الانتعاشات من البرازيل إلى اليابان، وأول رحلة لمؤشر ستاندرد أند بورز 500 فوق قيمة 2000 نقطة قد أرسلت قيمة الأسهم العالمية إلى مستوى قياسي يبلغ 66 تريليون. قامت الأسهم في جميع أنحاء العالم بإضافة أكثر من 2.2 تريليون دولار من حيث القيمة منذ السابع من آب (أغسطس)، وذلك وفقًا لبيانات جمعتها بلومبيرج.. التفاؤل بأن البنوك المركزية ستقوم بدعم النمو الاقتصادي قد أدى إلى زيادة مؤشر ام اس سي آي لجميع بلدان العالم بنسبة 3.8% عن أدنى مستوى له هذا الشهر. ومؤشر ستاندرد أند بورز 500 ارتفع لمدة عشرة أيام من الأيام ال 13 الماضية، وسجّل مؤشر ناسداك المركب نسبة تبلغ حوالي 10% من أعلى مستوياته في كل وقت. الأسواق العالمية تتغلّب على الأزمات في أوكرانيا وقطاع غزة والعراق، حيث يقوم المستثمرون بتجديد رهاناتهم بأن التحفيز سيعمل على إنعاش النمو.. كما سجّل مؤشر ستوكس أوروبا 600 أكبر مكاسبه في يومين منذ شهر نيسان (أبريل) بعد أن أشار رئيس البنك المركزي الأوروبي ماريو دراجي إلى أن صنّاع السياسة قد ينظرون في إدخال خطة لشراء الأصول. كذلك مؤشر توبيكس في اليابان يقترب من أعلى مستوياته منذ شهر كانون الثاني (يناير)، بانتعاش من الخسائر في وقت سابق من هذا العام. وقال باتريك سبنسر، رئيس قسم مبيعات الأسهم الأمريكية في روبرت دبليو بيرد في لندن: "إن الأحدث الجغرافية السياسية كبيرة والهجمات الجديدة الرئيسية مأساوية، لكنها ليست كافية لزعزعة استقرار القوى الاقتصادية العالمية الموجودة، لا سيما في أمريكا.. لقد أشار دراجي بوضوح إلى أنه يقف مستعدًا مع المزيد من التدابير لتحفيز النمو وهذا يُساعد المزاج العام". في الشهر الماضي قفزت طلبات السلع طويلة الأجل في الولاياتالمتحدة إلى أعلى مستوياتها، كما ارتفعت أيضًا ثقة المستهلكين في شهر آب (أغسطس) إلى أعلى مستوى منذ سبعة أعوام تقريبًا. الأسهم من البرازيل السعودية قد شهدت بعضًا من أكبر المكاسب في العالم في الشهر الماضي.. فقد ارتفع مؤشر إبوفيسبا 7.2% هذا الشهر، نتيجة انتعاش في الشركات التي تُديرها الدولة على أثر تكهنات أن الرئيسة ديلما روسيف ستخسر محاولة إعادة انتخابها.. كذلك مؤشر "تداول" العام للأسهم ارتفع حوالي 7% في شهر آب (أغسطس) بعد أن أعربت المملكة عن استعدادها لمنح المستثمرين الأجانب إمكانية الوصول إلى واحدة من الأسواق الأكثر تقييدًا في العالم. ارتفعت قيمة الأسهم العالمية من 25 تريليون دولار في شهر آذار (مارس) عام 2009. كما تم تقدير الأسهم بقيمة تبلغ 63 تريليون دولار في ذورتها في عام 2007، وذلك وفقًا لبيانات جمعتها بلومبيرج. ثلاثة جولات من برنامج التحفيز من الاحتياطي الفيدرالي وأرباح المؤسسات القياسية قد ساعدت في ارتفاع مؤشر ستاندرد أند بورز 500 ثلاثة أضعاف تقريبًا عن أدنى مستوياته في شهر آذار (مارس) من عام 2009. في الندوة الاقتصادية الأسبوع الماضي في جاكسون هول، وايومنج، قالت جانيت ييلين، رئيسة مجلس إدارة الاحتياطي الفيدرالي، إنه لا يزال على سوق العمل أن تتعافى تمامًا من أسوأ فترة ركود منذ الكساد العظيم. وقد أشارت محاضر اجتماع البنك المركزي الأمريكي في شهر تموز (يوليو) إلى أن البنك ملتزم بدعم الانتعاش، حتى مع استعداد بعض صنّاع السياسة لرفع أسعار الفائدة الرئيسية في وقت أقرب مما هو متوقع. والاحتياطي الفيدرالي على الطريق لتقليص برنامج التحفيز لعمليات شراء السندات في شهر تشرين الأول (أكتوبر). أندرو ميليجان، رئيس قسم الاستراتيجية العالمية في ستاندرد لايف للاستثمار، التي تُشرف على حوالي 317 مليار دولار، قال عبر مكالمة هاتفية من أدنبرة، "نعم، نحن بدأنا نبتعد عن السياسة غير التقليدية، وهي برنامج التسهيل الكمي، نحو السياسة التقليدية، وهي تحريك أسعار الفائدة. لكن السبب الوحيد لقيام البنوك المركزية بهذا الأمر هو لأنها تعتقد أن النمو قوي بما فيه الكفاية". تعليقات دراجي في مؤتمر جاكسون هول عززت من التكهنات بأن البنك المركزي الأوروبي سيبدأ برنامج التسهيل الكمي حتى بعد تخفيض أسعار الفائدة إلى أدنى مستوياتها في شهر حزيران (يونيو) وتنظيم قروض أرخص للبنوك.. محافظ بنك اليابان، هاروهيكو كورودا، أخبر الصحفيين أنه سيُبقي على السياسة سهلة مع انخفاض أسعار الفائدة حتى يتحقق استقرار السعر. منذ شهر آذار (مارس) عام 2009، ارتفع مؤشر الأسهم الأوروبية 117% كما ارتفع مؤشر توبيكس 81%. كذلك مقياس مؤشر ام اس سي آي للأسهم في كافة أنحاء العالم ارتفع بنسبة 150%، في حين أن مؤشر ام اس سي آي للأسواق الناشئة ارتفع بنسبة 124%. أوليفر والين، مدير الاستثمارات في شركة أوكتوباس للاستثمارات المحدودة في لندن، قال إن مكاسب الأسهم الأخيرة تجعله حذرًا. وقال عبر مكالمة هاتفية: "إن هناك شعورًا بأن الأسواق متهاونة إلى حد ما".. حيث تُشرف شركته على 3.5 مليار جنيه (5.8 مليار دولار).. "هناك الكثير جدًا مما يحدث في الخلفية وهو ما يبرر القلق أكثر قليلًا، لكن أسواق الأسهم لا تبدو متأثرة على الإطلاق". في حين أن انتعاش الأسهم الأمريكية يقترب من مستوى فقاعة الدوت كوم في أواخر التسعينيات من حيث السرعة، إلا أن التقييمات هذه المرة هي أقل مما كانت عليه في ذلك الحين. كما تُظهر بيانات جمعتها بلومبيرج، أن مقياس الولاياتالمتحدة يتم تداوله بمقدار 16.8 ضعف الأرباح المُقدّرة، مقارنة مع أضعاف القيمة البالغة 26 في ذروته في شهر آذار (مارس) من عام 2000. وقال جيلاوم دوتشيسن، وهو خبير استراتيجية الأسهم في بي إن بي باريبا في لوكسمبورج: "التقييمات أصبحت غنية في الولاياتالمتحدة، لكنها ليست مشكلة لأن الزخم الاقتصادي هو أمر جيد ومشاعر المستثمرين إيجابية أيضًا.. الأسهم ستستمر بكونها أفضل الأصول، لكننا انتقلنا مؤخرًا من الأسواق التي تحرّكها السيولة إلى تلك التي تحرّكها العوامل الأساسية.. نتيجة لذلك، يجب أن تكون أكثر انتقائية، وتبحث عن الأسواق التي تحمل أقوى العوامل الأساسية".