شرعت وزارة الثقافة البحرينية بتنفيذ مشروع «طريق اللؤلؤ» في محافظة المحرق والذي يمتد على مسافة 3.5 كيلومتر، وسيتم بموجبه ترميم وإعادة تأهيل 15 مبنى تاريخيا بالمحرق مدرجا في قائمة التراث الإنساني العالمي لمنظمة اليونسكو. ويخلد الطريق سيرة حياة الغواصين البحرينيين، حيث كان اللؤلؤ عصب الحياة في البحرين، واعتمد أهل الجزيرة سابقاً عليه كلياً في معيشتهم وذلك لعدة قرون، بنى خلالها المجتمع نظاماً اقتصادياً وثقافياً واجتماعياً قائماً على مصدر وحيد للدخل. وزاول أفراد المجتمع البحريني سابقاً أثناء عدة شهور من السنة وظائف عادية، ولكن مع حلول موسم الغوص يتركون تلك الوظائف؛ لينخرط كل فرد منهم في الغوص مؤديا دوراً مهنياً خاصاً به، ليتكامل مع أدوار كل المهن المرتبطة بالغوص. وبلغت تكلفة المشروع أكثر من 18.1 مليون دينار بحريني أي ما يعادل 181 مليون ريال سعودي، حيث سيشمل المشروع إيضاً إعادة تأهيل 12 مبنى آخر له قيمة تاريخية، وإنشاء 19 ساحة عامة مفتوحة وأربعة مواقف لسيارات الزوار وسكان المنطقة، وتحسين واجهات 750 منزلا تقريباً وإنشاء مركز للزوار وجسر للمشاة. ويركز برنامج المشروع على مدينة المحرق باعتبارها عاصمة صيد اللؤلؤ في مملكة البحرين، حيث سيتم إقامة ممر بطول 3.22 كيلومتر، يربط المباني التاريخية بالسواحل الطبيعية عند قلعة بوماهر في جنوب المحرق، لتحكي قصة اللؤلؤ في البحرين. ويقود الممر إلى سوق القيصرية، التي سيتم تجديدها، لتكون وجهة ثقافية تراثية عريقة، إضافة إلى برنامج لحماية ثلاثة مواطن للمحار، يمكن الوصول إليها مستقبلاً عن طريق القوارب. وفي هذا السياق تقول الشيخة مي آل خليفة، وزيرة الثقافة والإعلام في مملكة البحرين، عن المشروع المرتقب: «إنه مشروع ثقافي اجتماعي اقتصادي، يخص اقتصاد اللؤلؤ بشكل عام، وليس مقتصراً على مهنة صيد اللؤلؤ فقط، بهدف إحياء ذاكرة هذا الاقتصاد، الذي مر بفترة ذهبية في أواخر القرن التاسع عشر، التي امتدت إلى ثلاثينيات القرن العشرين، حيث كان صيد اللؤلؤ هو المورد الأساسي لجزر البحرين، وأثر بشكل مباشر على تطور الحياة الاجتماعية والثقافية، خلال هذه الفترة». مشيرة إلى أن إدراج الموقع على لائحة التراث العالمي سيساعد على إحياء مهنة صيد اللؤلؤ، خاصة أن الطلب على الطبيعي منه عالٍ على مستوى العالم، وبالإمكان إعادة فتح أبواب هذه الصناعة للنشاط الاقتصادي بصورة أكثر تطوراً، كأحد أهداف المشروع الرئيسية». ويستهدف هذا المشروع فئة كبيرة من المهتمين بالتراث وتاريخ المنطقة والسياحة الثقافية، كما أنه يستهدف سكان جزيرة المحرق، إذ سيكون له دور هام في التطوير الحضري والبنية التحتية والعوائد الاقتصادية على جزيرة المحرق، وعلى البحرين ككل.