تدفق مئات الآلاف من السوريين الى شوارع عدة مدن للتظاهر ضد نظام بشار الأسد في وقت كان المراقبون العرب متواجدين فيها أمس في «جمعة الزحف الى ساحات الحرية». وتصدت قوات النظام بعنف للمتظاهرين ما أدى الى سقوط 38 قتيلا بين المدنيين بحسب لجان التنسيق المحلية، فيما أعلن «الجيش السوري الحر» المكون من عسكريين منشقين عن وقف جميع عملياته الا في حالة الدفاع عن النفس. وأفاد المرصد السوري لحقوق الانسان أن المراقبين التابعين للجامعة العربية زاروا أمس إدلب، حماة، حمص، ودرعا، موضحاً ان مصادمات عنيفة وقعت بين المحتجين وقوات النظام في دوما. وتحدث عن مقتل 5 مدنيين في درعا، وعدد مماثل من المدنيين في حماة، وإطلاق قوات الأمن النار على متظاهرين في العاصمة دمشق. وبحسب المرصد، فإن تظاهرات حاشدة ضمت أكثر من 250 الف متظاهر خرجت عقب صلاة الجمعة في 74 تجمعا في محافظة إدلب. كما نظمت تظاهرات حاشدة في حمص التي عثر فيها على جثامين 5 مواطنين كانت قوات الأمن اعتقلتهم بعد منتصف الليلة قبل الماضية من حي دير بعلبة. واستشهد مواطن في حي باب الدريب متأثرا بجروح أصيب بها صباح أمس. وفي دوما بريف دمشق تظاهر اكثر من 60 ألف شخص بحسب المرصد الذي لفت الى أن قوات الأمن استخدمت قنابل مسمارية والغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين ما اسفر عن اصابة 24 منهم. وفي حلب، أوضح المرصد أن تظاهرة انطلقت من مسجد عروة في حي هنانو وتم قمعها بوحشية من قبل موالين للنظام. كما قمعت تظاهرة أخرى خرجت في حي صلاح الدين. ومن جانبه، أعلن العقيد رياض الاسعد قائد «الجيش السوري الحر» الذي يضم عسكريين منشقين انه أصدر اعتبارا من يوم الجمعة الماضي أمرا لضباطه بوقف كافة الهجمات على قوات الامن الحكومية لحين عقد اجتماع مع مبعوثين من الجامعة العربية يراقبون التزام النظام بخطة سلام. وأشار الى أن مقاتليه لم يتمكنوا حتى الآن من الحديث مع المراقبين وأنه ما زال يحاول الاتصال بهم لأسباب ضرورية. واعتبرت فرنسا أنه من المبكر الحكم على نتائج مهمة المراقبين التابعين للجامعة العربية. وقال برنار فاليرو المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية إن المهمة بدأت للتو، ولم تتمكن بعد من اعطاء كل قوتها، وسيكون من المبكر أن نحكم الآن على نتائج أو على مخرج. وأضاف المهم هو أن يتمكن المراقبون من اتمام مهمتهم بكل حرية وكل استقلالية على مجمل الاراضي السورية وأن يتمكنوا من اجراء كل الاتصالات التي يرون أنها ضرورية بهدف التأكد من التطبيق الفعلي من قبل السلطات لخطة الجامعة العربية. ومن جهته، قال وزير الخارجية الإيطالي جوليو تيرسي سانتاغاتا أمس إن وقف القمع في سوريا هو أولوية قصوى بالنسبة لبلاده، مجددا التأكيد على أن المبادرة العربية هي الطريق الوحيد لذلك. وأضاف تيرسي يجب أولا أن يسمح للمراقبين بالقيام بعملهم، ومن ثم هناك حاجة إلى لاتخاذ قرار واضح وصارم من مجلس الأمن.