مع كل إطلالة إعلامية لسمو الرئيس العام لرعاية الشباب يردد الشارع الرياضي الكثير من الأسئلة حول مستقبل الرياضة السعودية خصوصا فيما يتعلق بالاتحادات الرياضية القيادية واللجنة الاولمبية السعودية، وفي كل مرة يظهر بها سمو الأمير نواف بن فيصل (إعلاميا) تتكرر نفس الوعود وتزداد معها نفس المطالب دون ان تكون هنالك أي بوادر لمعالجة الأمور وتطوير هذا القطاع المهم. سمو الرئيس العام لرعاية الشباب لا يزال يرمي باللوم على الإعلام وقد يكون سموه محقا في ذلك خصوصا في ظل الاستخفاف الذي يمارسه بعض الزملاء بهذه المهنة النزيهة الشريفة وبذلك لا نلوم سمو الأمير بقدر ما نلوم أنفسنا ومن يعمل بجانبنا، ومن يريد ان يفهم ما يقصده الأمير نواف بن فيصل فلينظر الى الوضع المزري الذي تعيشه بعض البرامج الرياضية خصوصا برامج (قلة الأدب والذوق) التي تبث يوميا من دون حسيب او رقيب. في السابق كان الاعلام الرياضي متقوقعا على نفسه ومنعزلا على من حوله، وذلك بعد ان حصر اطروحاته وتوجهاته لاكثر من 30 عاما في قضايا لم تتعد حاجز (هلال ونصر) او (اتحاد واهلي) ولعل السنوات الاخيرة كشفت ان مثل ذلك الطرح المتقوقع هو من ساهم في تأخر حركة التنمية الرياضية وهو ايضا من منح المؤسسة الرياضية الرسمية الحرية الكاملة كي ترسم خططها المتواضعة بعيدا عن رقابة الاعلام وسلطة الصحافة التي تمارسها جميع دول العالم المتقدمة. الاعلام يجب ان يمارس حقه الرقابي، وفي الرياضة برامج ومشاريع كثيرة تحتاج للرقابة بعيدا عن التهريج الذي تشهده بعض وسائل الاعلام تصوروا.. سنوات طويلة جدا والاعلام الرياضي لم يكن لديه من القضايا سوى التحكيم والتعصب والأربعة الكبار وهو ما جعل بعض المسئولين في الاتحادات الرياضية وفي الاندية يتعالون على الاعلام ولا يمنحونه حقه في مراقبة المشاريع الرياضية والبرامج الشبابية في الرئاسة العامة لرعاية الشباب وفي جميع الاتحادات الرياضية. كتبت في السابق عن تفوق الصفحات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية في تحريك المياه الراكدة في محيطها وذلك على الرغم من عدم حصول الزملاء في تلك القطاعات على نصف الحرية التي يتمتع بها الاعلام الرياضي، وعندما اتطرق لسقف الحرية المرتفع في القطاع الرياضي فهذا من باب ذكر الفرق بين الرياضة والعاملين في اعلامها وبين قطاعات الاعلام الاخرى (المؤثرة). الاعلام يجب ان يمارس حقه الرقابي، وفي الرياضة برامج ومشاريع كثيرة تحتاج للرقابة بعيدا عن التهريج الذي تشهده بعض وسائل الاعلام، ومتى ما اردنا ان نعيش الافراح الرياضية من جديد فيجب علينا مراقبة ما يتم عمله في المؤسسة الرياضية الرسمية وتسليط الضوء على الميزانيات التي تعتمدها الدولة لهذا القطاع المهم بدلا من البكاء على اللبن المسكوب وتفريغ شحناتنا على سقطاتنا المحلية والخارجية. أعود لسمو الرئيس العام لرعاية الشباب وحديثه الأخير عبر (روتانا) فسموه كالعادة أطلق الكثير من الوعود التطويرية والمحفزة للشارع الرياضي، ولكن ان اردنا ان نشاهد تلك المشاريع على ارض الواقع فيجب ان نعمل على مراقبة تنفيذها بدلا من الانشغال بقضايا غير مؤثرة، وبعدها تكون الأمور اكثر وضوحا وحتى (الرأي) سيكون وقتها صادقا ومبنيا على وضوح وصراحة اكثر من أي وقت مضى. وعلى المحبة نلتقي @F_alshoshan [email protected]