كشف المدير التنفيذي لمركز الأمير سلمان بن عبدالعزيز لأبحاث الإعاقة الدكتور سلطان السديري ان حالات التوحد بالمملكة غير مشخصة والأدوات المستخدمة غير مقننة. ولا يوجد لهذه الحالات أي جهات خدمية مقننة أو مواكبة للحالات سواء من خلال التعليم أو التربية أو التأهيل أو العلاج بما في ذلك استشاري الطب النفسي. مؤكداً سعي المركز حاليا لطرح مشروع إيجاد طب توحدي ومراكز متخصصة لتأهيل حالات التوحد بما في ذلك الحالات التي تجاوزت أعمارها 18 سنة، حيث تواجه الأسر والمجتمع مشكلة التعامل مع هذه الحالات، نظرا لعدم وجود مراكز تقبلها. وقال الدكتور السديري ل "اليوم" : إن مشكلة حالات التوحد عالمية وكل ما يقال عن الأبحاث والدراسات عن هذه الحالات أو عن الوسائل المستخدمة لتأهيلها وعلاجها مثل ما يقال حاليا استخدام الأكسجين أو منع بعض المواد الغذائية التي يقال: إنها تؤثر على الحالات وتزيد الإصابة. كل ذلك غير موثق علميا وهذا ما نسعى لدراسته والتأكد منه على أرض الواقع من خلال الدراسات والأبحاث التي سوف تقوم بها فرق البحث وفرق التشخيص خاصة أن هناك تنسيقا عالي المستوى مع المستشفى التخصصي لذلك الأمر. وبين ان هناك مراكز في المملكة، لكن غير مؤهلة وكل ما تقدمه بعض الكلمات التي يتم الحصول عليها عن طريق النت، والمشروع الذي يعمل عليه المركز من خلال الدراسات والأبحاث سوف يحد من مشكلة حالات التوحد ويوجد لهم رعاية صحية واجتماعية وتعليمية وتأهيلية ومنع الوضع الحالي في بعض المراكز. حيث إنه عندما يوجد مركز لا يستوعب 40 حالة بهدف التدريب والتأهيل نجد أنه يتم قبول أكثر من 100 حالة فيه ما يمنع استفادة هذه الحالات وهذا راجع لكثرة الحالات وعدم وجود مراكز تستوعب جميع الحالات المصابة. وأشار الى أن المركز يعمل حاليا على إنشاء سجل وطني للإعاقة يشمل جميع مناطق المملكة ويشمل جميع الإعاقات، حيث إنه لا توجد حاليا إحصائية دقيقة عن حالات الإعاقة المختلفة. ومن خلال هذا السجل سوف تتم معرفة جميع الحالات وجميع أنواع الإعاقات المصابة ومعرفة أعمارها والمناطق بحيث تتم معرفة نسبة الإصابات في كل منطقة من الذكور والإناث. بهدف ايجاد مراكز تشخيصية وتأهيلية وتعليمية لها خاصة ان الاعاقات مختلفة ولا تقتصر على الاعاقات الجسدية، بل هناك إعاقات بصرية وسمعية وصم وبكم وإعاقات صعوبة التعلم وإعاقة التوحد التي تعتبر من أخطر الإعاقات وأصعبها. وأكد الدكتور السديري ان المركز معني بجميع الإعاقات الجسدية والعقلية والبصرية والسمعية وجميع الإعاقات، ولا يقتصر على مجال واحد. كاشفا ان من أصعب الإعاقات الاعاقة الفكرية لحالات التوحد التي تعتبر من الحالات المهمة التي لم تجد تشخيصا شاملا أو رعاية تأهيلية أو ما يشبه ذلك بما في ذلك صعوبة التعلم أو صعوبة التواصل بين الحالات المصابة وأسرها والمجتمع. وأكد أن المركز خلال الفترة الماضية تمكن بمشاركة مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية ومدينة الأمير سلطان بن عبدالعزيز الطبية من انجاز مشروع البرنامج الوطني للمختبر الوطني للمواليد والتعرف على الامراض التي تصيب المواليد من خلال الطرق التشخيصية المبكرة وكيفية معالجتها، وحاليا يتم العمل بهذا التوجه في المستشفيات وتطبيق ذلك على جميع مناطق المملكة وعلى جميع المستشفيات. وكشف أن مركز الأمير سلمان لأبحاث الاعاقة يتطلع الى ان يستفيد العالم جميعا من الأبحاث والدراسات التي يقوم بها، ولن يقتصر دوره على وضع الاعاقة في المملكة، بل سوف يكون شاملا ويستفيد مما يتم التوصل إليه العالم جميعا. مشيرا إلى ان الأبحاث يقوم بها عدد من المختصين من داخل المملكة ومن خارجها، مؤكدا ان المركز حاليا يعمل على محاور رئيسة وأساسية صحية وعلمية للأمراض المسببة للإعاقة من خلال استخدام أحدث التقنيات المختلفة لوضع الخطوط العريضة التي سوف يتم تطبيقها في جميع القطاعات الصحية والتعليمية وغيرها من القطاعات التي لها علاقة بالمعاق. حيث حقق المركز في السابق برنامج وضع مسارات ودورات مياه ومواقف خاصة للمعاقين في المستشفيات والمراكز الخدمية والقطاعات الحكومية والأسواق. ومن الاستراتيجية التي يعمل عليها المركز حاليا في الأبحاث والدراسات برنامج لإيجاد أطباء متخصصين لكل إعاقة وإيجاد مراكز مؤهلة وطرق تشخيصية للحالات خاصة حالات التوحد التي تعتبر من أصعب الإعاقات التي تواجه المجتمع، وإيجاد مستشفيات متخصصة أو أقسام في المستشفيات.