكر التصرفات مبيناً أن من انتكاسة الفطر أن يقوم الشخص بتفجير نفسه وإزهاق روحه التي استأمنه الله عليها في سبيل هدف ضال تجمع العقول السليمة على فساده مع ما أعلن من معلومات تشير إلى الطريقة المنحرفة التي جرى بها هذا العمل الخائن والله تعالى "لا يصلح عمل المفسدين" وختم معاليه حديثه بأن جميع مواطني هذه البلاد يقفون مع ولاة أمرهم ورجال الأمن ضد هذه الأعمال المستهجنة التي هدفها النهائي تدمير مجتمعنا سائلا الله أن يرد كيدهم في نحورهم وأن يحفظ على بلادنا دينها وأمنها وأشار إلى أن المجتمع السعودي في هذه البلاد الطاهرة يقف بأسره صفاً واحداً ضد هذه الأعمال الإجرامية الخبيثة التي لا تصدر من عاقل، فضلاً عن مسلم يؤمن بالله واليوم الآخر. عباءة الدين: كما تحدث مدير إدارة سجون المنطقة الشرقية العميد سعد بن محمد العتيبي قائلا :" ان كلمة خادم الحرمين الشريفين فضحت التستر بعباءة الدين في ممارسة الإرهاب تحقيقا لمصالح دنيوية وأن سياسة حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ومتابعة ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد حفظهم الله تهدف لحماية مكتسبات الوطن وشعبه وتحقيق الأمن والاستقرار للمجتمع ودرء أخطار التوجهات الفكرية المنحرفة عنهم ولعل ما اتخذته الدولة من اجراءات وجهود مبذولة من خلال أجهزتها الامنية المختلفة دليل واضح على الرغبة الصادقة في تحقيق هذه السياسة حيث حققت نجاحًا باهرًا ومنقطع النظير في مسيرتها المظفَّرة بإذن الله في القضاء على رؤوس الفتنة وتجفيف منابع التطرف والإرهاب وملاحقة شبكاتها وتمويلاتها بأساليب أمنية نوعية مبتكرة ولم تكتف بهذا التوجه والسياسة على الصعيد الاقليمي فقط بل امتد دوليا من خلال الدعوة لإنشاء مركز دولي لمكافحة الارهاب ودعمه وتفعيله تحت مظلة الاممالمتحدة للقضاء على قوى التطرف والاجرام بإيمانها الحقيقي بخطورة هذا الفكر وضرورة مواجهته عالميا قبل استفحاله انطلاقا من مبادئ شريعتنا السمحة وثوابتها الوطنية. وحدة المسلمين: كما أكد المستشار القانوني بهيئة حقوق الانسان في المنطقة الشرقية ابراهيم بن محمد العسيري ان المملكة حريصة على وحدة المسلمين وسلامتهم في مثل هذه الظروف الحالكة والحرجة التي تمر بها الأمة دون غيره من الزعماء والقادة العرب لتؤكد الهم الذي تحمله تجاه هذه الأمة بما تحمله كلمات خطاب الملك عبدالله بن عبدالعزيز خادم الحرمين الشريفين حفظه الله من دلالات رمزية وسياسية وإنسانية و تأتي تتويجا لدور المملكة في المحافل الدولية وجهودها في تقديم المساعدات الإنسانية والدعم المعنوي والمادي والسياسي المتواصل لكثير من البلدان الإسلامية وقضاياهم المصيرية فخادم الحرمين الشريفين لخص وضع ما يحدث في بلاد المسلمين فالكرة أمام قادة الأمة وعلمائها ومفكريها في تحمل مسؤولياتهم التاريخية والدينية وأن يكونوا على يقظة فيما يحاك لهذه الأمة من قبل المغرضين الحاقدين عليها وعدم التهاون في الوقوف ضد الأفكار الإرهابية التي تعمل على زعزعة المنطقة وتقسيمها. فكر منحرف: ووصف مدير إدارة النقل في المنطقة الشرقية المهندس أحمد اليامي ان نسبة الإرهاب إلى الإسلام هو مما ينافي شرائعه ويناقض أحكامه فالإسلام بريء من هذا المعتقد الخاطئ وإن ما يجري في بعض البلدان من سفك الدماء البريئة وتفجير للمساكن والمركبات والمرافق العامة والخاصة وتخريب للمنشآت هو عمل إجرامي والإسلام بريء منه، وهكذا كل مسلم يؤمن بالله واليوم الآخر بريء منه وإنما هو تصرف من صاحب فكر منحرف وعقيدة فاسدة فهو يحمل إثمه وجرمه فلا يحتسب على الإسلام ولا على المسلمين المهتدين بهدي الإسلام المعتصمين بالكتاب والسنة المستمسكين بحبل الله المتين وإنما هو محض إفساد وإجرام تأباه الشريعة والفطرة. لا يعرف وطنا: وقال مدير فرع "نزاهه" في المنطقة الشرقية عبدالكريم المالكي: " لا شك ان الارهاب لا يعرف وطنا ولا دينا حيث حاول الفكر المتطرف توظيفه لتشويه الاسلام والصاق التهم به وسرقة مافيه من قيم ومبادئ وكانت مبادرة خادم الحرمين الشريفين أيده الله بانشاء المركز الدولي لمكافحة الارهاب بدعم سعودي عام 2011 بمثابة رسالة من الملك الحكيم الى العالم كله للتحذير من هذا الخطر الذي لا يعرف حدودا كما أكدت أن المملكة عملت عدة سنوات ومسارات متعددة لمواجهة الارهاب فكرياً وأمنياً وسياسياً عبر دعوة الجهات المعنية في الحكومة ومنظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص لرعاية الشباب والاهتمام بقضاياهم وتحصينهم من الاختراقات الفكرية ونوازع الغلو والعنف والتطرف والانحراف السلوكي بمختلف أشكاله وأساليبه وتعميق مستوى الوازع الديني والوطني.