تعقد أحزاب التيار المدني الذي يقوده رئيس لجنة الخمسين عمرو موسى غدًا الأحد اجتماعًا للتوقيع على وثيقة إشهار التحالف رسميًا، لخوض الانتخابات البرلمانية، بينما فشلت جماعة الإخوان في الحشد لتظاهراتها اعتراضًا منها على غلاء الأسعار وموقف الرئيس عبد الفتاح السيسي من القضية الفلسطينية، وسط أنباء عن إجراء انتخابات داخلية بالجماعة واختيار مرشد عام جديد قريبًا. وعلى صعيد التحالفات الانتخابية واستعداداتها لخوض معركة البرلمان المقبل، وبعد نجاح رئيس لجنة الخمسين عمرو موسى في توحيد صف أحزاب وقوى التيار المدني، يحسم التحالف غدًا الأحد في اجتماع له، الخريطة النهائية لوجهته، والأحزاب النهائية المكونة له، فيما من المقرر أن يتم التوقيع على وثيقة مُشتركة بين الأحزاب، تحدد عملهم الفترة المقبلة، لخوض الانتخابات من أجل حصد الأغلبية في البرلمان ومن ثّم تشكيل الحكومة المقبلة. وأكدت مصادر أنه سيعلن في الاجتماع بنود الوثيقة الموحدة التي صاغها كل من البرلماني السابق القيادي بحزب المصريين الأحرار الدكتور عماد جاد، وأستاذ العلوم السياسية الدكتور عمرو الشوبكي، بهدف معرفة أراء الأحزاب الموافقة عليها والرافضين لها. ووفقاً للمصادر، فإن الوثيقة تتضمن المبادئ والمعايير التي تحكم سير عمل التحالف الفترة المقبلة، على اعتبارها عقد بينهم، حتى لا يحيد أحد عن الخط الذي رسمته القوى المدنية، لحصد أغلبية المقاعد في البرلمان المقبل. وفي سياق متصل، أكد نائب رئيس حزب المؤتمر الدكتور صلاح حسب الله، أن عمرو موسى أدى مهمته على أكمل وجه، ونجح في توحيد صف التحالف، ومن ثم فإن الكرة الآن في ملعب الأحزاب المدنية، والباب مفتوح للجميع لكي ينضموا إلى التحالف، من أجل لّم الشمل وتوحيد الصف، لافتًا أن اجتماع الأحد سيتم فيه طرح وثيقة «الشوبكي وجاد» على الأحزاب للتوقيع عليها، منوهًا أن الأحزاب الموقعة عليها ستعتبر قد انضمت رسميًا إلى التحالف والعكس صحيح، إذ أنه سيتم إعطاء مهلة للأحزاب حتى الثلاثاء المقبل للرد النهائي حول الموافقة على الوثيقة من عدمه. فيما تسود مخاوف من حدوث انشقاق داخل التحالف نتيجة لرفض قوى مدنية التوقيع على الوثيقة المزمعة، ما يُهدد التحالف بالانقسام مجددًا، وبالتالي تفكيكه. أمنيًا، سادت مصر حتى ظهر امس، حالة من الهدوء الحذّر، المشوب بالاستنفار الأمني في المحافظات الحيوية والميادين الرئيسية في القاهرة، وسط سيولة مرورية، تحسبًا لتظاهرات الإخوان الذين زعموا أنها للتنديد بما وصفوه موقف مصر السلبي تجاه القصف الإسرائيلي على قطاع غزة وغلاء الأسعار، لكنها مُنيت بخيبة أمل كبيرة في الحشد لفعالياتها مثل سابقتها، وباءت بالفشل، امتدادًا لسلسلة الهزائم المعنوية التي تلقوها في الذكرى الأولى لثورة 30 يونيو/ حزيران. فشل في الحشد وفي العاصمة المصرية، كثف الأمن من تواجده بميادين التحرير ومصطفى محمود ورابعة العدوية والنهضة وأمام قصر الاتحادية الرئاسي، فيما تم الدفع بعدد من المدرعات أمام المنشآت الحيوية، مع انتشار خبراء المفرقعات للتمشيط بالكلاب البوليسية وأجهزة الكشف عن المتفجرات، تحسبًا لأي قنابل، وعقب الظهر، شهدت القاهرة خروج مسيرات إخوانية محدودة جدًا يُعد المشاركون فيها على أصابع الأيدي، لكن الأمن تمكن من التصدي لها وتفريقها. وأكد مصدر قريب الصلة من جماعة الإخوان، أن شباب الإخوان يُطالب الآن بإعادة هيكلة الجماعة، عن طريق إجراء انتخابات داخلية، ليتم اختيار مرشد عام جديد للجماعة بدلا من محمد بديع، ونائب، وأمين عام، إضافة إلى اختيار قيادات جديدة للصف الأول والثاني بدلاً من المحبوسين حاليًا على ذمة قضايا. وبدوره، أكد الباحث في شؤون الحركات الإسلامية هشام النجار ل(اليوم) أن مطالب شباب الجماعة بتغيير القيادات أمر طبيعي وبخاصة بعد الفشل الذريع والصفعات المتتالية التي تلقتها الجماعة منذ عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي، لذلك فمن الطبيعي أن يفكروا في تغيرهم. وواصلت السلطات المصرية، فتح معبر رفح لليوم الثاني على التوالي؛ لاستقبال الجرحى الفلسطينيين نتيجة القصف الإسرائيلي لغزة.