القاهرة 24 رمضان 1435 ه الموافق 21 يوليو 2014 م واس أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري أن بلاده ترى أن مبادرتها لوقف إطلاق النار في غزة تؤدى الغرض وهو حماية الشعب الفلسطيني من سفك الدماء والمخاطر التي يتعرض لها من خلال التصعيد الخطير والاستخدام المفرط للقوة من الجانب الإسرائيلي . وقال شكري - خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده مساء اليوم مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون - إن "المبادرة المصرية تهدف إلى وقف إطلاق النار فورًا، وتتيح فتح معابر قطاع غزة والموضوعات محل التفاوض لكلا الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي كما تساعد الشعب الفلسطيني على استقرار قطاع غزة وتوفير المناخ الملائم ليعيش هذا الشعب في أمن واستقرار، وألا يتعرض لأجواء متكررة من العنف والدمار" . ورداً على سؤال حول إمكانية تعديل المبادرة المصرية الخاصة بغزة، أوضح وزير خارجية مصر أن بلاده لم تتلق أي طرح حتى الآن يشير إلى وجود عنصر غير متضمن في المبادرة المصرية، لافتا الانتباه إلى أنها مبادرة شاملة وكان الهدف منها عند صياغتها أن تكون مقبولة من الطرفين وتوفر لهما تناول شامل للقضايا كافة ذات الاهتمام المشترك لمصلحة الشعب الفلسطيني . وقال شكري : إنه "حتى الآن لم نطّلع على أي طرح يؤدى إلى تحول للفكر الذي كان خلف المبادرة المصرية في صياغتها وطرحها" . وعن استمرار فتح معبر رفح الحدودي، أفاد وزير الخارجية المصري أن معبر رفح مهم لمصر والشعب الفلسطيني، ويتم التعامل معه في إطار العلاقة الثنائية بين مصر وفلسطين بعيدًا عن معابر إسرائيل كدولة احتلال، ومن ثم فإن المعبر مفتوح بشكل منتظم أخذا في الحسبان السيادة المصرية والظروف الأمنية في سيناء . وتابع قائلًا : إن "معبر رفح استقبل أكثر من ألفي فرد من داخل قطاع غزة بينما دخل عبر المعبر إلى قطاع غزة نحو ألف شخص فضلًا عن دخول المساعدات الإنسانية التي بلغت حوالي 500 طن مواد غذائية وخمسين طن مواد طبية " ، مشددًا على أن هناك حرصًا مصريًا على تنظيم دخول المساعدات، وأن مصر لن تدخر جهدًا لتوفير سبل المساعدة وتذليل الصعوبات التي تواجه الشعب الفلسطيني . بدوره ، أكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أنه يجب على كل الأطراف أن تعمل معًا لإنقاذ الضحايا ووقف إطلاق النار في غزة فورًا، مشددًا على أنه لا يمكن أن تعود الأمور إلى الوراء كما كانت من قبل . وطالب مون بأن تكون هناك خطة تستعيد غزة من خلالها عافيتها اتساقًا مع ما تقوم به وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في مساعدة أهل غزة في هذه المرحلة، لافتًا الانتباه إلى أن هناك أكثر من 80 ألف فلسطيني يبحثون حاليًا عن مأوى وهو ما يعادل 5 % من السكان . وبشأن المذبحة التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين بحي الشجاعية شرق مدينة غزة، قال الأمين العام للأمم المتحدة: إن "هناك أكثر من 60 شخصًا قتلوا في هذا الحي، وهو أمر بشع، لذلك يجب وقف العنف، وأهم شيء أن يتوقف القتال من قبل الطرفين وتتاح الفرصة للمفاوضات من خلال ما يطرح من جانب البعض للمساعدة بما في ذلك ما تقوم به مصر من جهود لوقف إطلاق النار في غزة" . وعن خطورة الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة، أوضح مون أن "رفع الحصار أمر مهم للغاية، مبينًا أن الأممالمتحدة طالبت سلطات الاحتلال الإسرائيلي بضرورة رفع القيود المفروضة التي تؤثر على الأوضاع والشعب الفلسطيني في غزة" . وأضاف : أن "الأممالمتحدة تعمل بكل جدية من أجل تقديم المساعدات الإنسانية وإقامة المدارس والمرافق التعليمية والصحية للفلسطينيين" . وحول أسباب زيارته للمنطقة، قال بان كي مون : "إنني جئت لكي أساعد الأطراف، ولكي يتم الموافقة على المبادرة المصرية من قبل حماس وإسرائيل" . وتابع : أن "جهود المجتمع الدولي المبذولة حاليًا جهود حثيثة، ولا أعتقد أن الأطراف السياسية يمكنها بمفردها التوصل لحل خاصة أن هناك عدم رضا" . وأضاف مون : أن "الحل الأمثل يتمثل في وقف القتال فورًا والبدء في حوار والبحث عن حلول جذرية للصراع، مشيرًا إلى أن الأممالمتحدة سبق أن قامت برعاية مفاوضات بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي غير أنها لم تنجح لكن هذه المفاوضات يجب أن يتم استئنافها بعد وقف القتال، وعلى كل القوى أن تسعى لتقديم المساعدات الإنسانية" . وطالب الأمين العام للأمم المتحدة بوقف فوري غير مشروط لإطلاق النار والعودة للحوار، مؤكدً بأن الأممالمتحدة ستعمل على الوصول إلى سلام دائم بين الطرفين .