البعيد بات قريبا والعصي أضحى سهلا لينا، والأحلام الوردية أوشكت على أن تصبح حقيقة تدغدغ أحاسيس ووجدان العشاق المتيمين على أرض الواقع، حقيقة لا تقبل جدالا على الإطلاق، وواقعا لم يعد يفصله عن جماهير الوفاء سوى توفيق الله ومسك الختام. الهلال أمام السد بعث بأكثر من بارقة أمل بعودة زعيم آسيا إلى سابق عهده على الصعيد القاري، ووجه أكثر من رسالة اطمئنان لعشاقه ومحبيه بأن آسيا لن تفلت من قبضته هذا الموسم، تجاوز السد بهدف وحيد وشباك نظيفة، والأهم من ذلك ترابط بين كافة خطوطه وتجانس فيما أظنه لن يبرح لمسات عراب الزعيم بثوبه الجديد وحلته الحالية سامي الجابر. لن أتجاوز الحقيقة المرة التي يحس بغصتها غالبية الهلاليين فيما البقية الباقية لا تريد مجرد ذكرها وهي أن الفريق الحالي هو نتاج وصناعة الجابر، بل إنني لن أبرح الحديث عن أن لمسات السيد ريجي لم تظهر حتى الآن فهو وبشهادته قد استلم فريقا ثقيلا على الصعيد الفني كان خلفه المدير الفني السابق والذي أوصله للدور ربع النهائي في البطولة الآسيوية. أثناء اللقاء أكبرت بمدرج الوفاء مؤازرته وحضوره الطاغي في جنبات الدرة لمساندة الفريق في مهمته الصعبة أمام السد، وكسره لكل الأرقام السابقة المسجلة من حيث عدد الحضور، وبعد اللقاء أكبرت أيضا برئيس النادي واقعيته ومثاليته وإحقاقه للحق بعدم تجاوز اسم الجابر وأنه أحد صناع هذا الانتصار حتى وإن كان بعيدا عن النادي. أعود إلى أحلام جماهير الزعيم بهذه البطولة، فما أراه على أرض الواقع ويراه غيري الكثير من المنصفين والمتابعين يدفعني للقول بأنه من الظلم أن تخرج آسيا هذه المرة من العرين الأزرق عطفا على الجهد المبذول والمستويات اللافتة والكبيرة التي قدمها الفريق في فترات البطولة المتفاوتة، بيد أن الأحلام لا يمكن لها أن تصنع الفارق مالم تتضاعف الجهود وتتوحد الصفوف والقلوب، ويلتم كل أبناء البيت الأزرق حول ناديهم في هذه الفترة المفصلية. آسيا حلم وخيال وآن لها أن تصبح حقيقة وواقعا بإذن الله، مضى الكثير من التعب والجهد والأسى وبقي القليل من التركيز والعمل الدؤوب والتهيئة النفسية، ووقتها ستردد القارة بأسرها: عاد الكبير والعود أحمد. قذائف شمالية ما حصل من رجل الأمن في تصرفه الأرعن مع المشجع أمر مرفوض ولا يقبله دين ولاعقل ولا منطق. المهزلة التي تعرض لها الحضور عشية المباراة من نقص في المياه كادت أن تتطور لكارثة لولا لطف الله. العميد قد يعود من الباب الضيق بعد أن ضيقها على نفسه كثيرا، ومن يعرف الإتي حق المعرفة لا يستبعد حدوث مفاجأة في مباراة الرد تعيد الأمور لنصابها الحقيقي. حرق تذاكر ممثل الوطن من قبل بعض المغرضين والحاقدين يؤكد بما لا يدع مجالا للشك بأن القادم سيكون أسوأ، وأن كارثة منتظرة سيكون بطلها الحقيقي التعصب المقيت. وعلى دروب الخير ألتقيكم في الأسبوع القادم بحول الله ولكم تحياتي.