تشهد السعودية نهاية هذا العام إطلاق العمل في أول منجم للبوكسيت بالمملكة، بسعة إنتاج 4 ملايين طن سنوياً، وأول مصفاة للألومينيوم في المنطقة بسعة إنتاج 1.8 مليون طن سنوياً. وكشف قادة صناعات التعدين في السعودية أن البلاد تسارع لوضع خطة تنمية لمواردها المعدنية في مبادرة من شأنها أن تسهل وتطور صناعات التعدين. وتنتج السعودية نحو 140,000 أوقية ذهب في السنة. ومن المتوقع أن ينمو الإنتاج السنوي ليصل إلى 500,000 أوقية على الأقل في عام 2022. وقال سلطان بن جمال شولي وكيل الوزارة للثروة المعدنية في وزارة البترول والموارد المعدنية في السعودية، إن الهدف هو إنشاء صناعات التعدين في السعودية، ودعم خدماتها باعتبارها الركيزة الثالثة للاقتصاد السعودي بعد الهيدروكربونات والبتروكيماويات، مضيفاً «لدينا المعادن والسوق والقدرة على اكتشافها، ونحن نتوجه الآن إلى القطاع الخاص في المملكة والعالم لمساعدتنا في تحقيق هذه الأهداف». وقال الدكتور زهير نواب رئيس هيئة المساحة الجيولوجية السعودية، إن «الرواسب المعدنية في المملكة موجودة في نطاق واسع، وهي عديدة الأنواع». وأضاف «من جهة الغرب، يوجد هيكل عصر ما قبل الكمبري المعروف باسم الدرع العربي، ويحتوي على معظم رواسب المعادن المعروفة في السعودية من الذهب والفضة والنحاس والزنك والحديد والمغنيزيوم، أما في شرق الدرع (منطقة فانيروزك) فتحتوي على موارد النفط والبوكسيت والفوسفات والطين والحجر الجيري ورمل السيليكا والحصى خفيف الوزن، التي عملت على زيادة أهمية التنمية الصناعية في المملكة وتمثل رواسب على المستوى العالمي. وأشار خالد المديفر الرئيس التنفيذي لشركة التعدين السعودية (معادن) الشركة السعودية المساهمة والمسجلة للمعادن والتعدين، إلى أن هناك إمكانات ضخمة في الدرع العربي وتنوعاً هائلاً للمعادن في جميع أنحاء المملكة». وأضاف: «هناك مجهود كبير لإضافة مزيد من الاكتشافات، وهذا يتطلب تطبيقات التقنيات الحديثة وخدمات دعم واسعة». وسيكون المتحدثون الرئيسون في مؤتمر وقمة صناعة التعدين 2014 في السعودية هم: الشوالي ونواب والمديفر، وسيُعقد المنتدى والمعرض في الفترة من 10 إلى 12 نوفمبر المقبل، في فندق الفيصيلية بمدينة الرياض. ويتوقع منظمو القمة أن يصل عدد الحضور إلى 4000 زائر من الوفود المحلية والدولية، وسيقدم مؤتمر السعودية لصناعة التعدين 2014 أحدث الحقائق والأفكار حول الاتجاهات والفرص في مجال المعادن وسلسلة التوريد في المملكة، بالإضافة إلى أكثر من 100 متحدث من الحكومة وقطاع الأعمال في المملكة العربية السعودية والعالم الخارجي. ويجري تنظيم هذه القمة من قِبل ميد للفعاليات ومونتجومري ستار، تحت رعاية المهندس علي النعيمي وزير النفط والثروة المعدنية، إذ سيقوم بافتتاح هذا الحدث بتاريخ 11 نوفمبر المقبل. وسيرتفع النشاط في مجال صناعة التعدين في السعودية ليصل أوجه في 2014. وفي أواخر هذا العام، سيبدأ أول منجم البوكسيت في المملكة بسعة إنتاج 4 ملايين طن سنوياً، وأول مصفاة الألومينيوم في المنطقة بسعة إنتاج 1.8 مليون طن سنوياً، بالعمل جنباً إلى جنب مع درفلة بسعة إنتاج 380 ألف طن سنوياً في المدينة الصناعية المعدنية في رأس الخير على ساحل الخليج للسعودية. وسيكمل برامج سلسلة القيمة للمملكة العربية السعودية لإنتاج البوكسيت، التي يجري تطويرها من قِبل شركة معادن بالشراكة مع شركة ألكو الأمريكية. ويعد مصهر شركة معادن للألومنيوم الذي ينتج 740 ألف طن سنوياً، الأول من العناصر الأربعة للمشروع (معادن-ألكو)، الذي بدأ العمل فيه عام 2012. وسيتم تسليم البوكسيت لمصهور الألومينا عبر سكك الحديد في الشمال والجنوب في السعودية، التي تربط منجم البوكسيت في منطقة البيظا مع رأس الخور. ويقول المديفر: «سيكون افتتاح منجم معادن للبوكسيت والألومينا والدرفلة لحظة تاريخية لصناعة المعادن والتعدين في السعودية والشرق الأوسط بأكمله. هذا يعني أن السعودية ستمتلك أكبر مجمع للألومنيوم والأكثر فعالية، وهو متقدم في العالم. ومن المتوقع أن تدعم هذه المشاريع عشرات الآلاف من فرص العمل في الصناعات التحويلية والدعم. وستعمل السكك الحديدية المعدنية في السعودية بإيصال الفوسفات المنتجة من منجم الفوسفات في منطقة الجلاميد من قِبل شركة معادن للفوسفات (وهي مشروع مشترك مع شركة السعودية للصناعات الأساسية) إلى مجمع شركة معادن للفوسفات في منطقة رأس الخير. وتشمل خطة شركة معادن للفوسفات مشروع الفوسفات الموحد (وعد الشمال)، الذي تبلغ تكلفته 7 مليارات دولار، بالشراكة مع شركاء الأقلية سابك وموزييك، الذي من المقرر البدء فيه عام 2016. المرافق الجديدة ستكون جزءاً من مشروع الملك عبدالله (مشروع تنمية مدينة وعد الشمال). وتدفع هذه المبادرات الرائدة في صناعة التعدين -البوكسيت والفوسفات– بسمعة المملكة القائمة منذ زمن كمصدر للذهب، الذي يتم استخراجه من «الدرع العربي» منذ 3 آلاف سنة. وقال المديفر: «نحن نبحث ونقيّم الموارد المعدنية الجديدة، كما أننا نقيّم إمكانات عديد من المعادن الصناعية ورواسب المعادن الأساسية التي تشمل الطين المصهور ودوحة منخفضة من البوكسيت والكيانيت والجرانيت والحجر الجيري النقي والبوتاس والحديد الخام، كما تشمل المعادن الأساسية التي لا تزال قيد النظر: النحاس والرصاص والزنك ورواسب النيكل والنحاس». وسينظر خلال قمة السعودية للمعادن والتعدين 2014 في كيفية عمل الوكالات الحكومية مع بعضها بعضاً بشكل سريع، لإيصال حلول جذرية للاستفادة القصوى من المعادن في السعودية. وقال المهندس النعيمي: «لقد اتخذت السعودية سلسلة من القرارات السياسية، التي من شأنها رفع مستوى قوانين الاستثمار، التي ستؤدي إلى فصل ديناميكي جديد في تاريخ صناعة التعدين والتنمية الاقتصادية».