لا يتحقق الأمن العام إلا بتطبيق الشريعة عقيدة وعملاً .. قال تعالى (الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ ) و من أهم مقاصد الشريعة إقامة العدل بين الناس ، فبه قامت السموات والأرض ، ولا يتحقق العدل إلا بقضاء نافذ ، ففيه من المصالح ما يحقق للمجتمع أمنه واستقراره ، واستقامة أحواله وصلاحه ، بحفظ حقوق الناس وضروريات الدين ، ورفع المظالم وردها ، وإيقاع العقوبات الشرعية الزاجرة للناس عن التعدي على بعض وتجاوز الحدود ، ولا تتحقق هذه المصالح إلا بتنفيذ الأحكام الشرعية ، فهي ثمرة أساسية للقضاء فلولا القضاء العادل وتنفيذه لاختل النظام وعمت الفوضى. ولقد تميزت بلادنا وولاة أمورنا حفظهم الله بخدمة الشريعة وتطبيقها ، وهيمنتها على كل تصرفات الدولة ، و جميع سلطاتها الثلاث القضائية والتنفيذية والتنظيمية ، وجعل القضاء سلطة مستقلة لا سلطان على القضاة في قضائهم لغير سلطان الشريعة ولقد قام كيان حكومتنا الرشيدة على العدل وهو أساس الحكم ، ويستمد سلطته من الكتاب والسنة ، كما جاء في النظام الأساسي للحكم ، وهي على ذلك المنهج منذ قيامها على يد مؤسسها الملك عبد العزيز آل سعود طيب الله ثراه وأبنائه ، وعلى أثره الملك المفدى خادم الحرمين الشريفين عبد الله بن عبد العزيز وسمو نائبه وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز سلمهما الله تعالى وما كان من فضل أتوه فانما توارثه آباء آبائهم قبل ومما يؤكد على هذا المنهج القويم الكلمة السامية للنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز حفظه الله التي ألقاها لدى استقباله مدير جامعة الإمام محمد بن سعود ووكلائها وعمداء الكليات ومنسوبي المعهد العالي للقضاء يؤكد فيها على دستور الدولة وعلى أهم ركائز الإسلام وهو القضاء الشرعي وأساس استنادهما على الكتاب والسنة ، وأن صلاحه ونجاحه دليل صلاح المجتمع ونجاحه وسلامته ، وأن ضعفه ضعف الدولة وعدم سلامة المجتمع وضياع الحقوق ، والتزامه حفظه الله بتنفيذ حكم الله وعدم معاقبة أي شخص مع كونه وزير الداخلية إلا بحكم شرعي ، ولا نزال نتفيأ ظلال الحكم بالشريعة ونحس ببركة تطبيقها بالقسط والعدل على أفراد الرعية على حد سواء ، وسيبقى ولاة أمورنا إن شاء الله خداماً للشريعة وحراساً للعقيدة غير مبدلين لها ولا راغبين عنها حتى يرث الله الأرض ومن عليها ، ولا فض فوك أيها الأمير قاض سابق ومستشار شرعي [email protected]