قررت السلطات الصحية الامريكية زيادة مساعداتها بالطواقم والمعدات لنيجيريا التي اعلنت "حالة الطوارئ الصحية" لمكافحة ايبولا، بينما تحدثت السلطات الصحية في كندا عن عزل مريض ظهرت عليه اعراض الحمى النزفية التي يسببها هذا الفيروس. وكان الرئيس النيجيري غودلاك جوناثان اعلن الجمعة "حالة الطوارئ الصحية" لمكافحة فيروس ايبولا الذي اصيب به 9 اشخاص توفي منهم اثنان في البلاد. وقالت الرئاسة في بيان: ان "مراقبة فيروس ايبولا والسيطرة عليه تدعوان الى حالة طوارئ صحية". ووافق الرئيس النيجيري على خطة خاصة للتدخل وتحريك 1,9 مليار نايرا (11,67 مليون دولار) لمكافحة المرض في نيجيريا، البلد الاكثر اكتظاظا بالسكان في افريقيا. وفي واشنطن قال الناطق باسم المراكز الفدرالية الاميركية لمراقبة الامراض والوقاية منها، لوكالة فرانس برس: "بدأنا تعزيز طواقمنا في لاغوس". واضاف توماس سكينر: "نحن قلقون جدا بشأن لاغوس وخطر العدوى؛ لأن لاغوس - ونيجيريا - لم يسجلوا أي اصابات بإيبولا من قبل". ونيجيريا هي البلد الرابع الذي تسجل اصابات فيه بالفيروس الذي ينتشر في غرب افريقيا منذ مارس. لكن انتشاره الاكبر سجل في سيراليون وغينيا وليبيريا. وأدى الفيروس الذي ظهر للمرة الاولى في 1976 الى وفاة حوالى الف شخص من اكثر من 1700 اصيبوا به. تحرك أمريكي وأعلنت الوكالة الاميركية لمساعدات التنمية (يو اس ايد) تحريك 12 مليون دولار لمحاولة تطويق المرض، وستستخدم هذه الاموال من قبل المراكز الفدرالية الاميركية والصليب الاحمر في الدول المتضررة ومن اجل تمويل شراء مواد بما فيها 105 آلاف من معدات حماية العاملين في القطاع الطبي. وأكد سكينر ان طواقم المراكز الاميركية منتشرون في كل الدول التي سجلت فيها اصابات، وهناك عدد من الموظفين الاميركيين في نيجيريا. وتابع: "ساعدنا الناس في لاغوس على اقامة مركز عملاني يشبه ما نفعله هنا (في الولاياتالمتحدة)، ليتاح تنظيم ادارة البلاد في مواجهة هذا الوباء". وقاية من جهته، دعا الرئيس النيجيري السكان الى تجنب اي تجمع كبير من اجل منع تفشي الفيروس. وقال: انه "على المجموعات السياسية والدينية والعائلات والجمعيات والمنظمات ألا تدعو الى تجمعات ونشاطات تؤدي الى الاقتراب من مصابين وتشكل مجازفة". وكلف وزارة الصحة الفدرالية "التأكد من ان كل الاجراءات الممكنة اتخذت لاحتواء فيروس ايبولا بنجاح وفقا للمواثيق الدولية". وأمر بالوقف الفوري لنقل جثث المصابين. وقال: "يجب ان تبلغ السلطات المختصة بكل الوفيات ويجب اتخاذ اجراءات وقائية خاصة لنقل الجثث". ودعا السكان الى الكف عن نشر معلومات مغلوطة حول الفيروس "يمكن ان تؤدي الى هستيريا جماعية وحالة هلع وتلاعب، بما في ذلك معلومات لم يتم التحقق منها حول الوقاية والعلاج والشفاء وانتشار الفيروس". وكانت واحدة من الشائعات سرت على الانترنت وعبر الرسائل النصية في الساعات ال24 الماضية تفيد بأن مزيجا من المياه الساخنة والملح يحمي من الفيروس ويشفي منه. وهذا ما نفاه خبراء الصحة. من جهة اخرى، دعا الرئيس النيجيري مسؤولي المدارس العامة والخاصة الى التفكير في تمديد العطلة الحالية، الى ان "تجري عملية اعادة تقييم وطنية للوباء". وكان وزير الصحة النيجيري اونييبوشي شوكوو اعلن الجمعة عن اصابتين جديدتين بفيروس ايبولا، ما يرفع الى تسعة عدد الذين اصيبوا بالمرض توفي اثنان منهم. وقال: "لدينا اصابتان مؤكدتان اضافيتان. الحصيلة باتت حاليا تسع اصابات مؤكدة ادت اثنتان منها الى الوفاة". مناطق جديدة وفي كندا، اعلنت السلطات الصحية في مقاطعة اونتاريو عزل مريض عاد مؤخرا من نيجيريا بعدما ظهرت عليه عوارض الحمى النزفية التي يسببها فيروس ايبولا. وقال المستشفى في برامبتن في بيان: ان "مريضا عاد مؤخرا الى كندا من نيجيريا حضر الى مركز الاسعاف في مستشفى وليام اوسلر مصابا بحمى وعوارض اخرى". واضاف: ان مركز العلاج هذا اتخذ للوقاية، اقصى الاجراءات لمراقبة الاصابات في مركز الاسعاف "بما في ذلك عزل المريض". وتقرر هذا الحجر الصحي بسبب العوارض التي ظهرت على المريض وعودته من نيجيريا، حيث سجلت تسع اصابات مؤكدة بالمرض. وقال الطبيب غراهام بوليت من ادارة الصحة العامة: ان اختبارات تجري حاليا لمعرفة ما اذا كان المريض مصابا بالحمى النزفية او بمرض يسبب العوارض نفسها مثل الملاريا. وأكد هذا الطبيب ان "المراكز الصحية في اونتاريو مستعدة للتحرك اذا وصل مريض تبدو عوارض مرض مثل ذاك الذي يسببه فيروس ايبولا". وأكد انه "لا اصابات بإيبولا الى اليوم في اونتاريو والخطر يبقى ضعيفا". من جهته، قال وزير الصحة الكندي ايريك هوسكينز: ان كل الاجراءات اللازمة اتخذت منذ بدء تفشي المرض في غرب افريقيا. وأضاف: "استنادا الى التجربة والدروس المستخلصة من وباء انفلونزا الطيور، تملك مستشفياتنا انظمة متطورة لمراقبة الامراض المعدية"، مؤكدا ان هذه المراكز الصحية "مزودة بالكامل لمواجهة احتمال ظهور اصابات بإيبولا". وأكدت السلطات بذلك رسميا ما ذكرته وسائل اعلام كندية عن شخص عاد مؤخرا من نيجيريا ظهرت عليه اعراض ايبولا عزل الجمعة في احد المستشفيات الكندية. وأعلنت منظمة الصحة العالمية الجمعة ان مرض ايبولا الذي ينتشر بسرعة في غرب افريقيا حيث ادى الى وفاة نحو الف شخص يستدعي "حالة طوارئ في مجال الصحة العامة على مستوى العالم". وقالت المنظمة في بيان: ان لجنة الطوارئ التابعة لها التي اجتمعت الاربعاء والخميس في جنيف "تجمع على اعتبار ان الظروف متوافرة لاعلان حالة طوارئ في مجال الصحة العامة على مستوى عالمي".