وكأن آسيا اشتاقت لزعيمها الأولي والأوحدي, وكأنها أصبحت تنادي بشوق وتقول: أين هلال الملايين وسيدي وزعيمي, وكأنها تسأل بعد غياب وتقول: ألم تحن وتشتاق لرؤيتي وملامستي, وكأنها تدمع بحرقة وتنزف من جراء غياب امتد لقرابة العقد من الزمن, وحينما نقول «عقد», فهو كثير على من تزعم آسيا ومن نال لقب «نادي القرن والعقد», عن كل جدارة واستحقاق بعد أن تزعم آسيا بست بطولات جعلت منه سيداً لأكبر قارة في العالم. لقد حان الوقت ليعود الهلال مجدداً للمشهد الآسيوي, وينتزع اللقب السابع, وهو قادر على ذلك, فما شاهدناه من الزعيم السعودي الآسيوي خلال المباريات السابقة كان مطمئناً لأنصاره وعشاقه, فالمستوى الفني يتصاعد للأعلى, والمستوى اللياقي كان عالياً جداً, واللاعبون كانوا في قمة مستوياتهم سواء المحليين أو الأجانب, باستثناء بعض المباريات التي لم يقدم فيها بعض اللاعبين مستوياتهم المعهودة, ولكن في المجمل مستوى فريق الهلال يعد أكثر من جيد بناء على أننا في بداية موسم رياضي جديد. أما إن عرجنا على الهلال في مباراته مع السد «إياباً» فإن مدرب الفريق «ريجي» لعب بتكتيك جيد, وبدهاء كروي رائع, ونتج عن ذلك الفكر التأهل لدور الأربعة, ولعل ريجي من خلال اللمسات الفنية والنفسية التي يقوم بها مع الفريق الهلالي ينبئ بمدرب قادر على التقدم بالهلال للأمام ومواصلة مسيرة حصد الذهب, ورغم أن الحكم بشكل مطلق على السيد ريجي مبكر إلا أن المؤشرات الأولية تقول إنه قادر على المنافسة مع فريق لم يعد ينقصه شيء, فاللاعبون المحليون يعدون من أفضل اللاعبين على مستوى السعودية, واللاعبون الأجانب وفقت الإدارة في اختياراتها لهم, فديغاو بعد أن تحسن مستواه أصبح يشكل مع كواك ثنائي رائع جداً, والاثنان يعدان سداً منيعاً أمام هجوم المنافسين, ووالمحور الروماني بينيلي رغم أنه في البداية إلا أنه قدم مستوى جيد, والواضح أن لديه الكثير ولكنه لم ينسجم مع الأجواء المحيطة به حتى الآن, وتبقى مشكلة بينتيلي مقارنته بابن جلدته «القصير الروماني» ميريل رادوي, وهذه مشكلة بعض الجماهير التي ينبغي أن تنسى رادوي, وإن لم تستطع نسيانه فعليها أن تحكم على بينتيلي من خلال ما يقدمه لا مقارنته برادوي, أما نيفيز فيكفي الاسم عن الحديث. بقي أن نقول, ناد خلفه عشاق مثل جمهور الهلال لا يمكن أن يتزعزع أو يغيب كثيراً عن منصات الذهب, فالعشاق الزرق لم يتركوا للمحايدين مجالاً للإشادة بغيرهم, فما فعلوه في مباراتي السد «ذهاباً وإياباً» يصعب تكراره على غيرهم, فالذهاب امتلأ ملعب الدرة من الشقردية, وكان مشهدهم في تلك اللحظات يجعلك تفتخر بناد مثل الهلال حتى وإن لم تكن تميل له, أما في مباراة الإياب, فيكفي أن نقول إن ما فعلوه لم ولن يستطيع فعله غيرهم, فالمباراة كانت على أرض السد وبين جماهير الهلال, وهذا ما أشار له لاعبو فريق السد وعلى رأسهم القائد طلال البلوشي, ولذلك نؤكد كما يؤكد غيرنا من «المحايدين» بأن الهلال هو النادي الوحيد الذي كلما تأخر وتراجع دفعته جماهيره إلى الأمام, وهذه خصلة حميدة قد تجعل البعض يحسد الهلال عليها.