صرح مصدر رفيع في وزارة الخارجية السودانية بأن بلاده بصدد مراجعة اتفاق التعاون في مكافحة الارهاب مع الولاياتالمتحدة. وأكد المصدر الذي فضل حجب اسمه لوكالة السودان للانباء (سونا) أن القرار لم يعلن بعد، ولم يبلغ كذلك حتى الآن للجانب الأمريكي. وأضاف إن السودان سيظل ملتزما بمحاربة ومكافحة الارهاب بما يتناسب مع أمنه القومي ومصالحه العليا وفق المواثيق والمعاهدات الدولية في هذا الصدد، متابعا أن للسودان دورا اقليميا مركزيا في التصدي ومحاربة الإرهاب. وأوضح المصدر ان السبب في اتخاذ هذا القرار هو أن العلاقات الثنائية التي ينبغي أن تشكل الإطار السياسي العام لهذا التعاون لا تتناسب مع الروح التي ظل السودان يبديها في التعاون في هذا المجال مع الولاياتالمتحدة. وحول الوضع الراهن لحالة العلاقات الثنائية مع الولاياتالمتحدة، أوضح المصدر أن امريكا تصنف السودان كدولة راعية للارهاب رغم التعاون الذي تقره وتعترف به سنويا، كما أنها تشدد من عقوباتها الاقتصادية على البلاد وتطارد وتعاقب البنوك والمؤسسات المالية التي تتعامل مع السودان، وتقف امام محاولات السودان الحصول على تمويل ومنح مالية من مؤسسات التمويل الدولية، هذا فضلا عن مواقفها السالبة تجاه السودان في المنظمات الدولية وخصوصا في مجلس الأمن. يذكر أن العلاقات متوترة بين واشنطنوالخرطوم منذ وصول الرئيس السوداني حسن البشير للسلطة مدعوما من الإسلاميين في عام 1989، وأدرجت واشنطنالخرطوم في قائمة الدول الراعية للإرهاب في عام 1993 لاستضافتها متشددين بارزين من بينهم اسامة بن لادن وهو ما مهد لفرض عقوبات اقتصادية تشمل حظر كل انواع التعامل التجاري والمالي بين البلدين في 1997.