من جوار قبر المصطفى عليه الصلاة والسلام سكب قلمي مداده ليخط بهاء ليلة الثلاثاء 18 / 11 / 1431ه التي أحتضنها أمير المدينةالمنورة المحبوب صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن ماجد بن عبد العزيز رعاه الله ورعاه برعايته ، وبما عُرِف عن سموه من طيب الخُلق والأخلاق ، ليحاضر معالي وزير العدل الدكتور محمد عبد الكريم العيسى محاضرة في رحاب الجامعة الإسلامية ضمن برنامجها الثقافي بعنوان [ القضاء السعودي بين أصالة المنهج ورغبة التطوير ] وبحضور مديرها معالي الدكتور محمد العقلا حفظه الله ، ووكلاء الجامعة الموقرين ، ليلقي الضوء وزير العدل على تطوير مرفق القضاء لمواجهة التحديات المستقبلية ومواكبة المستجدات في الجوانب التنظيمية والتقنية وإيجاد بيئة قضائية قادرة على الأداء بفعالية وكفاءة ، والذي تبناه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود حماه الله من كل مكروه . وقد أوضح وزير العدل في كلمة له – أن مشروع تطور القضاء الذي أمر به خادم الحرمين الشريفين نقطة تحول تاريخية ، وعلامة فارقة في مفاهيم التطوير القضائي – وقد خصص لهذا المشروع ميزانية للإرتقاء بمرفق القضاء وتطويره بشكل شامل ومتكامل يتزامن مع ما تشهده المملكة ولله الحمد في عهد الحبيب عبد الله من تطور وتحديث في نواحي الحياة كافة لتحقيق كل ما يتطلبه ذلك المشروع من تهيئة الكوادر وتوفير الوظائف والتجهيزات ومباني المحاكم والمتطلبات اللازمة ليظهر بالشكل الذي ينبغي أن يكون عليه . فولاة الأمر يستمدوا منهجهم القويم الحكيم السديد لحكم أرض المملكة العربية السعودية من كتاب الله الكريم وسنة نبيه عليه أفضل الصلاة والتسليم لأنهما الأصلين الرئيسين للشريعة الإسلامية ، لذلك ساد الأمن والأمان أرجاء بلادنا الغالية أكثر من أي بقعة أخرى في العالم أجمع ، وقد شرع الإسلام القضاء لأنه الوسيلة الأولى لتحقيق العدل بين أفراد المجتمع بشكل عام ، فهو يعني بالفصل بين الناس بالعدل في ما يتعلق بحاجاتهم ومصالحهم الدنيوية التي تحدث حولها بعض الإشكاليات ، وهو فرض كفاية إحقاقاً للحق ، وتمكيناً للعدل ، ونشراً للسلام ، ودحضاً للباطل والظلم ، لذا نلمس في أرض الواقع أن كل مجتمع آمن مستقر يقف ورائه نظام قضائي عادل ونزيه ، فالقضاء العادل في سمو أحكامه ، ونبل عطائه ، وعظيم إنصافه يصحح للناس المسيرة نحو أصول الحياة ، وقوانين العمران ، ويشيد دعائم الحق التي تقوم عليها حضارة إسلامية شامخة يزاول الإنسان في ظلالها الحق والخير والجمال ، وينعم فيها بالرخاء والأمن والطمأنينة والاستقرار ، ومنذ بزوغ فجر الإسلام وللقضاء مكانة سامية وسلطة مستقلة لا تدانيها سلطة ، لأن الأصل في القضاة أن يقضوا بحكم الله تعالى ، ومع التطور التدريجي للزمن منذ عهد المؤسس تغمده المولى بواسع رحمته إلى يومنا هذا والقضاء يمر بمراحل متغيرة عديدة تتواكب مع البيئة الدنيوية التي يُدْلي فيها بأحكامه الفقهية من مبدأ أن الرسالة المحمدية صالحه لكل زمان ومكان ، ويدل على ذلك حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم وتوجيهاته حينما بعث معاذ بن جبل رضي الله عنه إلى اليمن فقال له : كيف تقضي ؟ فقال : أقضي بما في كتاب الله . فقال : فإن لم يكن في كتاب الله ؟ فقال : فبسنة رسول الله . قال : فإن لم يكن في سنة رسول الله ؟ قال : أجتهد برأيي . قال صلى الله عليه وسلم قوله : [ أنتم أعلم بأمور دنياكم ]. من أقوال الحبيب عبد الله بن عبد العزيز - انه من فضل الله ونعمته أن هذه البلاد قامت منذ نشأتها على إرساء قواعد الأمن والإستقرار ونشر العدل ، مستلهمة ذلك من خلال تطبيق الشريعة الإسلامية السمحاء - همسه : إذا أخبرتني بم يفكر الرجل ؟ أقول لك : أي رجل هو . [email protected]