الشباب، المراهقون، أولئك الذين لم ينضجوا بما فيه الكفاية عادةً ما تلتصق بهم كلمة طيش خصوصاً إذا ما مالوا أو عدِلوا عن جادة الطريق، فنسمع (طيش شباب) وكأننا نحاول أن نلتمس عذراً لما لا عذر له، فنخفف من درجة ومرحلة النزق والخفة التي وصلوا لها باستخدام تلك الكلمة، ولو تحدثت مع شخص كبر به سنه وحدثك عن مغامراته وصولاته وجولاته فسيقول مبرراً لتصرفاته التي اتسعت حدقتا عينيك تعجباً وإنكاراً (هذا من طيش أيام الشباب). ولو انتقلنا من تلك الفئة وارتقينا إلى فئة أكثر ثقافةً وأوسع أفقًا، إلى الطبقة المثقفة الحاملة للقلم، الحاملة للرسالة، حاملة هموم الأمة، من تريد أن تنشر الوعي بين كل طبقات المجتمع بلا تمييز أو حصريات، ما حصل في ملتقى المثقفين الثاني من طيش مثقفين يجعلنا نتساءل ونفكر ونقدّر مرة بعد المرة، بالمناسبة هذا الملتقى لم أعلم عنه إلا من تغريدات ذاك الذي ما رضي عما شاهد وأنكر بالقلم, وحقيقةً يستحق أن نرفع له القبعة, يعني لا أدري أمثال تلك الملتقيات لماذا لا تكون بشكل جماهيري كبير بدلا من ذلك التقوقع والطيشان غير المقبول. كيف لنا الآن أن نثق بمنتجات أولئك الكتّاب؟ فالشباب سيكبر، سينضج وسيصحو ويستيقظ من طيشته، أما الناضج عمراً وفكراً وثقافةً فإنها كبيرة في حقه أن ينزل من برجه الثقافي ليلهو ويحاكي ويقلد مراهقات الشباب الدور الذي تمارسه المؤسسات الثقافية مخجلٌ جداً، أنت كمثقف واعٍ عليك أن تلاحق تلك المؤسسات وإذا كنت تحمل شارباً فوق شفتيك فالمهمة ستكون أصعب، أظن حان الوقت لنطالب بحقوق الرجل، وحتى لا أتشعب عوداً على ذلك الطيش المثقفي، استأنا والله لما حصل، كيف لنا الآن أن نثق بمنتجات أولئك الكتّاب؟, وأيّ عوالم للمعاني سيطوفوننا بها بعد ما ظهر ذلك الزبد الجفاء؟ الشباب سيكبر، سينضج وسيصحو ويستيقظ من طيشته، أما الناضج عمراً وفكراً وثقافةً فإنها كبيرة في حقه أن ينزل من برجه الثقافي ليلهو ويحاكي ويقلد مراهقات الشباب. يا وزير الثقافة والإعلام ادخل إلى محركات البحث على الانترنت, غص في أعماق فيسبوك، طر في سماء تويتر، طف في رحاب التدوين، هنالك أقلام لامعة مشعة قد يكون بريقها بسيطًا لكنها تنتظر من يرعاها، أنا كاتب سعودي ويحتضن كتابي دار من الكويت، وهنالك أقلام صديقة لي تنتظر الفرج، وبعض الأقلام مع الأسف سئمت فاختفت، أولئك مبدعون ادعوهم لمناسباتكم وملتقياتكم، حركوا المارد الذي بداخلهم.. يكفينا طيشا.