يتم السيطرة على الانخفاض في السندات العراقية الصادرة بالدولار منذ شهر حزيران (يونيو)، عندما قام المتشددون باجتياح الكثير من منطقة شمال البلاد، من خلال عائدات النفط المرتفعة مع زيادة الصادرات في الجنوب. العائد على السندات العراقية الصادرة بالدولار التي يقع تاريخ استحقاقها في كانون الثاني (يناير) عام 2028 ارتفع بنسبة 114 نقطة أساس ليصبح 7.43% منذ هبوطه إلى أدنى مستوى منذ 16 شهراً يوم التاسع من حزيران (يونيو)، وذلك وفقاً لبيانات جمعتها بلومبيرج. يبقى المعدل أدنى من ارتفاع هذا العام البالغ 7.74% في شهر شباط (فبراير)، ومقارنة مع زيادة بقيمة 30 نقطة أساس في مؤشر جيه بي مورجان تشيس لعائدات السندات السيادية العالمية للأسواق الناشئة. وفي حين أن المتمردين من داعش، وهي فرع من تنظيم القاعدة، قد استولوا على حقول النفط وسيطروا على أكبر سد في البلاد مع تهديدهم لحكومة رئيس الوزراء نوري المالكي، فإن معظم إنتاج الدولة يتدفق بدون انقطاع في الجنوب الغني بالنفط. حيث ازدادت مبيعات النفط الخام بنسبة 5% الشهر الماضي لتصبح 2.44 مليون برميل يومياً. قال جوفري بات، العضو المنتدب في صندوق فرات العراق الذي تبلغ قيمته 110 ملايين دولار، في رسالة بالبريد الإلكتروني من نيويورك: «إن قلب صناعة النفط في العراق - والمحرك الاقتصادي للبلاد - موجود في الجنوب، بعيداً عن آخر مغامرة عسكرية لداعش. في شهر تموز (يوليو)، حققت العراق 7.8 مليار دولار من صادرات النفط الجنوبي، هذا يعني أن صادرات شهر واحد بإمكانها شراء إصدار السندات بالكامل تقريباً ثلاث مرات». يشكّل تقدّم مقاتلي داعش، الذين استولوا على مدينة الموصل الشمالية في شهر حزيران (يونيو)، التهديد الأكبر على حكومة العراق منذ غزو عام 2003 بقيادة الولاياتالمتحدة الذي أطاح بالزعيم السابق صدام حسين. قال مسؤولون محليون، وأحد الموظفين في الموقع اليوم: إن المتمردين استولوا على سد الموصل، وهو الأكبر في البلاد. إن السيطرة على السدود قد تعمل على تمكين الجماعات الجهادية من إغراق المناطق القريبة من بغداد والموصل. وقالت شركة النفط الشمالية التي تديرها الدولة في الثالث من آب (أغسطس)، إن المتشددين استولوا على حقلين من حقول النفط هذا الشهر مع ناتج مجموعه 30 ألف برميل يومياً. تراجعت الأسهم في البورصة العراقية بنسبة 2.7% اليوم في بغداد، وهو أدنى إقفال لها منذ عام 2009 على الأقل. محيي الدين قرنفل، كبير الإداريين الاستثماريين للصكوك العالمية وقسم الدخل الثابت للشرق الأوسط وشمال إفريقيا في شركة فرانكلين تيمبلتون للاستثمارات في الشرق الأوسط، قال في رسالة عبر البريد الإلكتروني من دبي: «إن أسعار السندات في العراق تتصرف بناء على الظروف الأمنية المتدهورة والاعتبارات السياسية المعقدة. حتى الآن لم تقم الأسواق بعد باحتساب الصادرات المنخفضة من النفط أو انهيار السندات السيادية. وهذا يعد، من وجهة نظرنا، تقييماً معقولاً بحسب الظروف الحالية». تقوم العراق بتصدير كامل نفطها تقريباً، باستثناء النفط الخام الذي تم إنتاجه في المنطقة الكردية المتمتعة بحكم شبه ذاتي، بواسطة ناقلات عبر الخليج العربي، بعيداً عن المكان الذي استولى فيه المتمردون على الأراضي. جينيل للطاقة، وهي أكبر شركة إنتاج نفط في المنطقة الكردية، واثقة أن المنطقة الشمالية ستحتفظ بصادرات دون عائق خاصة بها، وقال جوليان ميثيريل، كبير الإداريين للمالية في الشركة، في مقابلة في الخامس من آب (أغسطس)، إن الشركة تنوي شحن 20 ألف برميل يومياً عبر خط أنابيب في النصف الثاني من العام. وفقاً لبيانات جمعتها بلومبيرج، قامت العراق بضخ 3 ملايين برميل يومياً من النفط الخام في شهر تموز (يوليو)، وهو ما يجعل العراق يأتي في المرتبة الثانية بعد المملكة العربية السعودية بين البلدان الأعضاء في منظمة أوبك. ووفقاً لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية، تحتفظ العراق بخامس أكبر احتياطات نفط في العالم. ويتوقع صندوق النقد الدولي أن الاقتصاد العراقي سيتوسّع بنسبة 5.9% هذا العام، وهو معدل أسرع من أي بلد آخر في الشرق الأوسط. قال ستيورات كالفرهاوس، كبير الاقتصاديين في بنك «إيكزوتيكس» الاستثماري، في مكالمة هاتفية من لندن: «إلى حد ما، يعتقد المستثمرون أنه من الناحية السياسية ما يزال العراق بلداً يميل نحو الغرب وسيستمر في سياسته التقليدية. رغم الموقف الصعب في العراق، إلا أننا لا نرى المستثمرين الآن يتخلصون من السندات العراقية.»