جميعنا يعلم أن النظرية السلطوية في الاعلام ظهرت في القرن السادس عشر الميلادي لاحتكار حق الظهور الإعلامي لصالح السلطة التي ترى أن الشعب غير جدير بتحمل مسؤوليته إعلامياً! ومن المعروف أيضاً أن لكل عصر رجالا، حيث لم تعد تلك النظريات تفيد بشكل أو بآخر في زمن التكنولوجيا والثورة الاتصالية التي نعيشها الآن، فمن غير المنطقي اعتبار نظرية السلطة مطلقة في كل مجالات الحياة وليس فقط في الإعلام الذي بدأ أخيرا باستيعاب أن للشعب حق التعبير عن آرائه وهمومه وأن دوره يسمو بخدمة المواطن وبث ملاحظاته وانجازاته ومطالبه، ومن الأولى أن نبدأ لبناء مجتمع متحضر واع بالأبوين، الدائرة الأهم لصلاح كل شيء تال بمسارات الحياة السوية والملائمة لهذا الجيل حيث يجب عليهم فهم أن نظرية السلطة واعتبار الاطفال جاءوا للحياة ليبقوا تحت ادارتهم المطلقة وأنهم ليسوا مؤهلين لتحمل المسؤولية غير مجد وأن سعيهم الحثيث لإظهار الأطفال بشكل غير الذي يعبر عنهم ويفكرون به بلا اقناع بل بالأوامر لن يسهم في بناء شخصية حقيقية تروق لهم وتشرفهم، فالطفل الآن ينفتح مبكراً على العالم والثقافات بفضل التطور الهائل الذي يصدمنا به العلم يومياً بحيث لا يمكن حده بقوانين أو حتى غربلته بتحذيرات للأسف، وتماماً كما يحدث في الإعلام من هرج ومرج الآن، أبناؤنا معرضون لذات الشتات إن لم يستوعب الآباء والأمهات الدور الجديد الذي عليهم لعبه في التربية، الطفل المسؤول لا المتلقي ومفاهيم الصداقة وتقبل الاختلاف ستفتح آفاقاً أوضح في اختياراته لما يريد أن يكون عليه بما يتوافق مع أفكار والديه وعموم الثقافة المجتمعية في ظل هذا الضباب العالمي على نظريات الإعلام والتربية..