أعلن الرئيس النيجيري غودلاك جوناثان ليل الجمعة - السبت «حالة الطوارئ الصحية» لمكافحة فيروس إيبولا، الذي أودى بحياة شخصين في بلده، بينما قررت السلطات الصحية الأميركية زيادة مساعداتها بالطواقم والمعدات لنيجيريا. وأغلقت غينيا حدودها مع سيراليون وليبيريا أمس في محاولة لوقف تفشي الفيروس المميت. وأعلنت السلطات أن 367 شخصاً على الأقل لاقوا حتفهم في غينيا بسبب الفيروس منذ آذار (مارس) الماضي في حين يعالج 18 شخصاً آخرين. وأوضح وزير الصحة ريمي لاما أن الحدود «أغلقت موقتاً بسبب الأنباء التي تلقيناها من هناك أخيراً». وقال وزير التعاون الدولي مصطفى قطب سانو إن هذه الإجراءات اتخذت بالتشاور مع البلدين الجارين. وقال توماس سكينر، الناطق باسم المراكز الفيديرالية الأميركية لمراقبة الأمراض والوقاية منها: «نحن قلقون جداً في شأن خطر العدوى في نيجيريا، لأن أي إصابة بإيبولا لم تسجل سابقاً فيها». وأكدت الوكالة الأميركية لمساعدات التنمية (يو أس آيد) تخصيص 12 مليون دولار لمحاولة تطويق المرض الذي حصد منذ بداية السنة حوالى ألف ضحية من أكثر من 1700 إصابة، معظمها في سييراليون وغينيا وليبيريا. وستستخدم المراكز الفيديرالية الأميركية والصليب الأحمر في الدول المتضررة هذه الأموال لشراء مواد بما فيها 105 آلاف من معدات حماية العاملين في القطاع الطبي. وكانت منظمة الصحة العالمية أعلنت الخميس أن مرض إيبولا يستدعي «حال طوارئ صحية في العالم». إجراءات احتواء للفيروس وقالت الرئاسة النيجيرية في بيان إن «مراقبة الفيروس والسيطرة عليه تدعوان إلى حالة طوارئ صحية». كما وافق الرئيس النيجيري على خطة خاصة للتدخّل وتحريك 11.67 مليون دولار) لمكافحة المرض في نيجيريا البلد، الأكثر اكتظاظاً بالسكان في إفريقيا. ودعا السكان إلى تجنّب أي تجمّع كبير لمنع تفشّي الفيروس. وقال إن «على المجموعات السياسية والدينية والعائلات والجمعيات والمنظمات ألا تدعو إلى تجمّعات ونشاطات تؤدي إلى الاقتراب من مصابين وتشكّل مجازفة». وكلّف وزارة الصحة الفيديرالية «التأكد من أن الإجراءات الممكنة اتخذت لاحتواء فيروس إيبولا بنجاح وفقاً للمواثيق الدولية». وأمر جوناثان بالوقف الفوري لنقل جثث المصابين. وقال: «يجب أن تبلّغ السلطات المختصة بالوفيات ويجب اتخاذ إجراءات وقائية خاصة لنقل الجثث»، داعياً السكان إلى الكف عن نشر معلومات مغلوطة حول الفيروس «يمكن أن تؤدي إلى هستيريا جماعية وحالة هلع وتلاعب بما في ذلك معلومات لم يتم التحقق منها حول الوقاية والعلاج والشفاء وانتشار الفيروس». وكانت واحدة من الإشاعات سرت على الإنترنت وعبر الرسائل النصية تفيد أن مزيجاً من المياه الساخنة والملح يحمي من الفيروس ويشفي منه. وهذا ما نفاه خبراء الصحة. إلى ذلك، دعا الرئيس النيجيري مسؤولي المدارس إلى التفكير في تمديد العطلة الحالية إلى أن «تجري عملية إعادة تقويم وطنية للوباء». وكان وزير الصحة النيجيري أونييبوشي شوكوو، أعلن أول من أمس عن إصابتين جديدتين ما يرفع إلى 9 عدد الذين أصيبوا بالمرض توفي اثنان منهم. في كندا، أعلنت السلطات الصحية في مقاطعة أونتاريو عزل مريض في «مستشفى وليام أوسلر» عاد أخيراً من نيجيريا بعدما ظهرت عليه عوارض الحمى النزفية التي يسببها فيروس إيبولا. وقال الطبيب غراهام بوليت من إدارة الصحة العامة، إن اختبارات تجرى لمعرفة ما إذا كان المريض مصاباً بالحمى النزفية أو بمرض يسبب العوارض نفسها، مثل الملاريا، جازماً أن «لا إصابات بإيبولا إلى اليوم في أونتاريو والخطر يبقى ضعيفاً». وأكد وزير الصحة إيريك هوسكينز أن الإجراءات اللازمة اتخذت منذ بدء تفشّي المرض في غرب إفريقيا. وأضاف: «إستناداً إلى التجربة والدروس المستخلصة من وباء إنفلونزا الطيور، تملك مستشفياتنا أنظمة متطورة لمراقبة الأمراض المعدية، ومزودة بالكامل لمواجهة احتمال ظهور إصابات بإيبولا».