أراهن أن (جميل) هذا الموسم لن يكون جميلا فضائيا وورقيا فقط, بل سينتقل جماله للمستطيل الأخضر. لقد عاشت منافسات كرة القدم السعودية في السنوات الأخيرة في كنف الإعلام المرئي والمسموع والمقروء حكايات مثيرة وجميلة، ولكنها كانت بحق جنائز تنتظر التشييع في المستطيل الأخضر، لغياب المتعة والموهبة والفن والمهارة وحتى التنافس المثير إلا ما ندر. وأراهن أكثر أن العودة لكومة الصدارة ستعود، خلاف ما كان عليه في الموسم الماضي من كثرة الفرق التي تتصارع على البقاء، حيث كانت ظاهرة دخيلة على الدوري السعودي. بدون شك لقد ساهم النصر بلقبه في الموسم الماضي بإعطاء هذا (الجميل) رونقا خاصا دفع الفرق الكبيرة للتحرك بقوة لاستعادة مكانتها، وهذه حقيقة ثبتت من خلال استعدادات تلك الفرق (لجميل) الموسم الجديد. كل البوادر تشير لموسم مثير فنيا وجماهيريا وإعلاميا، والأخير موجود بكثافة في السنوات الماضية، والمطلوب أن يتواكب الجانبان الفني والجماهيري معه في انطلاقة الدوري هذا اليوم، والكتاب يقرأ من عنوانه، وجماهير الاتحاد أعطت الإشارة بتزاحمها لحضور مباراة الفتح في ملعب الجوهرة. أعتقد أن التنافس القديم الجديد بين الكبار بشأن الأكثر شعبية سيعود وبقوة هذا الموسم، وسيكون لأرقام الحضور التي ستعلن في كل مباراة ردة فعل لا تختلف عن ردة فعل الفوز أو الخسارة. (جميل) هذا الموسم يدخل مدججا بالعديد من أسلحة النجاح، وذخيرته تصوب في كل الاتجاهات، وتصيب أهدافها الإعلامية والجماهيرية والفنية بدقة، مما يعطينا تفاؤلا كبيرا بموسم مختلف في كل شيء. يبقى عامل قضاة الملاعب المطالبين بحماية هذه المكتسبات، فهم لا يمثلون التحكيم وحده، بل يمثلون (جميل) المرشح هذا الموسم ليكون أقوى دوري عربي بحق وحقيقة، وليس كلاما للاستهلاك، وهذه المسئولية يجب أن يستشعرها كل حكم تعطى له الثقة بإدارة كل مباراة بغض النظر عن اسماء الفرق. والمطلوب من اتحاد اللعبة ولجنة الحكام استشعار خطورة الاحتقان الذي تسببه صافرات (شاهد ما شفش حاجة) بين الجماهير، وتأثيرها على حالة التعصب التي بدأت تأكل الأخضر واليابس في الرياضة السعودية. لا أرى سببا مقنعا في عدم الاستعانة بالحكم الخليجي المميز خصوصا عندما تتراكم أخطاء الحكم المحلي، ولا أرى سببا مقنعا لإعطاء (المحلي) إدارة مباريات كثيرة مع كثرة أخطائه بسبب قلة الحكام الدوليين في منظومة قضاة الملاعب السعوديين، وأعتقد أن المطلوب هذا الموسم بالذات إزالة الاحتقان، أكثر من التفكير في صناعة (الحكام) حتى لا يفقد الجميع الثقة في الصافرة المحلية. ويبقى للجان اتحاد الكرة وخصوصا الانضباط والاحتراف دورها الكبير في إنهاء التناقض في الحالات المتشابهة، وتطبيق القانون بقسوة على (اللي ما عنده نفوذ وسلطة وإعلام وجمهور) وغض النظر عن تصرفات يدمى لها الجبين لمن يملك تلك المواصفات، ولعل مثل هذه القرارات المكتبية هي ما تؤثر سلبا في المستويات الفنية داخل المستطيل الأخضر، بسبب شعور البعض بالظلم والتجني عليه. نتمنى موسما جميلا لدوري (جميل).