قالت دول منظمة الأوبك التي تمثل 94 في المائة من إنتاج المجموعة: إنها تشعر بالراحة من العرض والطلب في أسواق النفط العالمية قبل الاجتماع في فيينا اليوم لاتخاذ قرار بشأن حد الإنتاج الجماعي. وزراء النفط من أنجولا والإكوادور والكويت وفنزويلا قالوا جميعاً : إنهم يتوقعون أن منظمة الأوبك ستقوم بإعادة التفاوض على سقف إنتاجها الحالي البالغ 30 مليون برميل يومياً. كما قالت كل من السعودية وليبيا ونيجيريا والإمارات العربية المتحدة: إن العرض والطلب متطابقان بشكل جيد، وقال وزير النفط العراقي: هناك مؤشرات على أن الحد سيبقى كما هو، في حين أن نظيره الإيراني لم يتوقع أيضاً أي تغيير. تُظهر بيانات جمعتها بلومبيرج، أن الدول العشر شكلت حوالي 28.2 مليون برميل يومياً من الإنتاج في شهر (مايو)، في حين بلغ إنتاج المجموعة المشترك حوالي 30 مليون برميل. ورفض وزراء من الجزائر وقطر التعليق على سوق النفط أو إنتاج منظمة الأوبك وقت وصولهم فيينا أمس. كما تُظهر البيانات أنه يتم التداول بنفط برنت، وهو المؤشر المرجعي الأوروبي، بأكثر من 100 دولار للبرميل لمدة عام، وهي الأقل تقلباً على الإطلاق. مع ذلك، ستكون هناك ضغوط على السعودية لإنتاج كميات قياسية في النصف الثاني من العام وذلك لتغطية انقطاع واضطراب الإمدادات من ليبيا وإيرانوالعراق. قال أوليفر جيكوب، العضو المنتدب في شركة بتروماتريكس الاستشارية، والتي مقرها سويسرا، في تقرير يوم أمس: «إن منظمة الأوبك لا تملك أي حافز لتغيير أي شيء عندما يكون عليها أيضاً التعامل مع عدم اليقين بشأن ليبيا وإيران، كما أن إنتاج المنظمة يتطابق حالياً مع حصصها الرسمية». التلقب التاريخي استقر خام برنت عند 109.52 دولار للبرميل في البورصة الأوروبية ICE للعقود الآجلة، في لندن أمس. وكانت آخر مرة هبط فيها سعر برنت أثناء التداولات اليومية إلى ما دون 100 دولار للبرميل هي في الرابع والعشرين من يونيو من السنة الماضية. وقد تراجع التقلب التاريخي عند 20 يوماً لخام برنت إلى 7.2 في المائة في الثاني من يونيو الحالي، وهو أدنى مستوى منذ أن بدأت التداولات في البورصة في عام 1988، وفقاً لبيانات من تجميع أخبار بلومبيرج. سيلتقي وزراء من 12 دولة من أعضاء منظمة الأوبك اليوم لاتخاذ قرار ما إذا كان الحد الرسمي المعمول به حالياً والبالغ 30 مليون برميل يجب أن يبقى كما هو. قال وزير النفط السعودي، علي النعيمي، وفقاً لوكالة الأنباء السعودية الرسمية: إن السوق متوازنة وأسعار النفط الخام مناسبة لكل من المنتجين والمستهلكين. وفي حين أن حد الإنتاج لمنظمة الأوبك قد لا يتغيّر، لكن العبء يتزايد على المملكة العربية السعودية لتلبية الطلب. وفقاً لوكالة الطاقة الدولية، تقلّص الإنتاج اليومي في العراق بنسبة 8 في بالمائة منذ وصوله مستوى قياسياً دام 35 عاماً بلغ 3.6 مليون برميل في شهر (فبراير) وسط خلافات سياسية وتفجيرات خطوط الأنابيب. فقد استولى المقاتلون المتشددون في دولة الإسلامي بالعراق وبلاد الشام على مدينة الموصل بعد قتال القوات الحكومية للسيطرة على المدينة الواقعة شمال العراق. إيران وليبيا انخفض الإنتاج في ليبيا إلى عُشر القدرة الإنتاجية التي كانت سائدة قبل الصراع بسبب احتجاجات في حقول النفط واضطرابات في محطات التصدير. كما قد تواجه إيران في شهر (يوليو) نهاية فترة إعفائها من العقوبات الدولية، التي خفضت صادرات النفط، في حال لم تتمكن من التوصل إلى اتفاق أوسع بشأن برنامجها النووي. وقال وزير النفط الإيراني، بيجان نامدار زنجنه، حال وصوله فيينا في وقت متأخر من يوم أمس: «هناك كمية كافية من النفط في السوق في الوقت الحالي والأسعار متوازنة». قد تحتاج المملكة العربية السعودية - أكبر بلد مُصدّر للنفط في العالم - إلى إنتاج كمية غير مسبوقة من النفط الخام تبلغ 11 مليون برميل يومياً في وقت لاحق من هذا العام؛ وفقاً للشركة الاستشارية القائمة في لندن، إينرجي أسبيكتس. كما تتوقع شركة بحوث أخرى - وهي IHS - إنتاج حوالي 10.3 مليون برميل، في حين أن بنك سوسييتيه جنرال يتوقع إنتاجاً يتراوح بين 10.2 مليون إلى 10.5 مليون برميل يومياً في الربع الثالث. أمريتا سين، كبيرة المحللين لأسواق النفط في شركة إينرجي أسبيكتس، قالت في تقرير عبر البريد الإلكتروني في التاسع من حزيران (يونيو): «إن العبء سيقع في المقام الأول على السعودية، الأمر الذي يمكن أن يشكّل خطراً متزايداً على الأسعار، في حال تزامن انخفاض القدرة الإنتاجية الفائضة مع المزيد من التعطيلات المفاجئة. إن الخطر الحقيقي اليوم هو أن التركيز على السوق يصبح على المدى القصير بحيث لا تتم ملاحظة بعض هذه التغييرات الهيكلية».