تأتي بعض التصريحات من صُناع القرار في الدول صاحبة العملات الرئيسية مثل الدولار واليورو والين بين حين وآخر لتشكّل ضربة غير متوقعة لغالبية المتعاملين الذين يدخلون السوق بناء على تحليلاتهم المبنية أساسًا على ما يفكّر فيه صانع السوق وليس بما يفعل. وعليه فإن غالبية النتائج تأتي معاكسة لهم مما يدفعهم لخسارة كثير من الأموال، لأن صانع السوق يبني دراسته للسوق وتوجّه العملة بناء على اقتصاديات الدولة صاحبة العملة، على المديين المتوسط والطويل الأجل، بينما يريد المتعاملون تطبيق تلك السياسة على المدى (القصير) الأجل وهو ما يمكن أن يكون صحيحًا في بعض الأحيان لتوافق تصوّرهم مع الموجة السعرية الآنية التي يسير بها السعر، وعليه فمن الأفضل مراقبة حركة السعر من خلال الرسم البياني لتلك العملة وتحليلها فنيًا واتخاذ القرار بناء عليها لما لهذا الأسلوب من فائدة في تقليص الخسارة بشكل كبير. الاسترليني مقابل الدولار أغلق الجنيه الاسترليني عند مستويات 1.5825 أمام الدولار الأمريكي وذلك بعد تحقيق تراجع أسبوعي بقيمة 47 نقطة فقط رغم التذبذب الذي حصل خلال تداولات الأسبوعي، حيث إن افتتاح السعر كان عند مستويات 1.5882 حيث بدأ اليوم الأول بشمعة هابطة تلتها ثلاث شمعات صاعدة وصلت بها الأسعار إلى مستويات 1.5990 قبل أن تنخفض إلى أسعار الإغلاق الأخيرة عند مستويات 1.5835 وهو ما قد يراه البعض تراجعًا إلى مستويات خطرة بعض الشيء إلا أنها لا تعكس أي مسار كان من المتوقع أن ينتهجه الزوج خلال الفترة القادمة، حيث لا يزال في مساره الجانبي خصوصًا على الإطار الزمني الاسبوعي الذي نشاهد تذبذباته طيلة العام ونصف العام الماضي، حتى لو كانت بتذبذب عريض النطاق إلا أنه يبقى كذلك لطالما لم نشاهد ميلًا سعريًا واضحًا وعليه فإن الدعم الأول للسعر يأتي عند مستويات الضلع السفلي للمسار المذكور أعلاه والذي يقع على حاجز 23.6 بالمائة فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الهابطة على الإطار الزمني الأسبوعي والمتمثل بمستويات 1.5309 دولار لكل جنيه استرليني وتأتي المقاومة الأولى الفرعية عند مستويات 1.6164 ومن ثم تأتي مناطق 1.6427 الواقعة على حاجز 38.2 بالمائة من ذات الموجة المذكورة أعلاه يليها بعدد نقاط قريب مستويات الخط الواصل بين آخر قمتين، كما هو موضّح بالرسم البياني المرفق وهو ما يبعد عن المناطق الحالية بما يقارب الخمسمائة نقطة على أقل تقدير، وعليه فإن الإغلاق الأخير يقع في منطقة الوسط التي لا يُنصح بالدخول عندها، حيث إن نسبة الربح للخسارة 50\50 وهو ما يُفضل الابتعاد عنه والبحث عن فرصة أخرى. الدولار مقابل الين بعد أن كسب الدولار الأمريكي عددًا كبيرًا من النقاط بلغت 488 نقطة وذلك خلال تداولات الشهر الماضي أمام الين الياباني انطلق الزوج بشكل لافت خلال الأسبوع الأول من الشهر الحالي إلى مستويات 81.86 ين لكل دولار قبل أن يتراجع قبيل الإغلاق إلى مستويات 81.79 لتتشكّل شمعة أسبوعية صاعدة مكملة لثلاث شمعات سابقة ليصبح المجموع أربع شمعات وهو ما دعا المتعاملين للاطمئنان حول المسار القادم للزوج حتى لو كان صاعدًا دون تصحيح إلا أن الهدف الرئيسي الحالي يقع عند مستويات المقاومة الرئيسية الأولى للسعر والواقعة على مناطق 87 ينًا لكل دولارًا والواقع على حاجز 23.6 بالمائة فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الهابطة على الإطار الزمني الأسبوعي والتي قد يصلها خلال الأسابيع القليلة القادمة خصوصًا في ظل الاندفاع الحالي للمشترين في خلق حالة تساعد في جلب المزيد من المشترين لتحقيق انعكاس الاتجاه الهابط إلى صاعد خصوصًا بعد هبوط مستمر منذ منتصف العام 2007، وذلك في موجةٍ هابطة على الإطار الشهري. إن الخطر الحالي يكمن في إعادة محاولة العودة إلى مستويات القاع الحالي والواقع على مستويات 75.56 التي من الممكن إن كسرتها الاسعار أن تنخفض إلى مستويات ما دون الثلاثة والسبعين ينًا وهو الأمر الذي يجب أن يتم وضعه بالحسبان، وأن تكون جميع أوامر وقف الخسارة دون هذا المستوى تحسّبًا لأي انزلاق سعري محتمل في حال العودة، علما بأن الصعود هو الخيار الأكثر ترجيحًا على المدى المتوسط الأجل. الدولار الأسترالي مقابل الأمريكي لا يزال الدولار الاسترالي في طور المحاولة لاختبار مستويات القمة التي حققها في منتصف العام الماضي أمام الدولار الأمريكي والتي كانت ولا تزال عند مستويات 1.1078 حيث هبط منها إلى مستويات 0.9385 كاسرًا مستويات الدعم الرئيسي حينها الواقع على مناطق 0.9947 والمتمثل بحاجز 23.6 بالمائة، فيبوناشي من الموجة الأخيرة الصاعدة على الإطار الزمني الشهري، حيث أغلق دون المستوى في الشمعة الشهرية الأولى، وأكمل هبوطه إلى تلك المناطق في الشمعة الشهرية الثانية التي سرعان ما تدارك المتعاملون خطر انعكاس الاتجاه في ذاك التوقيت الأمر الذي دفعهم للشراء بقوة لإعادة الأمور إلى موازينها وإفشال تأكيد الكسر بالعودة فوق الدعم المكسور مجددًا، وهو ما حصل فعلًا وعلى أثره عاد السعر ليؤكّد صمود مستوى الدعم وحين شعور المتعاملين بمتانته أقدموا مجددًا على الشراء مما دفع بالأسعار للصعود في الشهرين الماضيين إلى أن وصلت إلى مستويات آخر إغلاق عند مناطق 1.0730 وهو الأمر الذي يعتبر جيدًا على المدى القصير الأجل، حيث إنه يقترب من مستويات المقاومة شيئًا فشيئًا مما يدفع بترجيح الاختراق والذهاب إلى أبعد مما هو عليه الآن، ولكن فشل الاختراق والعودة إلى مستوى الدعم وكسره يفتح باب الهبوط إلى مستويات ما دون 0.9000 على أقل تقدير، لذا فمن الأفضل التريث في اتخاذ قرار الشراء إلا من مستويات دعم رئيسية وبأوامر وقف خسارة تحسّبًا لأي انزلاق سعري ينتج عنه خسارة الكثير من النقاط. حركة الذهب انخفضت أسعار أونصة الذهب خلال تداولات الأسبوع الماضي بما قيمته 62 دولارًا أمريكيًّا وهو ما نسبته 3.4 بالمائة من سعر افتتاحه الأسبوعي عند مستويات 1773 دولارًا حيث بدأت التداولات في اليومين الأول والثاني هادئة بعض الشيء إلى أن وصلت الأسعار إلى مستويات 1789 دولارًا والتي تعرض لموجة بيع عنيفة من هذه المناطق الأمر الذي أفقد أونصة الذهب ما يقارب الثمانية والثمانين دولارًا في اليوم الثالث، حيث أغلق عند مستويات 1696 دولارًا ومن ثم ارتفعت الأسعار قليلًا في اليومين الرابع والخامس من التداولات تعويضًا عن الهبوط السريع وتقليصًا للدولارات التي فقدها بشكل سريع جدًا بالإضافة إلى أنها خطوة في مسار طمأنت المتعاملين، حيث من المتوقع أن تستمر الأسعار في التذبذب بين المستويات الحالية إلى مستويات الدعم الرئيسي الأول لأسعار الذهب الواقع عند مستويات 1627 دولارًا والمتمثل بحاجز 23.6 بالمائة فيبوناتشي من الموجة الصاعدة على الإطار الزمني الأسبوعي وذلك لعدة أسابيع قادمة، ولكن يجب على المتعاملين أن يكونوا أكثر حيطة وحذرًا مما قد يأتي حيث إن كسرت الأسعار مناطق الدعم الأول المذكور أعلاه، فإنها ستذهب سريعًا إلى مستويات 1522 دولارًا تقريبًا والتي يعدّ كسرها مفتاح الهبوط إلى مستويات الدعم الثاني عند 1446 دولارًا وهو المستوى الثاني من متوالية فيبوناتشي الحسابية. إن المقاومة الحالية للأسعار تأتي عند مناطق 1802 دولار ومن ثم تأتي القمة الكبرى للسعر والتي تقع عند مستويات 1920 دولارًا تقريبًًا والتي بدأت منها الأسعار موجة تصحيحية على الإطار الزمني الشهري، فهل يمكننا القول إن الموجة انتهت على هذا القدر من التراجعات أم أن للهبوط بقية؟ هذا ما يمكن رصده من خلال مراقبة الأسعار وسلوكها عند اقترابها من مناطق الدعم الرئيسية.