كشف متخصصون أن تطبيقات الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية الخاصة بالبنوك ما زالت تعتريها الكثير من الهواجس الأمنية من الاحتيال المصرفي التي تحد من تقديم خدمات إضافية، كما أن بعضها لم يرتق حتى الآن للمستوى المأمول مما جعلها أشبه بخدمة ثانوية مقارنة بالبنوك العالمية لعدم استقرارها. وقال المهندس نضال حطامي المدير التنفيذي لشركة "revival" لتقنية المعلومات "ما ينقص المستخدمين في المملكة في مجال المعاملات المالية عبر الهواتف الذكية هو زيادة الأمان والثقة في التعامل الإلكتروني عبر تطبيقات الهواتف الذكية للبنوك، فالمتابع يجد أنه قد انتشرت بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة مجموعة من التطبيقات الخبيثة والمشبوهة والتي تهدف إلى السيطرة على المستخدم واختراق حساباته البنكية من خلال هذه التطبيقات، وقد قامت البنوك المحلية بحملة توعية عبر الإنترنت والرسائل النصية لتحذير المستخدمين من خطورة استخدام هذه التطبيقات، الأمر الذي يجعل المستخدم في حرج وتخوف من استخدام اي تطبيق خصوصاً وأن الشريحة الأكبر من المستخدمين تعتبر ذات خبرة وخلفية تقنية متواضعة، أما فيما يتعلق بالمزايا والخدمات فنجد أن تطبيقات الهواتف الذكية لبعض البنوك المحلية ما زالت لا ترتقي للمستوى المأمول ولا تقدم خدمة متكاملة كما أنها ليست مستقرة، في حين نجد ان بعض البنوك قد تميزت بشكل كبير في تقديم تطبيقات هواتف ذكية تقدم خدمات مصرفية متقدمة ومستقرة". وقد أشير الى أن البرامج والتطبيقات الالكترونية تظل محدودة التعامل مع المعاملات المالية من ناحية القيمة المالية، حيث ان صلاحيات التعامل الإلكتروني سواء من خلال مواقع الإنترنت او التطبيقات يبقى مقتصراً على حد معين المعاملات المالية ويبقى العميل مطالباً بزيارة فروع البنك لإجراء عمليات بنكية ذات قيمة مالية أكبر، وان نسبة المستخدمين في المملكة الذين يقومون بأداء معاملاتهم المالية عبر الهواتف الذكية بالتأكيد ليست بالقليلة بالنظر إلى عدد الهواتف الذكية في المملكة والتي تحتل المرتبة الأولى عالمياً من حيث عدد مستخدميها بنسبة 180 جهازا مقابل كل 100 شخص، ونسبة مستخدمي الهواتف الذكية في المملكة قرابة 65 بالمائة يستخدمونها للوصول إلى الإنترنت بشكل شبه يومي. وحول الاحتيال والاختراقات البنكية عبر الهواتف قال الحطامي ان ظاهرة الاحتيال المصرفي والمالي آخذة في التزايد بشكل ملحوظ على المستوى العالمي وليس المحلي فقط، بالتالي يبقى الهاجس والتحدي الأكبر أمام البنوك في مجال التقنية البنكية هو قدرتها على المحافظة على أمن وسلامة المعلومات. ومن جانبه قال الخبير التقني طارق الجاسر ان الخدمات المتوفرة حاليا في مجال المعاملات المالية عبر الهاتف الذكي تلبي احتياج المستخدم، في بعض الاحيان قد لا نلجأ لآخر مخترعات وصيحات التكنولوجيا، طالما الحالي يقوم بأداء الغرض على أكمل وجه، الا ان هناك مشكلة في الهاتف المصرفي، وهي نطق اسم المرسل له، والاحصاءات توضح أن كثيرا من المستخدمين يتعاملون مع الهاتف المصرفي، الا أنه اشبه بأداء ثانوي والأفضلية تكون للانترنت وللتطبيقات لوضوح الفكرة فيها والسهولة والسرعة، وان هناك نسبة كبيرة تفضل تسديد الفواتير عبر اجهزة الصراف الآلي، وهناك من يفضل ذلك عن طريق تطبيق البنك، وهناك من يفضل عن طريق الموقع او الهاتف، لذلك بعض الاشخاص ربما لا يقومون بتحويل المبالغ الا عن طريق أجهزة الصراف وبنفس الوقت لا يسددون الا من الهاتف. وتابع: «في الغالب لا يقوم المستخدمون بالمعاملات المالية الكبيرة عبر الهواتف الذكية، وهناك أرقام وأمثلة، فعلى الصعيد الشخصي لن ارسل مبلغا كبيرا عبر الهاتف لانه ربما ذهب بالخطأ لشخص آخر، وهناك مشكلة أخرى وهي نظام الرد الآلي لا يدعم نطق الاسماء فهذا يجعل الشخص المحوّل في ارتباك، لكن بالمقارنة بين البنوك المحلية والعالمية فبنوكنا منافسة بشكل كبير للبنوك العالمية واثبتت قوتها من ناحية الأمان والسرعة والدقة، ولكن يجب على المستخدمين ان يحذروا من تحميل أي تطبيق مالي من المتجر مباشرة، فالأفضل دخول موقع البنك واخذ رابط التطبيق ومن ثم تحميله وكذلك التأكد من اسم ناشر التطبيق، فهذه التطبيقات آمنة ومطمئنة، وان حصل شيء فيكون من قلة حرص المستخدم نفسه". وأشار الى أن هناك أنظمة موجودة في كافة أنحاء العالم تعرف باسم "IVR" ليست للبنوك فقط ، بل حتى لخطوط الطيران وشركات الاتصال، وكل بنك له سياسة في طريق عرض البيانات وسهولتها والحماية الكاملة فبعض البنوك تتحقق من رقم الهاتف الذي يتعامل من خلاله المستخدم، بمعنى آخر هناك اكثر من خطوة للتحقق من ان المتصل أو المستخدم هو صاحب الحساب، وهذا بحد ذاته مريح للمستخدم حتى وان طالت طرق التحقق، إلا أنها لا توجد منافسة لان عالم المصارف لا يتجدد في الانظمة مثلما يتجدد في طرق الامن والحماية، فأغلب بنوك العالم تستخدم انظمة قديمة جداً ولكنها تقوم بتحديث نظام الامن والحماية لديها.