حذرت الولاياتالمتحدة إسرائيل من شن هجوم عسكري بري على قطاع غزة، وقالت: إنه يمكن أن يعرض حياة المزيد من المدنيين للخطر، إلا أن البيت الأبيض امتنع عن انتقاد اسرائيل بشان عدد القتلى المدنيين من الفلسطينيين، الذين قضوا جراء قصف الطيران والمدفعية الإسرائيلية، زاعما أن لحكومة الاحتلال الاسرائيلية "الحق والمسؤولية لحماية مدنييها" من الهجمات الصاروخية الفلسطينية. وفيما يزور وزير الخارجية الأمريكي جون كيري القاهرة اليوم الثلاثاء؛ للتشاور بشأن تهدئة تنهي العدوان الإسرائيلي المستمر منذ أسبوع، والذي خلف نحو 180 شهيدا، يقوم وزير خارجية ألمانيا فرانك فالتر شتاينماير اليوم بزيارة إلى فلسطينالمحتلة؛ للقاء وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان والرئيس الفلسطيني محمود عباس. وقال شتاينماير خلال زيارته أمس للعاصمة الأردنية عمان: إنه "لا يوجد أمام الإسرائيليين والفلسطينيين من بديل سوى العودة إلى المفاوضات، وإن كان هذا الأمر بعيد المنال في الوقت الحالي، ولكن لا بد من حل الدولتين ووقف العنف بين الطرفين". مدينا "تصعيد العنف بين حماس وإسرائيل الذي راح ضحيته أبرياء كثيرون" وقال: "كلنا شاهدنا الصور المرعبة للقتلى والجرحى من المدنيين والتي لا يمكن للإنسان أن يتحملها". وصرحت مصادر مسؤولة في مطار القاهرة بأن وفدا أمريكيا من 13 من كبار المسؤولين بالخارجية الأمريكية، أعد لزيارة كيري اليوم. وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط: إن كيري سيجرى خلالها مباحثات مع عدد من كبار المسؤولين المصريين، وقد اتصل بنظيره سامح شكري يوم الأحد بخصوص الأزمة الراهنة في غزة والعمليات الحربية الاسرائيلية. كما هاتف كيري، في ذات اليوم، رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو؛ لتكرار عرض واشنطن التوسط من أجل الاتفاق على تهدئة. وأظهرت كل من اسرائيل وحركة حماس عدم استعدادهما لمناقشة أي وقف لاطلاق النار، في وقت واصلت اسرائيل قصفها للمدنيين في قطاع غزة، كما واصلت حماس اطلاق صواريخ على البلدات والمدن الإسرائيلية. وأكدت حركة حماس أمس، أنها لن تقوم بالتهدئة قبل أن توقف إسرائيل قصفها لقطاع غزة، وتفرج عن الأسرى، وترفع الحصار عن القطاع الفلسطيني المحاصر. وقال النائب الحمساوي في المجلس التشريعي مشير المصري: "هناك اتصالات عديدة مع حركة حماس بشأن موضوع التهدئة، ولم يقدم لهذه اللحظة مشروع متكامل". وبحسب المصري، فإن هذه الاستحقاقات ستكون "وقف العدوان الشامل على شعبنا الفلسطيني ورفع الحصار بما في ذلك فتح معبر رفح، فضلا عن الافراج عن أسرانا البواسل في صفقة التبادل". واضاف "المقاومة هي مقاومة مشروعة في ميدان الدفاع عن الشعب الفلسطيني بكل الوسائل المتاحة، ولن تقف إلا إذا فرضت شروطها على المحتل". ونقلت "فرانس برس" عن قيادي آخر في حركة حماس قوله: إنه تم تقديم إطار عام لاتفاق، موضحا ان الحركة ملتزمة بتنفيذه اكثر من اتفاق التهدئة الذي أدى إلى وقف اطلاق النار في آخر تصعيد مع اسرائيل في تشرين الثاني/نوفمبر 2012. وقال: "لدينا إطار عام للاتفاق ولكننا لم نطرح بنودا". وأضاف "سنبني على هدنة عام 2012 ونريد المضي قدما، ولا نريد الرجوع الى الخلف". ومن ناحيته أوضح المصري أن "دولا عربية واسلامية وغربية" تشارك في المحادثات للتوصل الى وقف لاطلاق النار دون الادلاء بمزيد من التفاصيل. واضاف: ان الحركة مستعدة لمعركة طويلة الأمد. وقد كشفت "كتائب عز الدين القسام" الجناح المسلح لحركة حماس، أنها تصنع محليا طائرات بدون طيار، وقد أرسلت نموذجا منها صباح أمس بثلاث طلعات، فوق الأجواء الإسرائيلية مشيرة إلى أن طلعة سابقة لهذه الطائرات قامت بمهام محددة فوق مبنى وزارة الحرب الإسرائيلي "الكرياة" بتل أبيب. وكانت إذاعة إسرائيل قالت إن منظومة "باتريوت" الصاروخية اعترضت في أجواء مدينة اسدود التي تبعد 45 كيلو عن قطاع غزة طائرة بدون طيار دخلت المجال الجوي الإسرائيلي من قطاع غزة، دون تحديد موعد الاعتراض. وقالت الكتائب في بيان عسكري:" قامت طائراتنا صباح (الاثنين) بثلاث طلعات، شاركت في كلٍ منها أكثر من طائرة، وكانت لكل طلعةٍ مهام تختلف عن الأخرى، وقد فُقد الاتصال مع إحدى هذه الطائرات في الطلعة الثانية ومع أخرى في الطلعة الثالثة". وأضاف البيان: "إن كتائب القسام وهي تفجر اليوم هذه المفاجأة فإنها تؤكد أن هذه ليست أول مرة تجري فيها طائراتنا مهماتٍ في عمق الكيان، ونحن نكشف اليوم لأول مرة أن طائراتنا قامت في إحدى طلعاتها بمهام محددة فوق مبنى وزارة الحرب الصهيونية "الكرياة" بتل أبيب التي يقاد منها العدوان على قطاع غزة، وإن نجاح عدد من طائراتنا في تنفيذ مهامها يسجل لكتائبنا المظفرة على الرغم من الغطاء الجوي ومنظومات الاعتراض المتطورة للاحتلال". وأوضحت الكتائب أن مهندسيها تمكنوا من تصنيع طائرات بدون طيار تحمل اسم "أبابيل1"، وأنتجت منها ثلاثة نماذج: الأول: طائرة A1A وهي ذات مهام استطلاعية، والنموذج الثاني طائرة A1B وهي ذات مهام هجومية- إلقاء، والنموذج الثالث طائرة A1C وهي ذات مهام هجومية - انتحارية. وقالت الكتائب: إنه "في إطار معركة "العصف المأكول" المتواصلة مع الاحتلال الصهيوني، الذي أصرّ على اختبار عزم مقاومتنا رغم أنها حذرته من الإقدام على أي حماقة، وتواصلاً لمفاجآتنا المتلاحقة التي أذهلت العدو الجبان، ومواصلةً لتحدي عنجهية أقوى قوة عسكرية دخيلة على المنطقة، تمتلك من العتاد العسكري والتجهيزات التقنية أحدثَها وأكثرها دقة، كانت مفاجأة الطائرات القسامية المسيّرة التي أحدثت إرباكاً وذهولاً لدى المحتل وقادته". وأعلنت التلفزة الإسرائيلية العاشرة، أن جيش الاحتلال اعترض طائرة من دون طيار أطلقتها حماس فوق أسدود. وقالت "إن طائرة القسام مزودة بكاميرا فيديو صغيرة قد تكون نقلت بعض الصور أثناء تحليقها قبل أن يتم اسقاطها". وأشارت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى أن "الطائرة تحمل متفجرات ويبلغ طول جناحيها مترين وهي قادرة على التحليق عشرات الكيلومترات". وبثت مشاهد قالت إنها لعملية البحث عن حطام الطائرة. وبحسب موقع "يديعوت أحرونوت" فإن "الطائرة أسقطت بواسطة صاروخ باترويت فوق ساحل الكرمل". وقالت القناة العاشرة "إن التقديرات في الجيش الإسرائيلي أن لدى حماس طائرات أخرى من دون طيار ووسائل أخرى من هذا النوع قد تلجأ إلى استخدامها في هذه الجولة". وذكرت صحيفة هآرتس إن الطائرة الفلسطينية كانت محمّلة بالمتفجرات، حيث سُمع دوي انفجار كبير ساعة إسقاطها من قبل قوات سلاح الجو الإسرائيلي، دون أن يتسبّب الانفجار بوقوع أي إصابات، بحسب الصحيفة التي اعتبرت أن منظومة "القبة الحديدية" الحربية لاعتراض الصواريخ متوسطة المدى قامت برصد الطائرة الفلسطينية في الأجواء واعترضتها بواسطة صاروخ من طراز "باتريوت"، لافتةً إلى أن قوات الجيش الإسرائيلي تقوم في هذه الأثناء بفحص الطائرة. وكان مصدر عسكري إسرائيلي قد قال قبل ثلاثة أيام: إن لدى حركة المقاومة الإسلامية "حماس طائرات صغيرة بدون طيار قادرة على حمل كمية من المتفجرات، ليعلن سلاح الجو الإسرائيلي رفع حالة التأهب والاستنفار إلى أعلى درجاتها خشية قيام حماس بإطلاق مثل هذه الطائرات. كما أعلنت "كتائب القسام"، أمس، مسؤوليتها عن تدمير دبابة إسرائيلية شمال قطاع غزة. وأوضحت في بلاغ عسكري أنها استهدفت بعد ظهر الاثنين دبابة إسرائيلية في موقع الإرسال شمال بلدة بيت لاهيا إلى الشمال من قطاع غزة بصاروخ من نوع "كرونيت"، وتم تدميرها تدميرًا كاملاً، وذلك في إطار الرد على الجرائم الصهيونية بحق أبناء الشعب الفلسطيني. وقال البلاغ: "إن كتائب القسام عاهدت شعبها ألا تصمت على جرائم الاحتلال، وأن تجعله يدفع ثمن عدوانه باهظاً، ويفكر ألف مرة قبل الإقدام على أي عدوان على أبناء شعبنا، وسلاحها سيبقى ملقماً ومشرعاً حتى إذا ما واصل العدو حماقاته فلن يلقى منا إلا الردود التي ستوجعه". ويتعرض قطاع غزة منذ فجر الثلاثاء الماضي لعملية عسكرية إسرائيلية مكثفة، وذلك بشن آلاف الغارات الجوية والبرية والبحرية عليه، حيث استشهد جراء ذلك نحو 180 فلسطينيا وأصيب نحو 1200 فلسطيني بجراح بعضهم في حال خطرة، وتم تدمير مئات المنازل، وارتكاب مجازر بالجملة بحق المدنيين وبينهم الكثير من النساء والأطفال.