ينطلق مؤتمر وقمة صناعة التعدين 2014 في الرياض خلال الفترة من 10 إلى 13 نوفمبر المقبل ويصاحبه معرض ضخم والعديد من ورش العمل والمحاضرات، وذكر قادة صناعات التعدين «إن السعودية في تسارع لوضع خطة تنمية لمواردها المعدنية في مبادرة من شأنها أن تسهل وتطور صناعات التعدين». وقال سلطان بن جمال شولي وكيل الوزارة للثروة المعدنية في وزارة البترول والموارد المعدنية في المملكة: «إن الهدف هو انشاء صناعات التعدين في المملكة ودعم خدماتها باعتبارها الركيزة الثالثة للاقتصاد السعودي بعد الهيدروكربونات والبتروكيماويات». مضيفاً: «لدينا المعادن والسوق والقدرة على اكتشافها، ونحن نتوجه الآن الى القطاع الخاص في المملكة والعالم لمساعدتنا في تحقيق هذه الأهداف». كما قال الدكتور زهير نواب، رئيس هيئة المساحة الجيولوجية السعودي : «ان الرواسب المعدنية في المملكة العربية السعودية موجودة في نطاق واسع وهي عديدة الأنواع، كما ان البحوث المعدنية ووكالة التنمية في جدة حظيت باحترام عالمي». وأضاف: «من جهة الغرب يوجد هيكل عصر ما قبل الكمبري المعروف باسم الدرع العربي، ويحتوي على معظم رواسب المعادن المعروفة في المملكة من الذهب والفضة والنحاس والزنك والحديد والمغنيزيوم، أما في شرق الدرع منطقة فانيروزك فتحتوي على موارد النفط والبوكسيت والفوسفات والطين والحجر الجيري ورمل السيليكا والحصى خفيف الوزن التي عملت على زيادة أهمية التنمية الصناعية في المملكة وتمثل رواسب على المستوى العالمي». وأشار خالد المضيفر، الرئيس التنفيذي لشركة التعدين السعودية (معادن) الشركة السعودية المساهمة والمسجلة للمعادن والتعدين الى ان «هناك إمكانيات ضخمة في الدرع العربي وتنوع هائل للمعادن في جميع أنحاء المملكة». وأضاف: «هناك مجهود كبير لإضافة مزيد من الاكتشافات وهذا يتطلب تطبيقات التقنيات الحديثة وخدمات دعم واسعة». وسيكون المتحدثون الرئيسيون في مؤتمر وقمة صناعة التعدين 2014 في المملكة: الشوالي ونواب والمضيفر، وسيعقد المنتدى والمعرض بتاريخ 10-13 نوفمبر في فندق الفيصلية في مدينة الرياض. ويتوقع منظمو القمة أن يصل عدد الحضور الى 4000 زائر من الوفود المحلية والدولية، وسيقدم مؤتمر السعودية لصناعة التعدين 2014 احدث الحقائق والأفكار حول الاتجاهات والفرص في مجال المعادن وسلسلة التوريد في المملكة، والتي سيتم مناقشتها من قبل أكثر من 100 متحدث من الحكومة وقطاع الأعمال في المملكة والعالم الخارجي. ويجري تنظيم هذه القمة من قبل ميد للفعاليات ومونتغومري ستار تحت رعاية معالي علي النعيمي وزير البترول والثروة المعدنية، حيث إنه سيقوم بافتتاح هذا الحدث بتاريخ 11 نوفمبر. وفي أواخر هذا العام سيبدأ أول منجم للبوكسيت في المملكة بسعة انتاج 4 ملايين طن سنوياً، وأول مصفاة للالومينيوم في المنطقة بسعة انتاج 1.8 مليون طن سنوياً، بالعمل جنباً الى جنب مع درفلة بسعة انتاج 380 الف طن سنويا في المدينة الصناعية المعدنية في رأس الخير على ساحل الخليج للمملكة. وهذا سيكمل برامج سلسلة القيمة لإنتاج البوكسيت التي يجري تطويرها من قبل شركة معادن بالشراكة مع شركة الكو الامريكية. ويعد مصهر شركة معادن للألمنيوم الذي ينتج 740 ألف طن سنويا الأول من العناصر الأربعة لمشروع (معادن-الكو) والذي بدئ العمل فيه عام 2012. وسيتم تسليم البوكسيت لمصهور الالومينا عبر السكة الحديد في الشمال والجنوب في المملكة والتي تربط منجم البوكسيت في منطقة البيظا مع رأس الخور. ويقول المضيفر : «سيكون افتتاح منجم معادن للبوكسيت والالومينا والدرفلة لحظة تاريخية لصناعة المعادن والتعدين في المملكة والشرق الأوسط بأكمله. هذا يعني ان المملكة ستمتلك أكبر مجمع للألمنيوم والأكثر فعالية ومتقدماً في العالم. ومن المتوقع ان هذه المشاريع ستدعم عشرات الآلاف من فرص العمل في الصناعات التحويلية والدعم. جدير بالذكر أن السكك الحديدية المعدنية والتي تمتلكها وقامت ببنائها مؤسسة السكك الحديدية قد بدأت تعمل حاليا، فهي تقوم بإيصال الفوسفات المنتجة من منجم الفوسفات في منطقة الجلاميد من قبل شركة معادن للفوسفات ( وهي مشروع مشترك مع شركة السعودية للصناعات الاساسية) إلى مجمع شركة معادن للفوسفات في منطقة راس الخير. وتشمل خطة شركة معادن للفوسفات مشروع الفوسفات الموحد «وعد الشمال»، الذي تبلغ تكلفته 7 مليارات دولار بالشراكة مع شركاء الأقلية سابك وموزييك، الذي من المقرر البدء فيه عام 2016 المرافق الجديدة ستكون جزءا من مشروع الملك عبدالله - مشروع «تنمية مدينة وعد الشمال». هذه المبادرات الرائدة في صناعة التعدين -البوكسيت والفوسفات- تدفع بسمعة المملكة القائمة منذ زمن كمصدر للذهب، والذي يتم استخراجه من «الدرع العربي» منذ ثلاثة آلاف سنة. اليوم، المملكة تنتج حوالي 140,000 أوقية في السنة من الذهب. ومن المتوقع أن ينمو الانتاج السنوي ليصل الى 500,000 على الأقل أوقية في عام 2022. ويتم الآن البحث عن آفاق جديدة. وقال المضيفر : «نحن نبحث ونقيم الموارد المعدنية الجديدة، كما اننا نقيم إمكانات العديد من المعادن الصناعية ورواسب المعادن الاساسية التي تشمل الطين المصهور ودوحة منخفضة من البوكسيت والكيانيت والغرانيت والحجر الجيري النقي والبوتاس والحديد الخام ، كما تشمل المعادن الاساسية التي لا تزال قيد النظر : النحاس والرصاص والزنك ورواسب النيكل والنحاس». وسينظر خلال قمة السعودية للمعادن والتعدين 2014 في كيفية عمل الوكالات الحكومية مع بعضها البعض بشكل سريع؛ لايصال حلول جذرية للاستفادة القصوى للمعادن في المملكة العربية السعودية. وقال النعيمي، وزير البترول والثروة المعدنية :«لقد اتخذت السعودية سلسلة من القرارات السياسية التي من شأنها رفع مستوى قوانين الاستثمار، التي ستؤدي الى فصل ديناميكي جديد في تاريخ صناعة التعدين والتنمية الاقتصادية».