عندما تشرق الشمس يتجدد مع إشراقتها كل شيء في الحياة من الهواء الى الطبيعة مغلفة بأجواء رهيبة ومهيبة في نفس الوقت، تلك الاشراقة هي نفسها اشراقة المبتعثين من الطلبة والطالبات عند عودتهم الى الوطن الغالي باشراقة جديدة بضخ دماء جديدة وطموح عال ومعرفة عالمية يتجدد معهم روح العمل برؤية مختلفة مبدعة بعيدة عن الروتين والرتابة المملة في العمل. ففكرة الابتعاث بحد ذاتها فكرة صائبة وسديدة النظر بعيدة المدى لمستقبل واعد بمؤهلات وطنية عالمية ومتمكنة، فلا احد ينكر ما أثرته البعثات الطلابية على الشباب في رحلتهم الدراسية من تجربة الابتعاث حيث الجدية في طلب العلم والسياحة المعرفية في البلد المضيف والتعرف على طباع الناس وعاداتهم الاجتماعية في بلدانهم الأصلية حيث ظهرت الايجابيات واضحة للعيان على الطلاب المبتعثين بعد عودتهم الى الوطن بشخصيات أكثر اتزانا ذات طموح وإرادة قوية للعطاء، حيث تغير الكثير من الطلبة بعد ابتعاثهم للخارج وتغيرت نظرتهم للحياة أيضا من نطاقها الضيق إلى نطاق واسع جدا أكثر شمولية وانفتاحا دوليا عالميا. والايجابيات من البعثات تغلبت على السلبيات إذ لا ننكر أبدا أن هناك بعض السلبيات في تعاطي وتعامل الطالب المبتعث ووجهة نظره للبعثة التي قد تؤدي لبعض الطلبة للأسف الشديد إلى التشتت والضياع، لكن تلك السلبيات تضاءلت أمام الكم الهائل من الايجابيات، إذ أنهم في الاغتراب تنفتح أمامهم الأبواب على مصراعيها وطوفان لا حدود له من مختلف العلوم والثقافات ومغريات الحياة بايجابياتها وسلبياتها، فلا بد من مواجهة ذلك الطوفان العارم بصرامة ورباطة الجأش، وهنا تتجلى تربية الطالب التي تربى عليها في بيت أهله من قيم ومبادئ أخلاقية حتى لا ينحني امام تلك المغريات وحتى يتمكن من الحد من طوفانها، فهي الحصن الحصين للإنسان بشكل عام وللطالب بشكل خاص. ففي رحلة العلم يختار بنفسه وبملء إرادته الطريق السليم الذي من اجله عبر البحار والمحيطات للوصول لمقر دراسته في بلد الاغتراب لأجل هدف وهو الدراسة وطلب العلم والتوازن في التأقلم مع حياة الغربة وسنوات الدراسة بوضع هدف واضح أمام عينيه وهو حمل الأمانة والمسئولية الاجتماعية لخدمة بلده الغالي لضمان مستقبل امن حافل بالانجاز والنجاح، فغربتهم أعطتهم الخبرة والدراية المثلى التي من اجلها ابتعثوا للخارج، ومن اجلهم نشد على أياديهم وباشراقتهم نردد لا رتابة لا ملل نعم لشباب الوطن.