ضرب صاحب السمو الملكي الأمير عبدالرحمن بن مساعد رئيس نادي الهلال أروع أمثلة الاحترافية الإدارية لدينا بالمملكة حين توسط برنامج مساء الرياضية الذي يشرف على تقديمه الإعلامي القدير عادل عصام الدين بمداخلة هاتفية.. وربما من الأفضل أن نسميها محاضرة هاتفية على الهواء مباشرة، فالأمير عبدالرحمن تحدث عن مجموعة من الأمور المتعلقة بالاحتراف في المملكة وآخر المستجدات المتعلقة به لدينا مع وضع المقارنات وضرب الأمثلة للتعامل الاحترافي بالخارج ومحليا مع التطرق لكيفية المحافظة على اللاعب وعلى ثبات مستواه والطرق الأنسب للمحافظة عليه.. والى الأهم والأهم في ذلك وهي نقطة ارتفاع المبالغ الاحترافية المطلوبة مقابل قلة الإنجاز والعطاء، وهذا فعلا ما يتحدث عنه واقع شارعنا الرياضي، فالصفحات الرياضية في الصحف والمجلات المحلية امتلأت بمطالب اللاعبين من مقدمات عقود إلى شروط تكاد تكون تعجيزية لأغلب النوادي لمحدودية الدخل.. وفوق كل ذلك لا يوجد من اللاعب أي منجز يستحق تلك المطالب.. أي بما عُبر عنه في ماضي أمثالنا العربية العريقة (أحشفا وسوء كيل). ففي واقع الأمر أن الأمير عبدالرحمن وضع بمداخلته أصبعه على جرح الكرة السعودية المؤلم والذي أبى أن يلتئم في السنوات الأخيرة رغم كل ما تقدمه رعاية الشباب من عناية باللاعبين ورغباتهم والحرص على تأمين حياتهم، ومع ذلك تجد منتخبنا الوطني الأول يقبع في الترتيب السادس والتسعين في ترتيب منتخبات العالم وهذا أمر معيب على كرة القدم السعودية التي تربعت على عرش أكبر قارات العالم على مدار أكثر من عقدين من الزمن، إلى أن وصلنا لمرحلة أن اللاعب السعودي الآن لا يستطيع أن يحصل حتى على ترخيص عمل في الدول الأوروبية للاحتراف بحكم أن من شروطها أن يكون اللاعب من ضمن المنتخبات السبعين الأولى.. وهذا ما قام الأمير عبدالرحمن بتوضيحه للإعلاميين الحاضرين في أستوديو البرنامج وللمشاهدين في المنازل وهو الأمر الذي يصيب كل مواطن قبل كل رياضي سواء أكان لاعبا أو مسئولا أو إعلاميا بالحزن الشديد على ما وصلت إليه كرتنا السعودية والتي نأمل في طور التحديث المستمر والدعم اللامحدود من لدن صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل أن تعود كسابق عهدها التي اشتاقت الجماهير لصداه ولا زالت بانتظار وصول صوته من جديد.