" ليس باليد حيلة.. وليس لدي القدرة لعلاجه بالخارج .. فأخي ترك مقاعد الدراسة وجلس متفرغا لمعاناته والألم الذي يفتك به ".. بهذه الكلمات بدأ محمد الحارثي في وصف حالة أخيه لأمه محمد عبدالرحمن الشهري المصاب بمرض كروهن، وتابع الحارثي حديثه عن معاناة أخيه قائلا :" إن أخي البالغ من العمر 23 سنة لا ينام الليل من شدة الألم نتيجة إصابته بمرض كروهن، وهو التهاب حاد ومزمن بالأمعاء الدقيقة والغليظة، وذلك منذ عشر سنوات، وكذلك هشاشة العظام وفقر بالدم، وقد أجريت له العديد من العمليات الجراحية، ولكن للأسف زادت تلك العمليات الأمر سوءا، ومن تلك العمليات عملية لعمل فتحات للإخراج والتصريف، والآن أخي يزور المستشفيات باستمرار، وأحيانا وبصفة شبه يومية لأخذ المسكنات فقط لتهدئة الألم، ولا يوجد علاج مباشر لديهم للقضاء على المرض، وقد نصحنا بعض الأطباء لعلاجه بالخارج، لأنه لا يوجد علاج لهذا المرض بمستشفيات المملكة "، وعن حالته تحدث المريض محمد الشهري بنبرة فيها من الألم الشيء الكثير قائلا :" سبق لي مراجعة مستشفى القوات المسلحة بالرياض، ومستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام، ولكن دون جدوى، وآمل أن أجد العلاج لحالتي في أحد المستشفيات خارج المملكة، وأن أتخلص من تلك الآلام التي أتعبتني لأتمكن من مزاولة حياتي الطبيعية مقارنة بأقراني من الشباب"، وصمت محمد لبرهة محاولا التماسك والتقاط أنفاسه ثم استرسل قائلا :" جعلني المرض عاجزا عن الحركة إلا للضرورة، فلا أستطيع الخروج إلا لزيارة المستشفيات وأخذ الحقن المهدئة، أضف إلى ذلك أن أكياس التصريف التي تلاصق جسدي معاناة أخرى، وكم تمنيت الخلاص منها في أسرع وقت، فأنا أشتاق للعالم الخارجي، وأرغب برؤية الناس والأصدقاء، لكن حالتي تقف عائقا بيني وبين كل هذا، وفي نهاية حديثه" وبصوت خافت أضاف الشهري :" لا أعلم ماذا تخبئ لي الأيام المقبلة؟ وإلى أين سيقودني هذا المرض؟!"، واختتم الحارثي (أخ المريض) حديثه قائلا :" حالة أخي تحملني عبئا كبيرا، فرؤيته بهذا الوضع تزيدني ألما، حيث أني محدود الإمكانيات، فأنا العائل الوحيد له، وليس لدي القدرة على علاج أخي بالخارج، وحاولت عن طريق الجهات المعنية لكن لم أتمكن من إيصال صوتي، وأوجه ندائي للمسئولين مناشدهم الوقوف على حالة أخي التي تزداد سوءا، ومساعدته بشكل عاجل ونقله للعلاج خارج المملكة "