يدرك قادة اسرائيل ان وحشيتها التي تمارس ارتكابها ضمن مسلسلها الدموي في غزة الصامدة استطاعت ان تقلل من تعاطف العالم الغربي معها حتى داخل كيانها الصهيوني.. وعلى الاخص مع وقوع قتلى في صفوف قواتها الزاحفة بوحشية عليها، وما حدث بعد ذلك من خروج مظاهرات داخل الكيان الصهيوني نفسه، والعديد من دول العالم يعزز هذا الرأي تماما. فها هي الصحف الغربية تندد بوحشية اسرائيل البربرية، بل قامت بعض الدول بسحب سفرائها من تل ابيب! بل أبكت همجية اسرائيل ومشاهد مسلسل القتل اليومي والضحايا الذين باتوا بالمئات رئيسة البرازيل! ومما أسفر عن انتصار كبير حققته غزة وصمودها رغم معاناتها ومأساتها المستمرة حتى اليوم خصوصا وهي فقدت الكثير من ابنائها ودمرت بنيتها التحتية التي كانت تعتمد عليها فيما مضى من اجل حياة كريمة لمواطنيها العزل، مواطنيها محدودي الدخل والذين يعتمدون في الكثير من حياتهم على الاعانات الخارجية. كل هذا وذاك يجعل العالم يتساءل: لماذا تفعل هذا اسرائيل في هذا الوقت بالذات؟.. هل هي تريد ان تستعرض قوتها؟ في وقت العالم العربي والإسلامي يعيشان فيه ايام رمضان المباركة وبعض الدول العربية تعاني من احداث مؤسفة. مع بروز المدعوة (داعش) والتي يقال انها صنيعة استخباراتها من أجل إشغال العالم العربي فوق ما هو مشغول بهمومه المختلفة! فكان العدوان الغادر على غزة، في الشهر الكريم دليلا على الحقد والعداء على الامة العربية، وهذا العدوان الذي رفضته مختلف دول العالم بل أنها صوتت ضده، عدا اميركا، فكانت اسرائيل وأميركا جمعتهما نقائصهما وعوراتهما مع عورات الحاقدين على امتنا العربية فأخذ كل منهم نصيبه في ممارسة العدوان وحصته من الاوصاف، فانتشرت في مختلف الوسائل الاعلامية والمواقع الاجتماعية، وساهمت التقنية الحديثة في نشر صور العدوان البشع! وطوال الايام الماضية وما زالت وكالات الانباء وأعمدة الصحف وزوايا الكتاب تسود الصفحات بالكتابات المعبرة عن الجحيم الذي تعرضت له غزة، ولم تعجز بعض المواقع عن الاستنساخ والتحليل اعتمادا على ما تشاهده من صور وما تبثه القنوات الاخبارية من افلام مرعبة عن مسلسل اسرائيل الدموي في غزة. وإبرازها المذابح، وهدم البيوت على ساكنيها، فكانت هذه الحرب العدوانية وغير المتكافئة، فأبرزت بوضوح قوات العدو المدجج بأحدث الاسلحة والعتاد! وهو يجتاح اراضي غزة، بدون إحم أو دستور، تمهيدا ومشاركة في مخططها الصهيوني لضرب وتصفية المقاومة الفلسطينية ورجالها البواسل في غزة. ومحاولة محاصرتها كما فعلت سابقا في لبنان، وذبح المقاومة الفلسطينية فيها. وبالرغم من ان العالم كل العالم يتابع بحزن ما تنقله وسائل الاعلام المختلفة ويقرأ ويسمع ما يستجد من احداث ووقائع يندى لها الجبين، فهو على علم مسبق بأن الكيان الصهيوني، ومن خلال قادته امثال (نتن. ياهو) هدفهم الدائم هو محاولة إفناء وتدمير فلسطين. مهما كانت مبرراتهم فالعدوان الغاشم يظل عدوانا رغما عن كل المحاولات لتغليفه بمقولة الدفاع عن النفس! بل الدائرة باتت اوسع من ذي قبل حيث ازداد العدوان حدة، لكن اسرائيل تنسى بل تتناسى ان الشعب الفلسطيني ناضل عبر السنين الماضية ضد الاحتلال وما زال نضاله مستمرا في كفاحه ونضاله وصموده لاسترداد اراضيه المغتصبة. ولن يكون مصير اسرائيل افضل من مصير اعداء حرية وكرامة واستقلال المواطن في مختلف دول العالم التي قاومت وجاهدت وحققت انتصاراتها على اعدائها وهذا ما يفعله المواطن الفلسطيني. اليوم يعيش (نتن ياهو) اياما عصيبة وهو يشاهد حجم وقدرة الانسان الفلسطيني الذي ضحى بالكثير من اجل كرامته وحريته وهو يقاوم جحافل العدوان، ويطالع بأم عينيه من خلال ما تنقله له وسائل اعلامه من صور تجسد شجاعة وبسالة ابناء فلسطين الكبار والصغار، بل ان ذاكرته تسترجع اطفال الانتفاضة وبالكيفية التي تصورهم وهم يقاومون آلياته وأسلحته الفتاكة. وهكذا يعيد التاريخ نفسه وهو يشاهد بسالة ابناء غزة امام مسلسله الدموي!.