في الوقت الذي يطالب فيه السعوديون بالسماح لهم بصالة عرض سينمائي مراقبة من قبل وزارة الاعلام كي يستطيعوا من خلالها توصيل رسالتهم للعالم، اتاح «يوتيوب» منذ عام 2005 لجميع سكان الارض نشر كافة مقاطع الفيديو الخاصة بهم عبر الموقع، فهناك مليارات المشاهدات اليومية، وقد اتجه له العديد من الفنانين والمشائخ والمطربين والمثقفين والسينمائيين كي يقدموا رسالتهم.. ولكن هل استطاع «يوتيوب» ان يصل برسالة السينمائيين ويعوضهم عن السينما؟ هذا السؤال توجهنا به إلى مجموعة من المثقفين فكانت تلك الاجابات: يوسف أحمد مقدم برنامج عبر «يوتيوب» قال: ان غياب السينما عن مجتمعنا جعلنا نبحث عن وسائل اخرى وكأننا وجدنا ضالتنا من خلال الإعلام الجديد «الانترنت» وتحديدا عبر موقع «يوتيوب»، الذي اتاح لنا الفرصة ان نعبر عن افكارنا ونكشف عن مواهبنا بحرية مطلقة ولكن ما زلنا نطمح ونترقب افتتاح السينما، وقبل حوالي شهر قرأنا خبرا يقول: ان هناك دراسة لافتتاح السينما وفق ضوابط شرعية، وهذا الخبر دفعني لمناقشة موضوع افتتاحها عبر برنامجي "بمبي". وقال كاتب السيناريو مهند المهنا: نعم «يوتيوب» وسيلة جيدة ومتاحة للجميع بدون استثناء، وايضا فرصة لإطلاق المواهب التي لا تجد الفرصة سواء في الاعمال التلفزيونية او حتى السينمائية، وقد تغطي شريحة كبيرة من الشباب، لكنها لا تغطي جميع شراح المجتمع بعكس السينما وبالمقابل لاتحل محل السينما ولا تقوم مقامها ف«يوتيوب» مختلف عن العمل السينمائي من حيث طرح الموضوعات والجودة وبعض تفاصيل الصورة التي لا تظهر الا من خلال العرض في صالات السينما ولا تكون ظاهرة بالشكل المطلوب عند عرضها على «يوتيوب» كما ان متعة المشاهدة في صالات السينما تختلف كليا عن «يوتيوب» والاهم من ذلك ان اعمال «يوتيوب» تكون ذات تكاليف انتاجية منخفضة بسبب العائدات المادية التي قد لا يستردها القائمون على العمل من خلال «يوتيوب» الا من خلال الاعلانات، اما السينما فلها حسابات اخرى من حيث التسويق سواء من خلال عرضها في دور العرض او بعد ذلك ببيعها على التلفزيون ومن خلال الدي في دي. وأشار معد ومقدم برنامج سينما شباب على القناة السعودية محمد الحمادي الى أن «يوتيوب» أصبح المتنفس الأول والفضاء المفتوح الذي لا حدود له، لذلك توجه الكثير من الشباب إلى هذا الفضاء لنشر ابداعهم المختلف، ربما لا يكون هناك رابط قوي بين عدم وجود دور سينما في السعودية والتفاعل مع «يوتيوب» لأن عصر السرعة مهم جداً، والإعلام الجديد الآن هو سيد الموقف، وظهرت قنوات شبابية كثيرة في «يوتيوب» وتمكن البعض منها من الانتشار والوصول مثل قناة (سين) و(يوترن) و(تلفاز 11) وغيرها، كما استطاعت هذه القنوات تقديم برامج منافسة جداً وتقدّم الكثير منها جودة على البرامج التلفزيونية التي يدفع فيها الملايين، برامج ستاند اب كوميدي التي انتشرت في «يوتيوب» تعتبر الآن من أفضل برامج الوطن العربي من ناحية الجودة والاخراج والتصوير والمونتاج، وهي بجهود شباب سعودي وإمكانات بسيطة والآن المحطات الفضائية قامت بعمل قنوات «يوتيوبية» لها، باختصار أنت تشاهد في أي مكان وأي وقت، أما موضوع السينما فهو موضوع شائك جداً وكبير، السينما تحتاج لدعم واضح وصريح، الفيلم السعودي القصير من الأفلام المهمة عالمياً وانجازات الشباب تشهد على ذلك، فقط هم يحتاجون للدعم المباشر مادياً قبل كل شيء والتدريب واحتواء إبداعهم فأغلبهم الآن وصل لمرحلة الاحترافية وهم ليسوا مجرد هواة. وقال مدير مهرجان الفيلم السينمائي السعودي الاول المخرج ممدوح سالم: ساهم «يوتيوب» في ابراز المواهب السعودية بشكل كبير ولعلنا شاهدنا خلال السنوات الثلاث الماضية عددا كبيرا من البرامج الناقدة والهادفة والساخرة من شباب موهوب يظهر للمرة الأولى من خلال «يوتيوب»، وهذا له دلالة على أن السعودية تمتلك مواهب فنية لم تفتح لها الفرصة من قبل القنوات لتظهر من خلالها، ولكن رغم كل ذلك تظل السينما حلما وهاجسا للسينمائيين السعوديين والمجتمع السعودي.