استخدمت قوات الامن السورية الغاز المسيل للدموع امس الجمعة لتفريق المحتجين فيما احتشد مئات الالاف في مدن في أنحاء مختلفة من البلاد. وتعد هذه بعض اكبر احتجاجات تشهدها سوريا خلال الانتفاضة الممتدة منذ تسعة اشهر ضد حكم الرئيس بشار الاسد.وقال نشطاء انهم يريدون أن يظهروا لمراقبي جامعة الدول العربية مستوى الغضب الشعبي. ووصل المراقبون الى سوريا هذا الاسبوع للتحقق مما اذا كانت دمشق أوقفت العنف ضد المحتجين.وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان 250 الف شخص على الاقل خرجوا الى شوارع ادلب بعد صلاة الجمعة. وذكر نشطاء في حماة وضاحية دوما بدمشق ان عشرات الالاف يشاركون في الاحتجاجات. وبثت قناة الجزيرة الفضائية لقطات حية لعشرات الالاف من المحتجين فيما يبدو في حمص. وقال المرصد ان المحتجين رشقوا قوات الامن بالحجارة في دوما. واصيب 24 شخصا على الاقل. ومنعت سوريا الصحفيين الاجانب من تغطية الاحداث . واكد رئيس المرصد الذي يتخذ من لندن مقرا له ان دبابات الجيش السوري سحبت من خان شيخون وسراقب تمهيدا لزيارة المراقبين العرب المكلفين بمتابعة الوضع على الارض. وذكر المرصد ان مدنيا قتل في درعا (جنوب) برصاص قوات الامن السورية بينما اصيب 24 آخرون بجروح ب «قنابل مسمارية» اتهم هذه القوات باستخدامها لتفريقهم في دوما.وقال المرصد ان «مواطنا يبلغ من العمر 32 سنة استشهد اثر اطلاق النار من قبل قوات الامن السورية على متظاهرين في مدينة درعا».واضاف ان «24 مواطنا على الاقل اصيبوا بجروح اثر استخدام قوات الامن السورية القنابل المسمارية لتفريق عشرات الاف المتظاهرين في المدينة» الواقعة في ريف دمشق.وتابع ان «ناشطا من المدينة قال للمرصد السوري لحقوق الانسان انه اصيب بشظايا هذه القنابل».وكان المرصد ذكر ان «قوات الامن السورية المتواجدة في محيط مبنى محكمة مدينة دوما استخدمت القنابل المسيلة للدموع والقنابل الصوتية لتفريق عشرات الالاف من المتظاهرين والذين يستخدمون الحجارة للرد على قوات الامن».من جهة اخرى، قال المرصد ان «قوات الامن السورية اطلقت الرصاص الحي لتفريق متظاهرين خرجوا» من مساجد في عدد من مناطق ريف دمشق.وتحدث عن «مظاهرات حاشدة في معظم أنحاء حمص».وكان ناشطو المعارضة السورية قد دعوا عبر الانترنت كما في كل اسبوع الى التظاهر امس في «جمعة الزحف الى ساحات الحرية»، بينما يواصل مراقبو الجامعة العربية مهمتهم في هذا البلد غداة مقتل 27 شخصا برصاص قوات الامن.وتحدث المرصد السوري لحقوق الانسان عن سقوط اربعة قتلى امس «بينهم جنديان منشقان اثر كمين نصبته لهم القوات السورية قرب مدينة تلكلخ» في محافظة حمص (وسط سوريا). وكان المرصد اعلن مقتل 25 مدنيا الخميس برصاص قوات الامن السورية بينهم اربعة في دوما وستة في حماة (وسط) مع وصول مراقبي الجامعة العربية الى هاتين المدينتين.كما اشار الى ان قوات الامن السورية اطلقت الرصاص «لتفريق متظاهرين» في درعا (جنوب) ودير الزور (شرق). وكتب الناشطون على صفحة «الثورة السورية ضد بشار الاسد» على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك «سنسير اليوم نحو ساحاتنا محررين لمن استطاع بصدور عارية».واضافوا «سنستغل وجود المراقبين في اي مكان يكونون به لنريهم كيف تكون الحرية وان استطاعت جموع حريتنا الوصول للساحات فلنسر نحوها». وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس الخميس ان «مبادرة الجامعة العربية هي الضوء الوحيد في الليل المظلم الان». واضاف «لا نريد ان نصدر الاحكام المسبقة قبل ان تنتهي مهمة الجامعة»، مؤكدا ان «مجرد وجود اللجنة في حمص كسر حاجز الخوف عندما استقبلت بتظاهرة حاشدة مناهضة للنظام ضمت نحو سبعين الف شخص». وقال المرصد ان «نحو ثلاثين الف مواطن يعتصمون في ساحة المسجد الكبير في دوما القريبة من دمشق التي دخلت في حالة عصيان مدني مع تراجع قوات الامن الى المراكز الامنية والحكومية». وكان المرصد اعلن مقتل 25 مدنيا الخميس برصاص قوات الامن السورية بينهم اربعة في دوما وستة في حماة (وسط) مع وصول مراقبي الجامعة العربية الى هاتين المدينتين. وقد زار المراقبون ايضا ادلب شمال غرب سوريا ودرعا في الجنوب، وكان المراقبون بدأوا الثلاثاء مهمتهم في سوريا بجولة في حمص التي استقبلتهم بتظاهرة حاشدة مناهضة للنظام ضمت نحو سبعين الف شخص، جابهتها قوات الامن السورية بالرصاص ما ادى الى مقتل ثلاثة اشخاص على الاقل في المدينة، حسب المرصد. وتندرج مهمة المراقبين في اطار تنفيذ خطة الجامعة العربية لحل الازمة في سوريا والتي تلحظ ايضا وقف اعمال القمع والافراج عن جميع المعتقلين والسماح بحرية التنقل للمراقبين العرب وممثلي وسائل الاعلام. وقال ناشطون ان قوات الامن السورية قتلت اكثر من سبعين مدنيا منذ وصول مجموعة المراقبين الى دمشق الاثنين في مهمة تستمر شهرا. وفي واشنطن، قالت الخارجية الامريكية الخميس ان وجود مراقبين تابعين للجامعة العربية في سوريا يساعد معارضي النظام السوري مع انه لم يسمح بوقف القمع في البلاد. وعبرت المتحدثة باسم الخارجية فيكتوريا نولاند للصحافيين عن «قلقها» من الوضع في سوريا. وقالت ان «هناك مراقبين على الارض يلعبون دورا على مستوى معين الا ان العنف مستمر». واشارت المتحدثة الامريكية الى المعلومات عن سقوط قتلى في حمص (وسط) وحماة (وسط) وادلب (شمال غرب) الاربعاء في وقت «كان المراقبون يحاولون التوجه» الى هذه المدن. واضافت «اذا ما تصفحتم موقع يوتيوب اليوم، بامكانكم مشاهدة صور رائعة لتظاهرة مطالبة بالديمقراطية في ادلب شارك فيها عدد لا بأس به من الاشخاص بالتزامن مع زيارة المراقبين للمدينة اذا بوضوح، يبدو ان وجودهم اعطى مساحة للتعبير الشعبي». وشددت نولاند على ان المراقبين يجب ان يتمكنوا من التنقل في سائر انحاء البلاد والتحدث بحرية مع من يريدون بمن فيهم السجناء السياسيون، داعية نظام الرئيس السوري بشار الاسد الى تطبيق بنود البروتوكول الموقع مع الجامعة العربية. ويرى محللون ان المراقبين العرب الذين يتجولون في مدن سورية تشهد اضطرابات واعمال عنف بحراسة لصيقة من الاجهزة الامنية الرسمية ويطاردهم جيش من الناشطين المعارضين بكاميرات هواتفهم المحمولة وبالمطالب، يقومون بمهمة شاقة ومحفوفة بالمخاطر.